عبر أوائل الثانوية العامة فى اليوم الأخير من رحلتهم إلى العاصمة الألمانية برلين عن سعادتهم بالأيام التى قضوها فى ضيافة جريدة «الجمهورية» والجامعة الألمانية ببرلين ولقائهم بعدد من العلماء بالجامعة وأسلوب الدارسة وما تملكه من امكانيات وعبروا عن سعادتهم بلقاء الدكتور أشرف منصور رئيس الجامعة وما لمسوه من انتماء عميق لمصر ورؤية مستقبلية لتطور العلم وأفق متسع مع تواضع جم وقدرة على التواصل الجيد مع الطلاب والإجابة على الأسئلة التى طرحوها عليه وكان اليوم الأخير للأوائل فى برلين حافلا ومتنوعا وممتعا وشمل زيارة مناطق تجمع بين التاريخ والمناطق الطبيعية والترفيهية وجولة ليلية على الأقدام للاستمتاع بشوارع برلين الهادئة وهو الأمر الذى لاقى استحسان الطلاب بدأ اليوم بزيارة جدار برلين الذى يعد من المعالم السياحية فى المدينة التى تكشف لنا بصورة حية عن انهيار الدولة بعد الحرب العالمية الثانية والذى يحمل تاريخاً طويلاً يكشف لنا عما عانته ألمانيا بعد خسارتها فى الحرب ووقوعها فريسة للاحتلال تم تأسيسه لتقسيم الدولة إلى ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية بنى السور فى 13 أغسطس 1961 بارتفاع 3 أمتار وظل هذا صامداً على مدار 28 عاماً ليتم هدمه فى نوفمبر 1989 حتى تعود وحدة الدولة مرة أخرى وتبدأ مشوارها نحو الازدهار والتقدم ويتحول الجدار إلى رمز للوحدة الألمانية وحرص الطلاب على التقاط الصور التذكارية بجوار الجدار.
انتقل بعدها الأوائل لزيارة حدائق العالم جنوب برلين وهى مجموعة من الحدائق تشكل مختلف ثقافات العالم وتعرض مختلف أنماط الحدائق بما فى ذلك الحدائق الصينية واليابانية والكورية والإيطالية وغيرها تمثل كل حديقة السمات المميزة والتقاليد العمرانية للثقافة التى تمثلها وتوفر ملاذا هادئا بعيدا عن صخب المدينة مما يتيح للزوار الاسترخاء والانغماس فى جمال الطبيعة، وزار الطلاب «zoo» برلين وهى إحدى أقدم وأشهر حدائق الحيوان فى العالم وأكبر الاماكن السياحية والأكثر شهرة فى أوروبا كما دخلوا أكواريوم برلين أكبر وأقدم أحواض الأسماك فى ألمانيا ويضم تشكيلة واسعة من الأحواض والأسماك المائية والأسماك الملونة والقروش والسلاحف وبعد تناول طعام الغداء أنطلق الأوائل فى جولة حرة على الأقدام للتمتع بهدوء شوارع برلين وجمال مبانيها وطرازها المعمارى المميز حتى وصلوا كاتدرائية برلين على حافة نهر سبيرى أشهر معالم المدينة وأكبر كنيسة فى برلين وواحدة من أبرز الكنائس البروتستانتية بقبتها الفيروزية والصليب الذهبى والطراز الباروكى واستكمل الطلاب جولتهم بزيارة جزيرة المتاحف التى تمتلك كنوزاً ترجع إلى ما يصل لـ 6000 عام فالجزيرة تحتوى على 5 متاحف ذات شهرة عالمية تتمثل في: المتحف القديم والمتحف الحديث ومتحف بيرجامون ومتحف بودة والمعرض الوطنى للتراث وفى الجولة داخل جزيرة المتاحف توقف الطلاب أمام بوستر طولى على واجهة ذات طراز معمارى تاريخى للملكة نفرتيتى وعندما عرفوا أن هذا هو متحف برلين المصرى الذى يحتوى على أكثر من 45 ألف قطعة أثرية و60 ألف نص من ورق البردى تمتد على مدى أربعة آلاف عام طلبوا التعرف عليه وعلى محتوياته حيث يعود تاريخ المجموعة المصرية إلى البعثة الألمانية إلى مصر والنوبة بقيادة عالم المصريات كارل ريتشارد ليبسيوس بين عامى 1842 و1845 والتى وضعت يدها على الكثير من القطع الأثرية النادرة التى تم نقلها لبرلين والتى يبلغ عددها 1500 قطعة ويعد تمثال الملكة نفرتيتى الذى عثر عليه فى تل العمارنة والذى يعود للأسرة الـ18 الذى يحتفظ بلونه الأصلى بدون ترميم أو تعديل أشهر مقتنيات المتحف وخصصت له ساحة كبيرة تعرض تمثال نفرتيتى كما يضم تحفا كثيرة تعود إلى عصور مختلفة من مصر القديمة وكذلك يضم قطعا أثرية للعمارة المصرية توثق الفترات الزمنية المختلفة لمصر القديمة من 4 آلاف سنة قبل الميلاد حتى العصر الرومانى من أهمها مجموعة كبيرة من المومياوات والتوابيت والنقوش والتماثيل والعناصر المعمارية الضخمة واكتشافات أثرية نادرة كما يحتوى على مكتبة للعالم القديم مكتوبة باللغة المصرية القديمة الهيروغليفية وكذلك اليونانية والرومانية ونسخ من الكتاب المقدس العبرى والعهد الجديد والقرآن كما يحتوى على مجموعة كبيرة من اللوحات والنقوش التى تصف الحياة اليومية المصرية القديمة وعددا من التوابيت المزخرفة وأدوات العبادة القديمة.