من تابع الدكتور هانى الناظر خلال سنوات حياته الأخيرة يجد أنه كرس وقته لخدمة الناس ومحاولة جبر خواطرهم بل ليت الأمر توقف عند هذا الحد بل وجد الحياة فى إنقاذ حياة الناس ؛ فتجده يتبرع بوقته وهو أثمن شيء فى حياة الناس من أجل الرد على اسئلة الناس المتعلقة بحياتهم الصحية ويرد بلا كلل ولا ملل ؛ وعندما تحدثت معه عن الوقت؛ كانت إجابته ليس لدى وقت الا للعمل والرد على اسئلة وحاجات الناس! ورحل عن عالمنا ولكن ترك لنا درسا مهماً؛ أن الباقى فى حياة اى انسان هو السيرة الحسنة ودعوات من جبر بخاطرهم حال حياته ؛ فالإنسان قد يعتقد أنه سيعيش أمد الدهر ولا يعلم أن حياة الإنسان عبارة عن وقت بمجرد انتهاء وقته يرحل لا يستطيع أن يقدم أو يؤخر وقت أجله.
والوقت عامل مهم فى حياتنا لا يشعر به الكثير ؛ فنحن نؤجل كل شيء وكأن الحياة دائمة ولا نعلم أنها مؤقتة قد تنتهى فى أى لحظة ؛ لذا تعلمت درساً خلال حياتى الا اؤجل عمل اليوم إلى الغد ؛ ولا اقصد هنا العمل كوظيفة بل اقصد كل عمل وفعل يقوم به الإنسان ؛ فالحياة فرص والناجح فى الحياة هو من استطاع أن يغتنم الفرص ؛ فالحياة تعرض علينا كل يوم فرصاً وتمنحنا وقتاً لنغتنم الفرص والتأجيل هو القاتل للاحلام والوقت والفرص ؛ وكل شخص ينتهى وقته ويأتى أجله يعطينا درسا بألا نؤجل ما نريد أن نقوم به ؛ فكم منا لديه احلام وأمنيات ويؤجل تنفيذها يوماً تلو الآخر؟ فكم منا عايش فى الحياة ككجسد فقط بلا روح؟ كم منا يعيش من أجل الناس فقط وينسى أن لنفسه عليه حقاً؟
فرسالتى لنفسى قبل أن تكون للكل : أننا نأتى فى الحياة لوحدنا وسنقابل الله سبحانه وتعالى أيضاً لوحدنا وسنحاسب لوحدنا ؛ لذا افعل ما يرضى الله ونفسك وليس ما يرضى الناس فالناس لا يرضيها شيء ؛ الناس دائمة الانتقاد والناس لديها المظاهر والظاهر وانت من تعلم حياتك من الباطن واحتياجاتك أيضاً ؛ فافعل ما تؤمن به قبل فوات الاوان ؛ افعل ما يرضيك ويشعرك بالحياة ودعك من الخلق ؛ رقيبك هو الله سبحانه وتعالى وليس البشر ؛ فالبعض عندما يعتقد أنه يفعل شيئا خاطئا ينظر يمينه ويساره خوفا من بشر مثله ولا ينظر فوقه خوفاً من الله سبحانه وتعالى ؛ فكل من يقرأ المقال يعنى أنه مازال على قيد الحياة فلديه وقت وفرص لتصحيح أخطائه ولتصحيح مساره ؛ وتغيير ما يريد تغييره فى حياته لكى يستطيع أن يشعر بأنه على قيد الحياة .