تعرضت مصر لضغوط سياسية واقتصادية مكثفة بسبب موقفها الثابت والرافض للعدوان الاسرائيلى الغاشم
لطالما كانت المحن والضغوطات تضع الشعوب أمام اختبارات حقيقية تكشف معادنها، ومصر ليست استثناء من هذه القاعدة, فرغم التحديات الاقتصادية ومحاولات التشكيك ونشر الشائعات، شهدت مصر فى الآونة الأخيرة حالة من الالتفاف الشعبى غير المسبوق حول القيادة السياسية، فى مشهد يعكس وعياً حقيقياً يتزايد بحجم المخاطر التى تحيط بالمنطقة.
لقد تعرضت مصر لضغوط سياسية واقتصادية مكثفة بسبب موقفها الثابت والرافض للعدوان الاسرائيلى الغاشم وحرب الإبادة التى تمارس على الشعب الفلسطينى ومن بعدها موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى سيناء، هذا الرفض لم يكن مجرد موقف دبلوماسي، بل كان تعبيراً عن التزام مصرى أصيل بثوابت الأمن القومى وحقوق الشعوب فى أوطانها, ورغم المحاولات الخارجية لإجبار مصر على تقديم تنازلات، إلا أن الرئيس السيسى اتخذ موقفاً صلباً، واضعا المصلحة الوطنية والقومية فوق أى حسابات أخري.
المثير فى الأمر، أن تلك الضغوطات لم تؤدى إلى انقسام داخلى كما كان يأمل المغرضون، بل جاءت بنتيجة عكسية تماما، حيث ازداد الوعى الشعبى بحجم المؤامرات التى تحاك ضد الدول العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص، وبات المواطن المصرى أكثر إدراكا للأهداف الخفية وراء هذه المخططات, فقد أصبحت الرسائل الإعلامية المضللة التى تستهدف زعزعة الثقة فى الدولة أقل تأثيراً، بعدما أدرك الشارع المصرى أن هناك جهات تسعى لاستغلال الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لإحداث شرخ بين القيادة والشعب هدفها اسقاط الدولة ولنا فى دول الجوار ألف عبرة.
ورغم أن محاولات التشكيك لم تكن جديدة وهناك محاولات مستميتة من الغرب لهدم الدولة وزعزعة الاستقرار, لكنها أخذت منحى أكثر شراسة خلال الفترة الأخيرة، مستغلة الضغوط الاقتصادية التى يعانى منها المواطن المصري, غير أن أن الشعب المصرى أثبت بحق أنه قادر على قراءة المشهد بدقة، ويدرك أن هذه الأزمة ليست محلية فحسب، بل هى جزء من تحديات عالمية وإقليمية, وعلى الرغم من المتاعب الاقتصادية، فإن المصريين كانوا على مستوى الحدث، وأظهروا دعما متزايدا لوطنهم، انطلاقا من قناعة تامة بأن ما تمر به البلاد هو نتيجة لصراعات أكبر تستهدف المنطقة بأكملها.
كما أن زيادة شعبية الرئيس السيسى لم تكن وليدة الخطاب الإعلامى أو الدعاية، بل جاءت نتيجة مباشرة لمواقفه الثابتة التى لامست وجدان الشعب المصري, فقد أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يساوم على الثوابت الوطنية، وأنه يضع مصلحة البلاد فوق أى إغراءات أو ضغوطات, وهذا ما جعل قطاعا واسعا من المصريين يلتفون حوله، رافضين أى محاولات للتشكيك أو زرع الفتنة.
ودائما وأبدا يؤكد الشعب المصرى أنه صعب المنال يستحيل اختراقه، وأن وعيه الجمعى قادر على التمييز بين الحقيقة والافتراء، وبين النقد البناء ومحاولات الهدم الممنهجة, وإذا كان هناك من ظن أن الأزمة الاقتصادية ستكون أداة لزعزعة الاستقرار، فقد جاءت النتيجة مخالفة تماما، حيث خرج الشعب أكثر وعيا، وأكثر التفافا حول قيادته، وأكثر تصميما على مواجهة التحديات, وحقا ربّ ضارة نافعة، فقد جاءت هذه الضغوطات لتؤكد مرة أخرى أن مصر قوية بشعبها، وأن وعى المصريين هو الحصن الحقيقى فى وجه أى مخططات تستهدف النيل من أمنهم واستقرارهم.. حفظ الله مصر