قالت سحر الجبوري رئيس مكتب ممثل الأونروا في القاهرة، اننا ونحن نقترب من عام كامل علي الحرب الإسرائيلية الضروس علي غزة، نعجز عن وصف الأوضاع الكارثية التي يعاني منها سكان القطاع من تهجير وتجويع وحصار وانتشار للأمراض المعدية كالأمراض الجلدية والاسهال وشلل الأطفال. وخلال هذه السنة تحولت غزة إلي أرض قاحلة، غير صالحة للحياة البشرية. ومع ذلك، مازال مليونا شخص محاصرين وسط أنهار من الصرف الصحي وأكوام من القمامة، وتجاورهم الجرذان والثعابين والعقارب والصراصير ويعيشون في وضع في منتهي اللاإنسانية. هم ببساطة فقدوا كل شيء وبحاجة إلي كل شيء.
واضافت الجبوري في تصريحات خاصة لـ»الجمهورية» انه خلال هذه الفترة، لم تهدأ الهجمات البرية والجوية والبحرية علي القطاع فقتلت أكثر من 41 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، معظمهم من الأطفال والنساء، بمن فيهم 220 من زملائي ممن قتلوا أثناء تأدية عملهم أو مع أسرهم، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي الذي ينص علي وجوب حماية المدنيين أينما وِجدوا، والعاملين في المجال الإنساني والمنشآت المدنية ومنشآت الأمم المتحدة. هذه الخسائر هي تذكير قاتم بالظروف الخطيرة التي يعيشها القطاع كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة.
وأشارت إلي انه منذ بداية الحرب أكدنا أنه لا مكان آمنا ولا مناطق «آمنة» ولا أحد آمنا في غزة. حيث خضع حوالي 90 في المائة من القطاع لأوامر الإخلاء وتهجّر 1,9 مليون فلسطيني، علماً بأن منهم من هُجّر تسع أو عشر مرات، ومنهم من هُجّر علي الأقل مرتين في يوم واحد. الكلّ مرعوب وخائف. كما بلغت نسبة الدمار والتدمير الممنهج للبني التحتية من 90 إلي 100 في المائة. وعلي الرغم من تقديم الأونروا لإحداثيات جميع منشآتها في القطاع مرارا وتكرارا، إلا أن 190 مبني ومدرسة تابعة للوكالة تضررت أو تعرضت للقصف المباشر.
ولفتت الي ان التقارير تشير إلي أن تقريبًا 85 في المائة من المدارس في غزة، بما فيها حوالي 70 ٪ من مدارس الوكالة، تعرضت للقصف المباشر أو للأضرار ويُقدر حاليًا أنها تحتاج إلي إعادة بناء كاملة. كما أنه خلال العام، تحولت 95 ٪ من مدارس الوكالة من أماكن آمنة للتعليم والأمل للأطفال إلي ملاجئ مكتظة، لتنتهي غالباً كمسارح للموت والبؤس جرّاء القصف المستمر.
واوضحت رئيس مكتب ممثل الاونروا في القاهرة، ان الأونروا تلعب دورًا رئيسيًا للتخفيف من أهوال الأزمة الإنسانية وتلبية احتياجات الفلسطينيين وسط ظروف عملياتية صعبة للغاية. فالوكالة تقدم لهم الدعم الحاسم وتدافع عن حقوقهم. والوكالة هي شريان الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني وهي العمود الفقري للعمليات الإنسانية في القطاع حيث تستقبل المساعدات الغذائية وغير الغذائية وتُخزّنها وتوزعها نيابة عن منظمات الأمم المتحدة الأخري، كما أنها تقدّم خدمات الصحة الأولية في 10 عيادات صحية (من أصل 27 قبل الحرب) وحوالي 100 نقطة صحية متنقلة، وخدمـات الصحـة النفسية والدعم النفسـي والاجتمـاعي والحمـاية من خلال أكثر من 500 مرشد نفسي، والتعليم غير النظامي من خلال أكثر من 900 معلم في 45 مدرسة إلي 10 الاف طفل .
وقالت انه علي الرغم من هذه الجهود، تستمر التحديات في التزايد، حيث تعرقل العمليات العسكرية المستمرة وعدم التوصل إلي وقف إطلاق النار قدرتنا علي تقديم تلك الخدمات.
وشددت علي انه كي تتمكن الوكالة من تلبية الاحتياجات الملحة في قطاع غزة أطلقت مناشدة طوارئ للأراضي الفلسطينية المحتلة بقيمة 1,2 مليار دولار ولم يتم تمويل إلا 26,2 في المائة منها. كما ان تمويل الميزانية الرئيسية للوكالة يكفي حتي نهاية الشهر الحالي. لذا فالوكالة بحاجة إلي الدعم المالي لمواصلة مهامها النبيلة.
وهنا أقول كفي سفكا للدماء وهلاكا للأبرياء. ونرفع صوتا مجددا مطالبين بوقف إطلاق النار الفوري لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفتح جميع المعابر والسماح بتدفق كميات كبيرة من المساعدات الانسانية والالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، خاصة الأطفال والنساء في كل مكان في غزة وكذلك البنية التحتية ومرافق الأمم المتحدة.