وتشكيل الفريق الوطنى لإعادة إعمار القطاع
أكد رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفي، أن الشعب الفلسطينى وقيادته وعلى رأسها الرئيس محمود عباس «أبومازن» مصممون على إفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلى واستكمال النضال حتى إقامة الدولة المستقلة على الأرض، وذلك على الرغم من غطرسة إسرائيل وحجم التحديات الراهنة.
وقال مصطفى فى كلمة له بمناسبة مرور عام على العدوان الإسرائيلى على غزة أمس ـ إنه بالرغم من المواقف العدائية والمترددة لبعض الأطراف الدولية إلا أن الدعم الدولى الرسمى الشعبى واسع النطاق ومساند لحقوق الشعب الفلسطيني، وتجلى ذلك من خلال اعتراف غالبية دول العالم بدولة فلسطين وتصويت أغلبية الدول لصالح إصدار القرار الذى تقدمت به دولة فلسطين فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبنى الرأى الاستشارى لمحكمة العدل الدولية، وما تبعه بعد ذلك من إطلاق التحالف الدولى لإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة.
وأكد استمرار الحكومة فى العمل على وقف العدوان والعمل مع كل الأطراف ذات العلاقة على التحضير للمساهمة فى تنفيذ البرنامج الذى أعلنه أبومازن واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى قطاع غزة للمرحلة المقبلة، والمتمثل فى السعى لوقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للقطاع وتقديم الخدمات اللازمة لأبناء الشعب الفلسطينى وصولا إلى إعادة الإعمار من خلال رؤية سياسية واضحة تهدف إلى قيام دولة فلسطين الموحدة والمستقلة وعاصمتها القدس.
وأعلن مصطفى عن تشكيل الفريق الوطنى لإعادة إعمار غزة بقيادة وزارة التخطيط وبمشاركة الوزارات ذات العلاقة وبالتعاون مع القطاع الخاص حيث سيقوم الفريق القيام بعدة مهام وهى التحضير لإعادة الخدمات الرئيسية للمواطنين فى غزة ووضع خطط تفصيلية لإعادة بناء البنية التحتية للقطاع بما فيها المساكن المناسبة والإعداد لإطلاق برنامج الإنعاش الاقتصادى فى القطاع. وأكد أن الشعب الفلسطينى رغم كل الصعاب والمآسى التى مر بها، إلا أنه ينهض من جديد ململا جراحه مصمما على الحياة والحرية والاستقلال.
ميدانياً، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 368 من الحرب مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء و الجرحي، وارتكب الاحتلال الاسرائيلى اربع مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمشافى 39 شهيدا و 137 اصابة . وارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلى الى 41909 شهيدا و 97303 اصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وواصلت قوات الاحتلال عملية الاجتياح التى بدأتها الدبابات الإسرائيلية بغطاء جوى فى جباليا ومخيمها لليوم الثالث على التوالى مجبرة آلاف الفلسطينيين على النزوح. واستشهد ثلاثة عشر مواطناً قرب محطة أبو قمر فى غارة استهدفت وسط المخيم فيما استشهد خمسة اخرون فى قصف على منطقة بئر النعجة غرب المخيم وخمسة من عائلة الحلو فى بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.كما استشهد سبعة مواطنين من عائلة شلحة فى بيت لاهيا.
صواستمرارا للانتهاكات، قالت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزين، ان سلطات الاحتلال لاتزال تحتجز أكثر من 1,500 جثمان فلسطينى مجهولى الهوية من قِطاع غزّة منذ 7 أكتوبر من العام الماضى فى حاويات مبردة داخل قاعدة «سديه تمان»، فى ظروف تفتقر إلى أدنى المعايير الإنسانية. كما وثّقت الحملة حتى اللحظة احتجاز 582 جثماناً، من بينهم 256 شهيداً دُفنوا فى «مقابر الأرقام» منذ عام 1967، و343 شهيداً احتُجزوا منذ استئناف هذه السياسة فى عام 2015.
يأتى هذا فيما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية لا تحمى سكان غزة لعدم وجود أماكن آمنة .. مشيراً إلى الوضع المتردى فى المناطق الواقعة شمال وادى غزة، والذى يضغط على أكثر من 400 ألف فلسطينى للانتقال جنوبا إلى المواصي، وهى منطقة مكتظة وملوثة وتفتقر إلى الخدمات الأساسية حيث أنها منطقة أصبحت معزولة بشكل متزايد، مما يزيد الوضع تعقيدا.