سيطرت كرة القدم الإسبانية على منافسات الساحرة المستديرة فى العالم فى أقل من شهرين ونصف الشهر تقريبا، من فريق ريال مدريد إلى المنتخبات الوطنية من 3 فئات سنية مختلفة، كان آخرها الفريق الأولمبى تحت 23 سنة فى دورة الألعاب الأولمبية الحالية «باريس 2024».
حصد المنتخب الإسبانى الميدالية الذهبية فى منافسات كرة القدم للرجال بأولمبياد باريس، بعد الفوز المثير على فرنسا 5/3 بعد اللجوء للوقت الإضافى فى نهائى مثير.
تسلم لاعبو منتخب «الماتادور» الميداليات الذهبية على منصة التتويج، من السويسرى جيانى إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، ليصبح هذا هو الإنجاز الرابع للإسبان على الصعيد العالمى خلال 70 يوما فقط.
جاءت البداية من ريال مدريد، الذى اعتلى منصة التتويج مجددا بلقب دورى أبطال أوروبا فى الأول من يونيو الماضي، عقب فوزه 2/ صفر على بوروسيا دورتموند الألمانى فى المباراة النهائية للمسابقة القارية، التى توج بها الفريق الملكى للمرة الـ14 فى تاريخه، ليعزز رقمه القياسى كأكثر الفرق فوزا بالبطولة العريقة.
وفى 14 يوليو الماضي، استعاد منتخب إسبانيا عرشه وتوج بلقب كأس الأمم الأوروبية «يورو 2024» التى استضافتها ألمانيا، للمرة الرابعة فى تاريخه بعد الانتصار القاتل 2/1 على منتخب إنجلترا فى النهائي، لينفرد هو الآخر بالرقم القياسى كأكثر المنتخبات فوزا بالبطولة، التى انطلقت نسختها الأولى عام 1960، والذى كان يتقاسمه مع نظيره الألماني.
وبعد أسبوعين فقط، حقق منتخب إسبانيا تحت 19 عاما لقب كأس الأمم الأوروبية فى فئته بالفوز 2/ صفر على فرنسا فى نهائى البطولة التى نظمتها إيطاليا، ليحصل على لقبه الـ12 فى المسابقة، معززا رقمه القياسى أيضا كأكثر المنتخبات فوزا بها.
جاءت أمسية 9 أغسطس 2024، لتكمل صيفا ناجحا واستثنائيا فى تاريخ كرة القدم الإسبانية، بحصول منتخبها الأولمبى على ذهبية باريس للمرة الثانية على مستوى دورة الألعاب الأولمبية، بعد نسخة برشلونة عام 1992.
لا يختلف الحال بالنسبة لمنتخب إسبانيا للسيدات، إذ سيطرن على ألقاب كأس العالم، ودورى الأمم الأوروبية، وبطولة أوروبا للفتيات تحت 19 سنة.
كاد منتخب إسبانيا للسيدات فى كرة القدم يحاكى الرجال فى أولمبياد باريس لولا خسارته فى نصف النهائى على يد البرازيل، وكذلك أمام المنتخب الألمانى فى مباراة تحديد صاحب الميدالية البرونزية.
تقدم منتخب إسبانيا لوصافة المنتخبات الأكثر حصدا لذهبية كرة القدم للرجال فى الأولمبياد، متساويا مع أوروجواى والأرجنتين والبرازيل والاتحاد السوفييتى «السابق»، بينما يتصدر القائمة كل من المجر وبريطانيا بثلاث ميداليات ذهبية.
ووفقا لصحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية، فإن فريق كرة القدم كسر لعنة منتخبات إسبانيا فى النهائيات الأولمبية للألعاب الجماعة فى آخر 28 عاما.
أشارت الصحيفة الشهيرة إلى امتلاك إسبانيا 4 ميداليات فقط على مستوى الفرق الرياضية بمختلف الرياضات الجماعية على مدار تاريخ الأولمبياد.
كسرت ذهبية كرة القدم التى تحققت أمس الأول الجمعة، لعنة خسارة 10 نهائيات أولمبية فى آخر 28 سنة، 5 منها ضد الولايات المتحدة الأمريكية فى الرياضات الجماعية المختلفة.
جاءت تلك الميداليات الذهبية الأربع عن طريق فريقى كرة القدم والهوكى بأولمبياد برشلونة 1992، وفريق كرة الماء فى أولمبياد أتلانتا 1996 وكرة القدم مجددا بدورة باريس 2024.
من ناحية أخري، فقد شهدت منافسات كرة القدم للرجال بأولمبياد باريس العديد من الأرقام المميزة، التى نسلط عليها الضوء فى السطور التالية.
شهدت المنافسات تسجيل 96 هدفا فى 32 مباراة، بمعدل 3 أهداف فى اللقاء الواحد، وهو يزيد عن النسخة الماضية فى أولمبياد طوكيو 2020، التى شهدت إحراز 93 هدفا فقط فى نفس العدد من المباريات.
تصدر المغربى سفيان رحيمى ترتيب الهدافين برصيد 8 أهداف، ليصبح أول لاعب عربى ينهى منافسات كرة القدم الأولمبية وهو هداف لها، كما عادل رقم النجم المصرى السابق مصطفى رياض الذى سجل نفس العدد من الأهداف خلال مشاركته بأولمبياد طوكيو 1964، ليعتبر نجم منتخب «أسود الأطلس» الهداف التاريخى للعرب فى الأولمبياد مناصفة مع أسطورة نادى الترسانة.
كما بات رحيمى أول لاعب فى تاريخ كرة القدم الأولمبية يتمكن من هز الشباك فى كل مباريات المنافسات الستة، كما عادل رقم الأرجنتينى كارلوس تيفيز، ليصبحا الوحيدين اللذين وصلا إلى 8 أهداف فى دورة أولمبية واحدة بالألفية الجديدة.
تفوق رحيمى «28 سنة» بفارق هدفين على أقرب ملاحقيه الإسبانى فيرمين لوبيز، صاحب المركز الثانى بقائمة هدافى أولمبياد 2024، حيث بات لاعب برشلونة الإسبانى الشاب، صاحب الـ21 عاما، الذى أحرز 6 أهداف، أول من يصل لهذه الحصيلة التهديفية بمنتخب إسبانيا، سواء فى الأولمبياد أو اليورو أو كأس العالم.
حطم اللاعب الشاب الرقم السابق الذى كان يمتلكه 3 أساطير للكرة الإسبانية، وهم إيميليو بوتراجينيو، كيكو نارفايز وديفيد فيا برصيد 5 أهداف لكل منهم.
سجل بوتراجينيو 5 أهداف فى كأس العالم 1986 بالمكسيك، فيما أحرز نارفايز خماسية فى أولمبياد 1992، بينما وصل فيا إلى هذه الحصيلة فى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
جاء الفرنسى جون فيليب ماتيتا فى المركز الثالث بقائمة الهدافين بخمسة أهداف، فيما تقاسم النجم المصرى إبراهيم عادل المركز الرابع بالترتيب مع الباراجوايانى مارسيلو فيرنانديز بتسجيلهما 3 أهداف.
للمرة الأولى تشهد منافسات الكرة بالأولمبياد حصول منتخب عربى على إحدى الميداليات، حيث يتعلق الأمر بالمنتخب المغربي، الذى نال الميدالية البرونزية، فيما اكتفى منتخبنا الأولمبى بالحصول على المركز الرابع للمرة الثالثة فى تاريخ الكرة المصرية بالأولمبياد بعد نسختى 1928 و1964.
تصدر منتخب المغرب قائمة أكثر المنتخبات إحرازا للأهداف فى تلك المنافسات برصيد 17 هدفا، بفارق هدف أمام أقرب ملاحقيه المنتخب الإسباني.