لا تبنى الأوطان بالخطابات والشعارات والصراعات ولكن تبنى بالعمل والإرادة والطموح والبحث المتواصل عن مساحات جديدة من الأرض الصالحة لزرع المزيد من بذور الأمل وشتلات الأحلام أما ماء النهر الذى يروى كل ذلك ويزرع الحياة فيها فهو الاقتصاد الذى يمهد ألف سبيل لحياة مستقرة للناس فى كل بقاع الأرض..
الاقتصادى السيد حسين الحثيلى.. رجل أعمال عصامى بدأ رحلة نجاحاته من أبعد نقطة على طريق الكفاح، بدأها بشكل فردى من اليمن السعيد وتحديدا فى صنعاء حيث مولده ونشأته، ورغم التحديات التى يواجهها اليمن وشعبه لكن حسين الحثيلى استطاع أن يحفر لنفسه كوة فى الجدار بعزيمة قوية وإرادة نادرة عبر منها ضوء الأمل وذلك بالعمل الشاق ومواصلة الدأب وليس بالشعارات والأمنيات.
اشتهرت عائلة الحثيلى بمزاولة أعمال تجارية وتخصصت فى تجارة الكيروسين والبترول ونقل المشتقات البترولية ثم بعد ذلك تطور الأمر لاحقا إلى بناء محطة بترول، وكانت تلك المرحلة بداية انطلاقة رجل الأعمال حسين الحثيلى والتركيز على نقل وتجارة المشتقات النفطية، التى ما زالت تمثل الركيزة الأساسية فى أعمال المجموعة التى يملكها الحثيلى رغم توسعها ودخولها فى شراكات مع شركات عالمية وتمثيلها لشركات عالمية كبيرة سيأتى ذكرها.. وفى هذا الحوار يستعرض رجل الأعمال الطموح أهم محطاته ونجاحاته وخططه فى الاستثمار فى مصر والتوسع فيها بعد نجاحاته الفترة الماضية فى دولة الإمارات واتجاهه لتوسيع رقعة شركاته فى الدول المجاورة ومن أهمها مصر التى يراها بيئة جاذبة للاستثمار ويتوفر فيها الكثير من عناصر الجذب بعدًا عن امتنانه الواضح والكبير لمصر وشعبها واعترافه بأنه يدين لها بالكثير من الفضل وأن أيادى مصر بيضاء وفضلها كبير على كل شعوب الوطن العربى وأن الاتجاه للاستثمار فى مصر لرد جزء من جميلها وفى هذا الحوار مع السيد حسين الحثيلى وابنه شوقى الحثيلى «المدير التنفيذى لمجموعة الحثيلى» نستكمل ونتعرف على المزيد من خطط الرجل.
«قصة نجاح»
>> السيد حسين دعنا نبدأ من الآخر ثم نعود بطريقة « فلاش باك « ولتعرفنا فى البداية على مجموعة الحثيلى ونشاطها؟
> مجموعة الحثيلى تمتلك عدة شركات مالكها ومؤسسها حسين الحثيلي، نشاطاتها متنوعة وتتسع بمرور الوقت فى البلدان وتشمل مجالات النقل البرى والبحرى للمشتقات النفطية، ومحطاتها وتشغيل هذه المحطات فضلا عن امتلاكها، إضافة إلى تقديم كافة الخدمات المتصلة بالنفط وتجارة المشتقات النفطية وتوريد المعدات النفطية، فضلا عن التوكيلات التجارية ، وكثير من أشكال التجارة العامة وتجارة التجزئة «مواد غذائية، إطارات السيارات، قطع غيار»، الاستثمارات العقارية، كما دخلت المجموعة فى مجال الصناعات البلاستيكية ولديها مصنع حديث صمم بموجب أحدث طرق الإنتاج ويعمل فيه ما يزيد عن 900 عامل بعقود دائمة.
>> تعتبر تجارة المشتقات البترولية حجر الزاوية فى أعمالكم التجارية ورغم ذلك توسعتم فى مجالات أخرى.. وضح لنا ذلك؟
> خلال بداية ممارسة أعمالى التجارية وتأسيس مجموعة الحثيلي، دخلت فى جميع مجالات النفط فضلا عن مجالات جديدة منها: تجارة المواد الغذائية، وتجارة اللوازم والأدوات المكتبية، مع الاستمرار فى التركيز على مشتقات النفط، وفى التسعينيات من القرن الماضى افتتحت أول محطة بترول، مع التركيز على تقديم كافة خدمات المحطات البترولية مثل: صيانة السيارات والشاحنات وتجارة قطع غيار، بما فى ذلك الزيوت والإطارات وقد أسهم كل ذلك فى إثراء الخبرة فى هذا المجال بشكل كبير. ولاحقاً توسعت أنشطتنا الخدمية لنفوز بعقود نقل النفط الخام ونعمل مع شركات عالمية مثل شركة توتال الفرنسية، وشركة كنديان نيكسن، وشركة هنت، وغيرها من الشركات العالمية، وأصبحت المجموعة الشركة المتخصصة فى نقل النفط الخام بأسطول حديث من الشاحنات، وهذا أدى إلى تعزيز علاقتنا التجارية مع شركة «مان» الألمانية التى اختارتنا وكيلاً لها فى اليمن ولاحقاً فى السودان، وذلك لما لمسته من كفاءة فى إدارة الخدمات المقدمة للعملاء إضافة إلى الشفافية فى التعامل والمصداقية التى تميز المجموعة.
>> عرفنا وعرف الناس فى مصر أكثر بالشركات التى تملكها المجموعة؟
> تملك مجموعة الحثيلى عددا من الشركات منها: مؤسسة الحثيلى للنقل والخدمات النفطية، شركة اتيكو للتجارة العامة المحدودة، شركة الحثيلى للتجارة العامة ذ.م.م، وشركة هاى ترست للتجارة العامة ذ.م.م، شركة هاى ترست للبترول ذ.م .م، وشركة إتش إس إس إس للنقل البحرى ذ.م.م، شركة الحثيلى للسيارات والمعدات الثقيلة المحدودة م.م.ح. ويقع المكتب الرئيسى للمجموعة فى دبى التى توفرت فيها سبل النجاح من بيئة استثمارية مشجعة، وحالياً لدينا فى مصر شركة المؤسسة العالمية للصناعات الزجاجية، ونعمل على إعداد دراسة جدوى لمصنع ألمنيوم إضافة إلى استثمارات عقارية فى مصر.
> وهل اكتفيت بامتلاكها وتركت الإدارة لأحد الكفاءات أم أنك تدير المجموعة بنفسك؟
> لدى المجموعة إدارة عليا تقوم على إدارة العمليات، وكل شركة لها مدير عام يقوم بالمهام اليومية، ولكننى ما زلت أدير المجموعة بصفة يومية، ونعمل على نقل خبرتنا للجيل الجديد الذى عليه أن يتحمل المسئولية.
>> حدثنا أكثر عن التوجه للاستثمار فى مصر؟
> تمتلك المجموعة استثمارات عقارية فى جمهورية مصر العربية، ومصر تعد وجهة استثمارية مهمة لعدد من رجال الأعمال اليمنيين ومن كافة الجنسيات، وقد اتسعت فرص الاستثمار مؤخرا فى مصر بفعل التطور الكبير الذى شهدته جمهورية مصر العربية والتوسع فى رفع كفاءة البنية التحتية .
>> وما نوع النشاط الذى تنوى التوسع فيه فى مصر ومتطلباته؟
> ننوى مبدئيا التوسع فى صناعة الزجاج والألمونيوم ونؤسس حاليا مصنعا للزجاج فى مدينة 6 أكتوبر بطاقة عمالية 700 عامل ونعمل على إنجاز الأعمال الإنشائية واستيراد المعدات، وما يشجع على ذلك وفرة العمالة المدربة والكوادر والكفاءات المطلوبة والخبرة الموجودة فى السوق المصرى التى قد نحتاجها فى هذا المجال.
>> وما هو السوق المستهدف من هذا المجال والاستثمار فيه؟
كل الأسواق من الطبيعى أن تكون هدفا لإنتاج المصنع ومنها بالطبع السوق المحلى لكن عيوننا مفتوحة على التصدير إلى البلدان والأسواق القريبة بالطبع ومنها تركيا.
«التوسع فى الشراكات والبلدان»
>> سؤالنا للسيد شوقى: عرفنا أن مجموعة الحثيلى تطمح للتوسع فى الشراكات والبلدان فهل هذا الانطباع حقيقي؟
> تعمل مجموعة الحثيلى على شراكات واعدة مع شركات عالمية فى مجال البترول والنقل والسيارات والعقارات، ربما تكون قد بدأت أعمالها التجارية فى اليمن، لكنها حاليا تنشط فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، جمهورية السودان، كما تبحث دائماً عن فرص أكبر للتوسع.
>> وما هو طموحكم وغايتكم وراء التوسع فى نشاطات المجموعة؟
> على الرغم من التحديات الكبرى التى تواجه اليمن منذ عام 2011، تسعى مجموعة الحثيلى بالشراكة مع عدد من الشركات العالمية لمزيد من الإنجاز و تحقيق النجاحات، من خلال التقدم فى الفئات التجارية الجديدة، لتحصل على توكيلات عالمية جديدة والوصول إلى غايتها فى استمرار النجاح والتطور. ولأننا نطمح دائما فى البحث عن فرص جديدة وواعدة، فإننا نتمنى ونسعى إلى التوسع فى أعمالها وخدماتها فى الدول المجاورة.
>> وكيف كانت البداية فى نشاطات المجموعة فى دولة الإمارات؟
> بدأت رحلة النجاح التوسعية دولة الإمارات الحبيبة عبر تملك العقارات، ثم بدأنا رحلة الاستثمار فى الأعمال التجارية، ومجالات النقل البري.
>> وما هى عوامل الجذب والنجاح التى لمستوها من خلال تجربتكم فى السوق الإماراتية؟
> أهم تلك العوامل التى ساعدت على نجاح المجموعة مناخها الاستثمارى الواعد والمساعد على التوسع، وهو ما شجعنا على تطوير العمل التجارى والخدمي، ليشمل الاستثمارات العقارية والتى شهدت نهضة كبيرة وكانت عامل رئيسى فى محفظة المجموعة الاستثمارية، إضافة إلى تجارة ونقل المشتقات النفطية وتصديرها.
>> يمثل حضور مجموعة الحثيلى فى اليمن حضورا واضحا وتمثل عددا من الشركات العالمية فما أهم هذه الشركات التى تمثلها مجموعتكم؟
> تمثل مجموعة الحثيلى من خلال شركاتها العديد من الشركات العالمية فى اليمن، مثل: مجموعة «مان» العالمية للشاحنات والحافلات، وشركة «مقنا» للإطارات، وشركة «كوبوتا» للمولدات الكهربائية، وشركة «همنسيا» الألمانية للمولدات الكهربائية، وشركة «بى بى دبليو» الألمانية للمحاور، وشركة «رفينول» للزيوت الكبري، والعديد من الشركات العالمية العاملة فى مجال الخدمات النفطية.
>> حصلت المجموعة على عقود وتوكيلات الكثير من الشركات العالمية فى اليمن فما سر هذه الثقة الكبيرة فى اسم المجموعة؟
> لا شك أن الشركات تبحث وتحرص على اختيار خدمات مميزة بخبرة واسعة، وعلى كيانات تتمتع بالقدرة على الوفاء بشروط الشركات الدولية المتعلقة وأهمها السلامة وغيرها من متطلبات السباق والتشغيل، إذ أن مؤسسة الحثيلى للنقل إحدى شركات مجموعة الحثيلى حاصلة على شهادات الجودة العالمية فى نقل المشتقات النفطية ISO 45001:2018, ISO 9001:2015, ISO 45001:2018 .
«الالتزام بالمعايير الدولية»
>> وما هى المعايير الدولية التى تلتزم بها المجموعة؟
> فيما يخص مثلا أعمال المجموعة فى تجارة المشتقات النفطية، ونظراً للأوضاع فى اليمن حيث يتم الحصول على تصاريح من مكتب الأمم المتحدة، قبل توريد وتفريغ كافة الشحنات التى يتم نقلها من خلال المجموعة. بينما يتم شراء المشتقات النفطية من موردين عالميين موثوقين مثل: شركة توتال، شركة الغرير، شركة ترافيجورا، شركة فيتول العالمية، وتلتزم المجموعة فى كافة عملياتها التجارية والخدمية بالمعايير واللوائح المنظمة فى كافة الدول التى تعمل فيها.
«الشراكة مع شركة « مان الألمانية»
>> وهل يمكن للسيد شوقى أن يحدثنا عن الشراكة الناجحة بين مجموعة الحثيلى للسيارات وشركة «مان» للشاحنات؟
> بكل تأكيد فشركة الحثيلى للسيارات المتنوعة «م.م.ح» إحدى شركات مجموعة الحثيلى المتنوعة قد دخلت بشكل فى شراكة جديدة مع شركة «مان» للشاحنات والحافلات الألمانية، وصارت شركة الحثيلى وكيلا وموزعا لمركبات مان فى دول جديدة وستعلن عن تلك الشراكة من قبل شركة «مان» للشاحنات والحافلات الألمانية خلال الأيام، بالإضافة إلى كون المجموعة الوكيل الحصرى فى اليمن وجمهورية السودان.
>> معروف أن شركة «مان» الألمانية تحظى منتجاتها بثقة كبيرة فى السوق الخليجية وأفريقيا فهل بدأت تكتسب الثقة أيضا فى السوق اليمنية من خلالكم؟
> بالفعل هذا صحيح وقد أضيف هذا النجاح الجديد إلى قائمة النجاحات التى حققتها شركة الحثيلى للسيارات فى تسويق شاحنات «مان» الألمانية فى السوق اليمنية، بحيث أصبحت شاحنات «مان» الأكثر ثقة لدى العملاء، والأفضل من حيث التشغيلية، وتناسب احتياجات التشغيل فى السوق اليمنية، أسوة بالنجاحات والثقة التى حظيت بها شاحنات مان فى الأسواق الخليجية والأسواق الأفريقية فى السنوات الأخيرة.
>> يهتم جميع رجال الأعمال والاقتصاد فى العالم كله بالجانب الاجتماعى والخيرى تجاه مجتمعاتهم حدثنا عن نشاط المجموعة فى هذا السياق؟
لمجموعة الحثيلى مُمثلة برجل الأعمال حسين الحثيلي، عدد من المبادرات الإنسانية والمجتمعية من باب الواجب والإنسانية، تشمل: دعم ورعاية عدد من الطلاب فى الخارج، ورعاية وتقديم عدد من الطلاب الجامعيين فضلا عن الاشتراك والإسهام في بناء وترميم عدد من المدارس فى النطاق الجغرافى ضمن مناطق أعمال المجموعة ونشاطها، كمساهمة فى تطوير المجتمع المحلي. بالإضافة إلى رعاية أسر المتوفين من مجموعة الحثيلى وعدد من الحالات الإنسانية. بالإضافة إلى عدد من المنح لمؤسسة مكافحة السرطان فى اليمن، وسداد ديون بعض المُعسرين،. كما أن هناك رعاية مباشرة وغير مباشرة لعدد من الفعاليات الثقافية والأدبية تسعى إلى تعزيز مستوى الوعى الثقافى المجتمعي.
>> وماذا عن رعايتكم لعدد من الجوائز الأدبية أطلعنا أكثر على هذا الجانب؟
> بالفعل فقد قامت المجموعة برعاية جوائز دار «عناوين» للنشر التى تهدف إلى تشجيع الكتاب والأدباء اليمنيين والعرب فى مجالات الرواية والشعر، وبلغت الأعمال الفائزة 17 عملا أدبياً. ونسعى من خلال ذلك إلى تشجيع المواهب فى الكتابة والتأليف، ونعتبر رسالتنا تدريب وتأهيل موظفينا وضمان التعليم المستمر.
«الالتزام تجاه العاملين مهما كانت الظروف»
> رغم الأحداث التى شهدتها اليمن الفترات الماضية فقد التزمت المجموعة بتعهداتها وواجباتها تجاه العاملين فيها حدثنا عن ذلك؟
> بالفعل لقد تأثرت أعمال المجموعة بشكل كبير أسوة بباقى الشركات والخدمات فى اليمن بالأحداث التى شهدتها اليمن منذ عام 2011 إلا أن مجموعة الحثيلى سعت جاهدة إلى تجاوز الصعوبات والتخفيف من الأزمة الإنسانية فى اليمن، وأسهمت من خلال تسخير مركباتها ومنشآتها، فى نقل المشتقات النفطية وضمان توافرها فى كافة المدن اليمنية، كما حافظت المجموعة على الالتزام بواجباتها وتعهداتها والتعامل مع موظفيها وعمالها خلال تلك الفترة الصعبة، وما يجب عليهم من تغييرات.
> > ما أهم أسباب نجاحكم اللافت فى كل هذه المجالات وما هى معايير التقييم؟
> أعتقد أن المجموعة حافظت على نجاحها حتى اليوم، بسبب إيماننا الراسخ وقناعتنا أننا جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعى وعلينا الإسهام فى ترسيخ قيم التسامح، والتعايش السلمى بين جميع أبناء الوطن.