مصر دولة التسامح والسلام ومهد للديانات السماوية عبر التاريخ فقد قامت بحماية سيدنا المسيح وأمه وهو رضيع لا يتجاوز العامين- من الملك هيرودس الذى أصدر أوامره بقتل كل طفل يتجاوز العامين خوفاً على عرشه بعد نبوءة بعض أحبار اليهود ببلاد فارس بميلاد صبى بالأرض المقدسة سيكون الهلاك على يديه.
كان من الممكن خيانة أحد المصريين والإبلاغ عن المسيح وأمه، خاصة وأن عيون هيرودس تترصد العائلة المقدسة وتتعقبه.. ولكنها مصر التى قال عنها سبحانه فى محكم آياته بقرآنه المجيد «ادخلوها بسلام آمنين».. ولو حدث ذلك وتوصل إلى المسيح وأمه فى الأماكن التى لجأ إليها بمصر.. لتم الخلاص من المسيح.. وبالتالي- وأد المسيحية كديانة فى مهدها.. ولكنها إرادة الله ورعايته لمن اختاره رسولاً نبيا وهو فى المهد صبياً.. ليظهر هذا الدين للبشرية وينتشر فاختيار مصر بوحى منه ليوسف النجار ليفروا إليها.. دوناً عن أى أرض أخرى محيطة بالأرض المقدسة وما أكثرها.. لذا كانت مصر هى أم الدنيا وهى الملاذ الآمن لكثير من الأنبياء.. ولذا كان لمصر الكثير من الأفضال على الأنبياء أمثال الأنبياء يوسف وموسى وهارون وعيسى وحتى أبوالأنبياء إبراهيم ممثلاً فى السيدة هاجر أم إسماعيل والتى بدونها ما كان رفع قواعد البيت «بالكعبة المشرفة» وممارسة شعائر الحج كركن من أركان الإسلام.
أقول ذلك بمناسبة احتفال الكنائس المصرية بعيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر وشملت مسار الرحلة المقدسة التى استغرقت 3 سنوات و6 أشهر و01 أيام تقريباً أى حوالى 029 يوماً.. حلت فيه البركة على كل مكان حلت فيه رحال الرحلة المقدسة منذ دخولها من البوابة الشرقية حيث العريش إلى أسيوط.. مروراً بالقاهرة وغيرها من المحطات التى وصل عددها 52 محطة.. لذا يطلق على هذه المناسبة عيد البركة لأرض مصر.
الحقيقة.. الجهود التى قامت بها مصر لإحياء مسار تلك العائلة المقدسة.. بتحديد الطرق التى سلكتها وتتبعها بالاستعانة ببعض الكتب والمراجع التى تحدثت عن تلك الرحلة.. والقيام بتسميتها وتنمية الأماكن الواقعة حولها والكنائس والأديرة التى قام المصريون بإنشائها تبركاً بالسيد المسيح.. وكذلك إقامة أماكن للزيارة وكافيتريات لتنشيط السياحة.. حيث يحرص المسيحيون بكافة أصقاع الأرض على التبرك بتلك الأماكن التى بوركت بسير المسيح عليها وكذلك الكهوف والمنازل الصغيرة التى تركها المصريون للأسرة المقدسة للإقامة فيها مع تزويدها بالطعام والشراب والعناية الفائقة بها والسهر على راحتها وتحقيق ما يلزمها بكل حب وتقدير والأهم من ذلك عدم التفكير ولو للحظة فى الإبلاغ عن أماكن تلك الأسرة المقدسة لأنها مصر.
صراحة.. إحياء مسار العائلة المقدسة التى قطعت 0053 كيلومتر تقريباً ذهاباً وعودة.. تضيف إلى مصر المزيد من أعداد السائحين.. وبالتالى إدخال المليارات من العملات الأجنبية لخزينة الدولة.. وهذا فى مجال السياحة الدينية فقط.. فما بالك بقية المجالات الأثرية وما أكثرها لأن مصر تمتلك ثلثى الآثار عالمياً بحكم حضارتها التليدة…. وهذا يتطلب من المسئولين المزيد ليس من التطوير والتنمية سواء للأماكن الأثرية أو المتاحف وإنما فى بقية العناصر الجاذبة للسياحة الأخرى حيث تتمتع مصر بمناطق طبيعية وجذابة وشواطئ خلابة تجذب السائحين بالملايين بدليل أن آخر إحصائية لعدد السائحين فى الأشهر الخمسة الماضية بلغ 5 ملايين سائح والعام الماضى 51 مليوناً.
وعموماً رحلة العائلة المقدسة لمصر- تجاوزت الحيز الدينى والتاريخى حيث ألهمت الرسامين بإخراج إبداعات فنية لا حصر لها تزين جدران الكنائس بصور المسيح وهو فى المهد مع أمه القديسة مريم العذراء ومعهما القديس النجار مترجلاً والدابة التى كانت تمتطيها خلال رحلتها لمصر والتى اختلف المؤرخون حول مدتها الزمنية التى تم ذكرها ولكنها بشكل عام رحلة مشوقة انفردت بها مصر دوناً عن بقية دول العالم علينا انتهازها لزيادة أعداد السائحين وليشهدوا بأن مصر لها الفضل فى انتشار الديانة المسيحية فى الوقت الذى كان الرومان الذين كانوا يحكمون غالبية العالم يضطهدون المسيحيين ويقتلونهم.. فعلاً مصر.. أم الدنيا.
>> وأخيراً:
> نحن فى انتظار افتتاح المتحف المصرى الكبير بالهرم.
> امتحانات الثانوية العامة.. هل ستمر دون دموع وآهات؟!
> اللهم.. وفق أولادنا وحقق لهم امنياتهم المستقبلية.
> هل تنجح مبادرة الرئيس الأمريكى فى وقف الحرب الظالمة على غزة؟
> لضيوف الرحمن بالأراضى المقدسة.. لا تنسوا الدعاء لمصر