وتبقى رحلة أوائل الثانوية العامة.. التى تنظمها جريدة الجمهورية سنويا إلى أوروبا محطة مميزة فى عالم صاحبة الجلالة.. وايضا فى عالم التفوق والنبوغ .. فعلى امتداد 56 عاماً.. تقدم الجمهورية مكافأة «رحلة العمر» .. كما وصفها الأوائل بأنفسهم .. هذه الرحلة تضم العشرة الأوائل على الثانوية العامة.. والطبع يوجد أوائل مكرر .. حيث يصل العدد إلى العشرين أو أكثر .. وفى إحدى السنوات بلغ عدد الأوائل 50 طالباً وطالبة .. بالإضافة إلى أوائل الدبلومات الفنية.. أول كل دبلوم .. لم تكن الرحلة فقط مكافأة .. لكنها كانت دافعاً قوياً للتفوق .. فالكل يتطلع ويحلم بأن يكون من بين الأوائل للسفر إلى أوروبا مع جريدة الجمهورية .. والسبيل الوحيد .. التفوق .. جاءت البداية لأول رحلة .. يوم 8 اغسطس 1968 إلى لبنان .. لمدة 11 يوما .. نظمها الكاتب الصحفى الاستاذ صلاح عطية نائب رئيس التحرير .. المسئول عن الصفحة التعليمية فى ذلك الوقت .. ضمت الرحلة 5 من الأوائل 3 من القسم العلمى وهم: أحمد هشام أحمد سرور (الأول) – محمد فوزان فهيم محمد علوى (الثاني) – رشدى ابو العزايم السيد عبد الرسول (الثانى مكرر) – ومن القسم الادبى : سامية عبد الباسط بيبرس (الثانية) – سعاد توفيق محمود على (الثالثة) .. اما الأولى فقد كانت خارج الجمهورية فى ذلك الوقت .. وقد اذاعت إذاعة لبنان تفاصيل الرحلة وأجرت عدة لقاءات مع الأوائل .. اذيعت بين برامجها .. وشاهد الأوائل غابة الأرز التى تضم 400 شجرة من أشجار الأرز .. أكبرها قطرها 25 مترا وترتفع إلى 27 مترا .. كما شاهدوا أكبر مغارة فى العالم بطول 7 كيلو مترات داخل بطن الجبل (مغارة جعيتا).. وانطلق قطار رحلة العمر .. ليواصل مسيرته.. دون توقف.. حتى اليوم.. وقد شرفت بتولى مسئولية هذه الرحلة بداية من عام 1985 ولمدة 27 عاماً.. ففى عام 1996 : ضمت الرحلة اوائل الدبلومات الفنية واوائل الأزهر والبريد .. وجاء محمد عبد المقصود الأول على دبلوم البريد .. قالت نهى محمد نور الدين الأولى على الثانوية العامة عام 1996، ان والدتها رفضت سفرها من قبل فى رحلات إلى روسيا وسوريا.. ضمن رحلات الفتاة المثالية والشباب والرياضة.. لكنها اليوم وبعد لقاء الأوائل مع أولياء أمورهم.. بالمشرفين على الرحلة.. وافقت على رحلة العمر.. ثقة منها فى الجمهورية .. وفى عام 1994 قالت نور الهدى أمين (الأولى على الجمهورية – ادبي): اكتسبت من هذه الرحلة .. الاعتماد على النفس والمثابرة وروح الجماعة.. وهو ما سوف ينعكس على حياتى ان شاء الله .. تضمنت الرحلة زيارة النمسا والمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا .. كانت تستغرق 41 يوما.. التقى خلالها الأوائل بفالدهايم رئيس النمسا .. والمستشار الالمانى شيرودر .. فى أول سابقة من نوعها.. وقد استغرق كل لقاء ضعف الوقت المحدد للقاء .. وابديا اعجابهما وتقديرهما بما تقوم به الجمهورية تجاه الأوائل .. نظم لنا هذا اللقاء .. السفير محمد العرابى سفير مصر فى المانيا .. ود.مصطفى الفقى فى النمسا.. ومن الغريب ان الطالب أحمد خليفة مفتاح الثالث على الجمهورية ادبى دفعة 2004 وهو حاليا المستشار رئيس محكمة .. نائب رئيس مجلس الدولة .. الذى جاء الأول على كلية الحقوق جامعة القاهرة والأول فى مسابقة وكلاء النيابة .. قال لى عقب لقاءات السفير محمد العرابي.. ان هذا السفير .. سوف يصبح وزيرا للخارجية.. وقد نقلت ذلك إلى العرابي.. فى وقتها.. وابتسم قائلا : ده علشان انتم بتحبوني.. وقد تحققت بالفعل نبوءة أحمد خليفة .. وأصبح العرابى وزير خارجية مصر.