فى ظل ضغوطات الحياة وتسارع وتيرتها.. عندما تنصهر وسط جموع الناس سوف تستمع إلى اهات المكلومين هذا يشكو اليك ضيق ذات اليد وقلة الزاد وطول السفر وذاك يشكو اليك من حياته التعيسة التى لا مخرج منها وثالث يشكو إليك من عقوق الأبناء وشح العطف والحنان الذى كان ينتظره بعدما أبلى بلاء حسنا وواصل الليل بالنهار من أجل تربية أولاده.. حالة من السخط والضجر يعانى منها الجميع وعندما أجلس وحيداً أفكر فى كل حالة على حدة وأتساءل هل هى حالة عامة أصابت الجميع أم انه السخط الذى أصبح مرضاً اجتماعياً يوشك أن يلتهم الأخضر واليابس.. التراحم الذى كان ذهب ولم يعد فلم يعد هناك توقير للكبير ولا تقدير للصغير . نكران الجميل الذى كان أحد أهم سمات الناس فى الماضى أين ذهب. العطاء هو الآخر لم يعد موجوداً الكل يغرق ولا يجد من يحنو عليه ويأخذ بيديه إلى بر الأمان هكذا يصف الكل ما يعانيه. الرحمة قيمة نبيلة لا يعرفها إلا العظماء ومن أجلها كانت بعثة النبى الأكرم «صلى الله عليه وسلم».
«وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» الرحمة بالبشر والحيوان والنبات والجماد الرحمة بالخصوم والأعداء .صحابة النبى «صلى الله عليه وسلم»، كانت الرحمة عنوان لهم «رحماء بينهم» الرحمة تؤلف القلوب وتجمع الشمل وتقضى على الضغينة والأحقاد. وتعيد الأفراد والمجتمعات إلى سيرتهم الأولى حيث الفطرة السليمة النقية الطاهرة.
مجتمع لا يعرف الرحمة مصيره حتما التهاوى والسقوط والاندثار.