فكرت أن أغادر الأرض الى الفضاء بعيدا عن والحروب والصراعات الدائرة هنا وهناك ويقف وراءها الشيطان الأكبر ولكننى للأسف لم أجد سبيلا الى الذهاب الى الفضاء إلا باللجوء الى الشيطان ذاته، الاسبوع الماضى وجدت أحد المليارديرات قد سبقنى فى الرحلة التى بدأتها الأسبوع الماضى.
> قلت : لنذهب من بعيد لبعيد لأسوار مملكة هذا الملياردير، لنعرف سر اختياره لرئاسة وكالة ناسا الفضائية وهو ليس بالعالم أو الإدارى البارز أو أحد رجال الحكم السابقين ولكنه رجل أعمال مثل ترامب – جاءنى صوته من بعيد وهو يصدح برؤيته بعد أول رحلة.
> سألته ساخرًا من بعيد «فى نفسى طبعًا» وأنا راكب حصان خيالى :أنت سافرت للفضاء يا مستر إسحاقمان؟!
– قال بثقة من يملك ويفعل ويحقق ما يحلم به ولو بدا صعب المنال : نعم سافرت ياسيدى فى رحلة خاصة دفعت مقابلها نحو 200 مليون دولار ،فى كبسولة» سبيس.. عندما سمعت الرقم نسيت ما فعله وكدت أسقط من فوق حصانى، 200 مليون دولار فى رحلة، ده أنا لو دفعت 200 جنيه، سأضطر أن أتنازل عن أشياء كثيره مقابل هذا المبلغ!
> قلت له وأنا بين اليقظة والحلم وأثناء الحفاظ على توازنى النفسى ومقاوما السقوط من أعلى قمة الحلم حيث أمتطى حصان خيالى: طبعًا يا مستر من ملك ثروة ينفق منها 200 مليون دولار فى رحلة لا يحق أن أقول له ليس لنا نصيب مما فعلت وأنفقت !
أبتسم ليرد لى بعض الأمل المتبعثر.. لا تيأس أنا أشعر بكم قررت بعد العودة من رحلتى التى تحسدنى أنت وأمثالك عليها أن أحاول تحقيقها لمجموعة أخرى.. من بينكم .. فرحت وقلت متهللا هذا رجل انسان فعلا، وقلت صادقا ودون سخرية: بالقسط ولا فورى، وللناس العاديين ،أم للأمريكان فقط؟!
– لم يهتم بكلامى وأكمل كلامه بأنه قرر بعد رحلته التفكير كيف يكون السفر إلى الفضاء متاحاً للجماهير، ولا يقتصر فقط على 600 شخص خاضوا التجربة بالفعل وذهبوا فى رحلات إلى الفضاء، وكان معظمهم من رواد الفضاء المحترفين الذين يعملون لدى وكالة ناسا، أو استعان بهم الأثرياء لمرافقتهم فى رحلاتهم.
ولأننى صحفى ذهبت للحاق بالمؤتمر الصحفى الذى عقده لكنى وصلت متأخرا وسمعت أخر جملة: «نريد أن يكون عدد زوار الفضاء 600 ألف،»بدلا من 600 طبعًا.. أعتقد أننا جميعا نريد أن نعيش فى عالم حرب النجوم وستار تريك حيث يقفز الناس فى مركباتهم الفضائية، وطموحاتى الكبرى للبشرية أن يصبح البشر نوعاً متعدد الكواكب .».. همست فى أذن أحد الزملاء الصحفيين بشكل ساخر يائس: أيه حكاية الرجل ده ؟
– ابتسم الزميل الذى لا أعرفه فهو أمريكانى أيضا، وضعنى القدر بجانبه ولم أجد سواه كى أسأله !!
– حقق إسحاقمان وصنع معظم ثروته البالغة 1.9 مليار دولار من شركة معالجة المدفوعات، التى أسسها فى عام 1999 عندما كان يبلغ من العمر 16 عاما، وتولى تمويل رحلته الفضائية ومعه طاقم من أربعة رواد فضاء على متن مركبة سبيس إكس فى مهمة عام 2021 ودار فيها حول الأرض مرتين فى رحلات فضائية خاصة على نفقته، مدفوعاً بحبه الطويل للطيران والافتتان بالفضاء.
> قلت فى نفسى : يعنى بدأ رحلة العمل وهو ابن 16 عاما، يعنى لو كان عندنا كان سيكون طالبا فى أولى ثانوى، ويجرب فيه الكل نظم التعليم من المقالى إلى التابلت ومن الثانوية إلى البكالوريا، هو بدأ ونحن مشعلون بالعلمى والأدبى والدروس الخصوصية والسناتر، تركنا ليكون هذا الملياردير فى نحو 24 عامًا ثروة تقدر بــ 1900 مليون دولار.. أه والله… قلت لا سبيل أمامى الا معرفة هذا الرجل وماذا فعل فى الفضاء وكيف قضى رحلته وهل أنشغل طوال رحلته بالفيس والواتس وتويتر.. رد بثقة وعلى سخريتى قائلاً من بعيد ومن وراء جبال آلاف ملايينه: لا يا سيدى خلال المهمة، اختبرت بدلة فضاء تجريبية وبروتوكولاً جديداً لتوفير تكاليف الرحلة من خلال الخروج والعودة للدخول إلى المركبة الفضائية دون استخدام غرفة معادلة الضغط.
> قلت: وماذا عن التقاط الصور السيلفى؟!
– قال: اسأل زملائك ووكالات الأنباء؟!
البقية الأسبوع القادم