مبروك للأهلي، هنيئاً لمن وضع التشكيل ولعب وأجاد وفاز، وهنيئاً لكل من ذهب إلى الملعب وشجع وساند واستمتع باللقب، فى الليلة الحمراء بالاستاد!!
هنيئاً لكل من ساهم فى إعداد الفريق وقاده للفوز بست مباريات متتالية وبعدد قياسى من الأهداف يرج ويهز عرش أى حارس مرمى ويدك حصون أى منافس!!
المباركة فى الأساس تبدأ من إدارة الأهلى ولها.. من لحظة اتخاذ قرار استبعاد المغرور كولر الذى صور لنا الفوز بعدد من البطولات وكأنه ملك كرة القدم.. فشتت ذهنه وتراجع الأداء وخسر النقاط حتى تراجع الأهلي، وجاء النحاس ابن بلدى كما يقول المثل ليغير الفريق تغييراً كاملاً.. المستبعدون عادوا فتألقوا.. والتشكيل المهزوز استقر وتم تثبيته من جديد بشكل إيجابي.. ومعنويات اللاعبين ارتفعت وتحول السباق فيما بينهم إلى عطاء وفوز وانتصارات.
عادت الروح التى تاهت عن الفريق خلال وجود كولر.. أو قل فى آخر أيام الرجل الذى صنع فجوة كبيرة مابين اللاعبين.. فتحول النجوم ومجموعة من الأساسيين إلى كومبارس بلا دور.. وبدأ الأهلى يبحث عن هداف جديد وكأن وسام الهداف الرائع لم يعد يصلح للعب، لكنه القرار المجنون من رجل هوايته التبديل والتغيير وعدم استقرار التشكيل واستبعاد النجوم، هل هى تجارة تدر الملايين على بعض المدربين؟!!
شتان الفارق بين أهلى كولر.. وأهلى النحاس!! بين الأهلى بقيادة الخواجة.. والأهلى تحت راية ابن البلد!! شتان الفارق بين فريق مشتت فنياً وبدنياً وتكتيكياً.. وفريق مستقر يعرف فيه كل لاعب واجباته وحدوده.
مع كولر.. سجل الأهلى فى الدورى هذا الموسم 31 هدفاً وتركه كولر وهو فى مركز متأخر لم يتعود عليه الجمهور.. بينما سجل الأهلى فى ست مباريات فقط وهى الأصعب والأقوى لأنها قمة المنافسة على اللقب.. سجل أهلى النحاس 21 هدفاً فى ست مباريات فقط.. وانتزع بها 18 نقطة وضعته فوق القمة بجدارة وفاز بالدوري.
كولر اغتال كل النجوم فى التشكيلة الأساسية وبدأ البحث عن صفقات جديدة وأسماء بديلة لم تقدم شيئاً.. بينما النحاس أعاد الهيكل الأساسى للفريق مرة ثانية.. وضع كل لاعب فى مكانه ومركزه، فتح قلبه للاعبين.. كانت المصارحة هى أسهل طريق إلى عقول اللاعبين.. فتسابقوا فى العطاء والمشاركة، وعادت روح الفريق من جديد، بدأ الحديث بروح جماعية، مع تحديد الهدف وطريقة الوصول إليه من أقصر الطرق على اعتبار أن الهدف الأكبر هو ما يستحق أن تسعى إليه المجموعة.
كولر وصل لدرجة الغرور بعد أن تخطى حجم الثقة الزائدة، وتناسى أن العلاقة مع اللاعبين.. وروح الود والتفاهم هى المفتاح السحرى لتحقيق الفوز.
تناسى كولر أن فرق كرة القدم أنواع!! بعضها مجرد عابر سبيل فى الدوري، أو يحمل روح المغامرة لمرة أو مرتين.. والقليل منها هو فريق البطولة الذى يلعب وله هدف ثابت.. لا يتنازل عن اللقب إلا بصعوبة غير مقدور عليها.. يلعب لجماهيره التى تعشقه.. ولمحبيه الذين يموتون فيه حباً.. فيبادلهم حباً بحب!!
وهذا هو أهلى النحاس.. المدرب الرزين الهادئ الذى يبدو طيباً فى قسماته.. لكنه يعرف متى يتكلم وكيف مع كل لاعب.. لديه احترام كامل للجميع.. لكن لكل لاعب حدود وعطاء، له واجباته وعليه حقوق والعكس صحيح.
باختصار شديد.. عرف النحاس كيف يدير اللاعبين داخل الملعب أو خارجه!! كيف يخطط لكل مباراة ويحقق الفوز لست مباريات حاسمة متتالية.. خسارة النقطة فيها كانت بمثابة ضياع اللقب!!
كل ذلك ما كان يتحقق.. لولا تكاتف اللاعبين على قلب رجل وهدف واحد.. فجمع الفريق كل شيء.. لقب الدوري.. ولقب الهداف.. وكسب الجماهير قبل كأس العالم.. فماذا بعد كل هذه الإنجازات؟!!
ولأن النحاس رجل خلوق.. شق طريقه بجهده وعرقه.. تماماً مثلماً كان وهو لاعب.. جاء الوقت للتقييم بعد أن أمضى مهمته بنجاح وحقق فيها كل الأهداف بنسبة 100٪.. تولى المسئولية فى وقت ميت والفريق مهتز فنياً وترتيباً.. وبعد كولر الذى ترك هوة كبيرة ما بينه وكل اللاعبين والإدارة.. فجاء النحاس فى مرحلة التحدى وسجل الفريق معه فى ست مباريات فقط 40٪ من مجموع أهداف الأهلى طوال الموسم.
أنا شخصياً لو كنت مكان كولر.. لتنازلت عن مستحقاتى كاملة للأهلي.. بعد أن كشف النحاس حقيقة الرجل وكلامه الأونطة وفريقه المهزوز الذى تركه!!
الآن هل سيكون جزاء النحاس.. الإقصاء والاستبعاد؟!.. الخواجة الجديد مستر ريفيرو لا يريد النحاس فى جهازه الفني.. وسيضع الرجل نفسه فى خضم المقارنة الصعبة وهو مقدم على كأس العالم بعد أسبوعين ولا يعرف شيئاً عن الفريق أو اللاعبين إلا بالفيديو!!
هل يليق هذا؟!! وجود النحاس فى الجهاز الفنى للمدرب ريفيرو سيؤكد ثقة الرجل الخواجة فى نفسه وسيثبت حُسن النية.. أما رفض وجود النحاس القيمة والقامة الفنية.. فهذا سيؤكد اهتزاز ثقة الرجل فى نفسه وخوفه من أية خسارة قادمة وعودة النحاس من جديد!!
يا رجال الكرة فى مصر.. فى كل الأندية.. لدينا كفاءات رائعة فى كل أفرع الكرة والرياضة.. ولكن المشكلة هى كيفية استغلالها بشكل جيد وإعطاء الجميع الفرصة فى عمله.
ها هو الزمالك غير العديد من المدربين الخواجات ودفع آلاف الملايين، وكولر يطالب الأهلى بالملايين، وسائر الأندية تصرخ من طلبات الخواجات وكلها بالدولار.. يأتى المدرب ليوقع ويقبض ثم يفشل ويرحل على الاتحاد الدولى وهات يا غرامات!!
النحاس نموذج للمدرب المصرى الذى عمل وتفانى فتألق وأبدع.. ثم فاز واحتفل به الجميع.. يا تري.. هل سنذبحه ونقضى عليه نزولاً على رغبة ريفيرو الخواجة الذى لا نعرفه؟!!