مسار العائلة المقدسة «مشروع قومى».. يؤكد الهوية المصرية
مصر.. تتجه بقوة نحو الحصول على نصيبها الذى تستحقه من السياحة العالمية
30 مليون سائح .. هدفنا «2028»
سياحة اليخوت أصبحت «رقمًا مهما » فى المعادلة
تشجيع القطاع الخاص.. على ضخ استثمارات جديدة
ترى النائبة نورا على رئيس لجنة السياحة والطيران ومقرر لجنة السياحة فى الحوار الوطني، أن السياحة سلعة استراتيجية، يجب التعامل معها بحرفية والوصول بهما إلى30 مليون سائح فى العام 2028.
وأضافت، فى حوار لـ «الجمهورية»، أن العمل البرلمانى فى ملف السياحة والطيران، أنجز ٤ تشريعات شديدة الأهمية، تضمنت «قانون المنشآت الفندقية والسياحية»، قانون الغرف السياحية، قانون تنظيم الحج، والمركز القومى لإدارة المجال الجوي.
وحددت النائبة نورا على فى إجاباتها عدداً من الأساسيات التى من شأنها تعزيز العمل فى قطاعى السياحة والطيران، ومن ثم تحقيق أهداف التنمية السياحية.
> متى يتم وضع قانون ينص على أن السياحة صناعة وليست مجرد قطاع خدمى ويتم فصل الملكية عن الادارة لإتاحة الاستثمار بأريحية؟
>> القضية لا تتعلق بالتشريع بقدر ما تتعلق بإدارة واستراتيجية ورؤية دولة، فالعالم أجمع الآن أصبح يتعامل مع السياحة كونها صناعة ليس هذا فقط بل يتعامل معها كونها واحدة من أهم الصناعات التى تتطور وتنمو بشكل مذهل على صعيد الأرقام والتأثيرات الاقتصادية المتعاظمة، خاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة، فالسياحة تعدُّ أحد مصادر الدخل ومحركاً قويّاً للأبعاد الاقتصادية المرتبطة بالسياحة، وتمثل أحد روافد زيادة النمو الاقتصادي.. وبالنسبة للاستثمار، فالأمور تسير بشكل متطور للغاية وهناك تسهيلات وتحفيزات للمستثمرين انعكست على حجم الايرادات ومعدلات التوافد التاريخية وغير المسبوقة فى تاريخ القطاع.
> هل السياحة ضمن أولويات التنمية فى الدولة؟
>> بكل تأكيد.. الدولة تضع السياحة على رأس اهتماماتها وهذا نابع من رؤية وتوجهات القيادة السياسية التى تؤمن بأن السياحة تمثل قطاعاً استراتيجياً يجب التعامل معه بكل حرفية.
ومنذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم فى البلاد وهو دائم الدعم والتوجيه والتحفيز للقطاع لكى يحقق الانتفاضة المرجوة ويستعيد ريادته ويأخذ نصيبه العادل والمستحق من السياحة العالمية، حيث نستهدف 30 مليون سائح سنوياً ولكن أعتقد مع الوقت القريب ومع افتتاح المتحف المصرى الكبير سيتزايد المستهدف.
> السياحة بدأت تتعافى خلال الأشهر الماضية كيف نستطيع أن نصل إلى أعلى معدلاتها فى ظل الاستقرار الذى تشهده الدولة؟
>> بداية أؤكد أن كافة الأمور أصبحت مهيأة الآن لتخطو مصر نحو الحصول على نصيبها العادل من السياحة العالمية من خلال الاستمرار فى الدعم، وخلق أنماط سياحية متنوعة، ومنح مزيد من التسهيلات والحوافز للاستثمار فى القطاع، والوقوف بجانب المتعثرين، واستهداف أسواق عالمية مختلفة، ومنح مخصصات إضافية لهيئة تنشيط السياحة لاطلاق حملات تسويق وترويج متميزة تخاطب العالم بما تملكه مصر من مقومات ومقاصد سياحية متفردة، والاستمرار فى تطوير المطارات لأنها تمثل صورة وبوابة مصر أمام العالم.
نستطيع أن نصل أيضاً بالعمل على انشاء مزيد من الغرف الفندقية لتواكب الأرقام المستهدفة، والاستمرار فى تعزيز استراتيجية الدولة نحو سياحة اليخوت، وتكاتف السياحة والطيران فى اطلاق برامج وتخفيضات جاذبة ومهم جداً رفع الوعى السياحى لدى الشارع خاصة أن السياحة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بدرجة وعى المجتمع، حيث إنه كلما ارتفع الوعى السياحى زادت معه حركة التنمية السياحية، بجانب أن ذلك يساهم فى الانتماء والشعور بالهوية الثقافية والارتباط بحضارة وطنهم، بجانب الدور الذى يلعبه فى رسم صورة حضارية لثقافة المجتمع وتطوره.
ويجب أن نشير هنا أيضاً إلى ملف السياحة الداخلية التى يجب العمل عليها بكل قوة جنباً إلى جنب مع السياحة الخارجية، حيث باتت تمثل رقماً مهماً وبرهنت خلال السنوات الماضية على قدرتها فى دعم ومساندة القطاع، بجانب تعظيم نمط السياحة النهرية.
> ما الملفات التى نجحت لجنة السياحة والطيران المدنى فى إنجازها خلال أدوار الانعقاد السابقة؟
>> اللجنة أنجزت الكثير وقدمت الكثير والكثير من الدعم التشريعى والرقابى للقطاع ولكن هناك 4 تشريعات أنجزتها اللجنة كانت بمثابة حجر الزاوية لدعم القطاع ونهضته واصلاح الكثير من الأمور منها إصدار قانون المنشآت الفندقية والسياحية، وإنشاء المركز القومى لإدارة المجال الجوي، وقانون تنظيم الحج وإنشاء البوابة المصرية الموحدة للحج، وقانون إنشاء الغرف السياحية وتنظيم اتحاد لها. هذه القوانين كانت بمثابة دفعة مهمة للسياحة.
> لجنة السياحة كان لها دور كبير فيما يخص تطوير وتدعيم القطاع السياحى وإزالة العقبات التى تواجه الاستثمار السياحي.. ما التوصيات التى خرجت فى هذا الشأن؟
>> أوصينا بضرورة توفيق أوضاع المنشآت الفندقية والسياحية التابعة للمحليات أو أى جهة أخرى إلى مظلة القانون 8 لسنة 2022 وفتح المجال لتحويل بعض العقارات التى تتوافر بها شروط الإقامة الفندقية إلى شقق فندقية تابعة لرقابة الإدارة المركزية للفنادق.
وأوصينا بضرورة التنسيق بين الوزارات والجهات المعنية لتوفير الأراضى الصالحة لإقامة منشآت وشقق فندقية للتوسع فى الاستثمار الفندقى فى مصر وزيادة أعداد الغرف الفندقية بها.
كما أوصينا بمنح مزيد من الحوافز لتشجيع القطاع الخاص على ضخ استثمارات جديدة لاستيعاب 30 مليون سائح بحلول عام 2028، والتأكد من جودة كافة الخدمات بالتوسع فى أنظمة الحجز الالكترونية، وتدريب جميع أطراف المنظومة التى تتعامل مع السائح.
> قطاع الطيران المدنى وثيق الصلة بالسياحة فما هى رؤية اللجنة فى تطويره؟
>> قطاع الطيران بالفعل وثيق الصلة بالسياحة فقوة الثانية مرتبطة بقوة وتطور ونهوض الأول، وبمنتهى الشفافية قطاع الطيران فى مصر ما زال يعانى أو بالأحرى ما زال بعيداً عن منطقته المستحقة. ويجب العمل على تعزيز جهود شركة ميناء القاهرة الجوى لوضع مطار القاهرة فى مكانته اللائقة دولياً، وسرعة الانتهاء من التجديدات والأعمال الانشائية، والانتهاء من أعمال التطوير فى مختلف المطارات.
والعمل على إعداد خطة عاجلة وجدول زمنى للانتهاء من رفع كفاءة مطار برج العرب، والانتهاء من مشروع مبنى الركاب صديق البيئة بمطار برج العرب، وحل كافة المعوقات التى تواجه شركات الطيران المصرية وغير المصرية والسماح لرحلات الطيران الشارتر ومنخفض التكاليف بالهبوط فى جميع المطارات المصرية.
ويجب منح شركات الطيران الأجنبية حزمة من التخفيضات على رسوم الهبوط والإيواء بالمطارات السياحية المصرية، والاهتمام ببناء العنصر البشرى وعقد دورات تدريبية متخصصة لتأهيل الكوادر البشرية ورفع كفاءة العاملين وتطوير مستواهم، والاستعانة بأحدث تكنولوجيا عالمية مستخدمة فى منظومة الطيران.
أيضًا مراعاة زيادة عدد العاملين فى نقل الحقائب من الطائرة، إلى سيور نقل الحقائب، وحتى وصولها إلى الراكب فى سهولة ويسر، وفتح كافة البوابات المخصصة للدخول والخروج لمطار القاهرة، ودراسة استخدام سير للصعود إلى الطائرة بدلا من السلم لتيسير صعود وهبوط الراكبين للطائرات.
ويجب العمل أيضاً على تطوير أسطول الطائرات والعمل على معالجة أزمة مديونيات القطاع من خلال الموازنة العامة للدولة..
وفيما يخص الشركة الوطنية «مصر للطيران» يجب إعادة هيكلة الشركة القابضة والهيئات التابعة لها كأحد حلول معالجة القصور فى الخدمات، ورفع كفاءة الأنشطة المقدمة، وفتح المنافسة أمام القطاع الخاص للمشاركة فى التطوير بتقديم أفضل الخدمات والأسعار.
كما يجب وضع معايير محددة لاختيار أطقم الضيافة وتدريبهم وتأهيلهم طبقا للمعايير العالمية، وتوفير الزى الموحد المناسب، وتخفيض أسعار الشحن للسلع لتكون منافسة للشركات الأجنبية لتشجيع التصدير للمنتج المصري.
> ماذا تستفيد السياحة من الطرق والمحاور والقطارات؟
>> وسائل النقل وسهولة الحركة والربط والتنقل بين المناطق السياحية والأثرية تمثل الدعامة الأساسية فى نمو صناعة السياحة فى العالم، لأنه كلما نشطت وتطورت حركة النقل نشطت حركة السياحة بطريقة موازية.
ولقد ساهمت مشروعات الطرق والنقل فى مصر خلال الفترات الماضية فى حدوث حالة نمو كبيرة جدا فى زيادة أعداد السياح الوافدين، حيث توافرت لدى السائحين بدائل كثيرة للسفر والتنقل بين المناطق المختلفة بكل سهولة ويسر زادت معها عوامل الأمان.
فمصر استفادت كثيراً من هذه المشروعات ويجب أن أوجه التحية لوزير النقل المهندس القدير كامل الوزير على استراتيجيته فى الترويج لحجم المشروعات وكذلك رؤيته فى ربط العواصم والمحافظات بمشروعات عظيمة.
> ما دور اللجنة فى الاهتمام بمسار العائلة المقدسة؟
>> نحن نتعامل مع مسار العائلة المقدسة بامتياز.. مشروع قومى يشكل جزءاً من الهوية المصرية ويعبر عن تراثنا، حيث يضم 8 محافظات بـ25 محطة..
ونحن على تواصل مستمر مع الحكومة لمتابعة ومراقبة استكمال باقى أعمال التطوير بمسار العائلة والترويج له بجميع دول العالم لتشجيع السياح على زيارة المسار الذى يعد من أطول مسارات العائلة المقدسة على مستوى العالم وبما يتماشى مع تعظيم الاستفادة من امتلاك مصر هذا الكنز التراثي.
> الحوار الوطنى ناقش ملف تنمية السياحة وتعظيم عوائدها فهل سنجد رؤية يقدمها الحوار للإرتقاء بالملف السياحى؟
>> الحوار الوطنى هو منصة حوارية متفردة تجمع كافة الأطياف على مائدة واحدة لينبثق عنها ورقة عمل متخصصة تشمل مجموعة توصيات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع وقادرة على تحقيق الأهداف المرجوة والتطلعات الوطنية المستقبلية.
وبالتالى فدورنا على مائدة الحوار الوطنى هو تجميع كافة المعنيين والمتخصصين بملف السياحة والجلوس معاً لخلق حالة حوارية لنخرج بالنهاية إلى آفاق جديدة فى تطوير صناعة السياحة فى مصر.
> الإعلام السياحى صناعة.. كيف تكون المنشآت السياحية شريكاً فى هذه الصناعة وتصنعه حتى تروج لمنتجاتها؟
>> مازلنا نغفل هذا الجانب المهم وما زال الاعلام السياحى لم يتماش مع رؤية الدولة واستراتيجيتها الرامية إلى تعظيم مكانة السياحة كمحور وركيزة تنموية كبيرة.
وأعتقد ان المسئولية الكبرى تقع على الاعلام وليس على المنشآت السياحية لأن تلك المنشآت جزء من قطاع كبير، ومن ثم يجب عمل برامج سياحية متخصصة واطلاق قنوات جديدة تكون مهمتها الأولى والأخيرة التركيز على السياحة.
> المناهج التعليمية الحالية هل تساهم فى تطوير السياحة ودعمها ؟
>> اوصينا سابقاً وزارة التعليم باطلاق استراتيجية السياحة التعليمية وإدراج مادة أخلاقيات السياحة ضمن مناهج التعليم بمرحلة التعليم الأساسي، وتفعيل مسابقة «سفير السياحة»، لتربية النشء الصاعد وتعريفه بالمعالم السياحية والأثرية فى مصر، وإنماء الوعى بالسلوكيات الواجب اتباعها فى المناطق السياحية والأثرية، والتعامل مع السائحين بالشكل اللائق.
فالمدرسة من أهم الأماكن التى يمكن أن تساعد على التربية السياحية، ورفع الوعى السياحي، وتثقيف الطالب، وتوعيته، لتشكيل وعيه مبكراً، كما تساعد فى زيادة معلوماته التاريخية، والجغرافية، والعلمية، ويساهم فى تنمية روح الانتماء الوطني، والحفاظ على الهوية المصرية.
> متى يتم وضع أجندة سياحية تشمل أحداثاً سنوية ثابتة، والترويج لها؟
>> هذه هى مهمة هيئة تنشيط السياحة التى نتابع معها عن كثب للعمل على توفير الكفاءات داخل الهيئة وتعزيز دور مكاتبها الخارجية، وسرعة الانتهاء من وضع أجندة الفاعليات والأحداث والمهرجانات السياحية قبل موعدها بوقت كاف لإتاحة الفرصة للتسويق، وعرض الأجندة ونتائجها على اللجنة.
ونستهدف عمل أجندة كاملة تكون متاحة على الموقع الإلكترونى يستطيع من خلالها السائح الدخول عليها والتعرف على الأحداث ومواعيد الفعاليات..
> هل يمكن ان نرى تطويراً فى أنماط غير مستغلة من السياحة مثل سياحة الصحراء، والسياحة العلاجية، وسياحة ذوى الاعاقة وتشجيعها والترويج لها؟
>> السياحة صناعة تحتاج دوماً للتطوير والابتكار لتتماشى دوماً مع طبيعة السوق ومن ثم أصبح من الصعب الاعتماد على منتج سياحى لذا يجب أن يكون هناك تنوع فى الأنماط لتلبى رغبات وثقافات كافة الأسواق.
مصر قطعت فى ذلك الأمر شوطاً كبيراً وفطنت له مبكراً وأصبح هناك اهتمام بالسياحة العلاجية والسياحة النهرية وسياحة اليخوت وسياحة المهرجانات وسياحة الصحراء.
> هل يمكن إنشاء برامج للتدريب والتوعية تتعلق بالآداب العامة لاستقبال السائحين والتعامل معهم؟
>> بالطبع هناك ضرورة ملحة لهذا الأمر تتعلق بتدريب وتوعية كل من يتعامل مع السائح المصرى حيث إنهم يساهمون فى رسم الصورة المجتمعية والحضارية عن الشعب المصري.
> هل يمكن إطلاق تطبيق إلكترونى يخدم السائح ويوفر معلومات عن المواقع الخدمية فى المناطق السياحية؟
>> موجود بالفعل وهناك حملات تطوير وتحديث لتواكب حجم التطورات والمستجدات العالمية باستخدام أحدث التقنيات الحديثة.
وتعمل الدولة ممثلة فى هيئة التنشيط على تطوير الموقع الإلكترونى الرسمى وتدعيمه بروابط للدخول على صفحات فرعية لكافة المقاصد، ومساعدة كافة المنشآت على تطوير مواقعها ومعاونتها فى جهود التسويق الرقمي.
> هل هناك ضرورة للمشاركة فى البورصات الدولية للسياحة ؟
>> البورصات السياحية تعد منصة عظيمة لعرض الفرص المتاحة والمقومات والمنتجات السياحية الجديدة كما أنها بمثابة ملتقى سياحى يجتمع فيه ممثلو دول العالم من وزارات وشركات سياحة وطيران ومجموعات الفنادق العالمية وغيرها، وهى فرصة لتبادل الخبرات العالمية وجذب إمكانات استثمار جديدة، وتعزيز التعاون الدولي.