> وتبقى مصر الشقيقة الكبرى والدرع الواقية لأمتها العربية والإسلامية.. ليس من اليوم فحسب بل على مدار عقود طويلة مضت.. فمنذ فجر التاريخ وهى المدافعة عن الحقوق العربية.. ولعل الاتفاق الأخير الذى تم بمقتضاه وقف إطلاق النار فى قطاع غزة خير دليل على جهود مصر من أجل صون الحقوق العربية وعلى رأسها حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وفقاً لمواثيق الشرعية الدولية التى أقرت حق الشعوب فى تقرير مصيرها.. وهو ما حدث بالفعل مع كثير من شعوب الكرة الأرضية التى حصلت على استقلالها.
> وستظل القضية الفلسطينية الرباط والجهاد حقاً أصيلاً من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وكثيراً ما شاهدنا حلقات كثيرة من نضال شعب فلسطين وكم قدم هذا الشعب الكثير من الأرواح فداء لتراب الوطن منذ مطلع القرن العشرين ومازالت سلسلة الأبطال من أهل فلسطين تتوالى جيلاً بعد جيل منذ استشهاد أمين الحسينى مروراً بجيل الشيخ عز الدين القسام ثم جيل صلاح خلف وخليل الوزير وياسر عرفات وانتهاء بجيل الشيخ أحمد ياسين وإسماعيل هنية.. ومازالت سير الأبطال تمتلئ بها كتب التاريخ.
أما عن الوقائع الأخيرة التى بدأت منذ السابع من أكتوبر 3202 وحتى ضعت الحرب فيها أوزارها بمقتضى الاتفاق الأخير بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية ـ قطرية ـ أمريكية.. فقد كشفت الوجه القبيح للمجتمع الذى يتمسح فى أردية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات البراقة التى ثبت زيفها من خلال تقديم الدعم العسكرى والغطاء السياسى لهذه الحرب البربرية التى شنت على المدنيين العزل وكان نتاجها آلافاً من الشهداء والجرحى وتدميراً تمامًا للبنية التحتية للقطاع.
ولكن على الجانب المقابل كان السابع من أكتوبر تاريخاً فاصلاً فى نضال الشعب الفلسطينى ضد التحالف الصهيو ـ أمريكى والغرب الأوروبي.. وضرب رجال المقاومة فى غزة أروع الأمثلة فى الذود عن الأرض والعرض على الرغم من أدوات الدفاع البدائية التى يستخدمونها إلا أنهم أذاقوا المحتل ألواناً من العذاب وكم من الكمائن نصبت وكان نتاجها الكثير من القتلى والجرحى من جيش الصهاينة.. ناهيك عن حالة الذعر والخوف التى عاشها سكان المدن والبلدات الإسرائيلية جراء استهدافها بالصواريخ والمسيرات بل والأكثر من ذلك هجرة الكثير من اليهود إلى بلدانهم الأصلية بعد تعرضهم لنيران المقاومة.. أضف إلى ذلك حالة الانهيار الاقتصادى اللامسبوقة التى شهدتها إسرائيل جراء توقف حركة الاقتصاد وتدنيه إلى درجة لم يسبق لها مثيل نتيجة التكلفة الباهظة لحرب غزة.. وفى نهاية المقام فشل جيش الاحتلال فى تحقيق أى من أهدافه التى ملأ بها الدنيا رئيس وزرائهم من القضاء على المقاومة فى غزة والتهجير القسرى وإعادة الأسرى من الجنود والمدنيين كل هذا لم يحدث بل إن نتنياهو ذاته ينتظر مصيره المحتوم بعد هذا السقوط الكبير فى مستنقع غزة.. وسنرى سوياً ماذا تخبىء له الأيام القليلة القادمة..