تشهد المعاهد الأزهرية تطورا كبيرا في مختلف جوانبها بداية من تحديث المناهج الدراسية وصولا إلي دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية وذلك بهدف تحقيق التوازن بين العلوم الشرعية والعلوم الحديثة.
وأوضح الشيخ أيمن عبدالغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية في حوار لـ «الجمهورية الإسبوعي»، ان مناهج الازهر تجمع بين الدين والدنيا وان هناك جهوداً كبيرة لدمج بعض المعاهد وتحديث بنيتها لضمان تقديم تعليم متميز، مشيرا إلي وجود عدد من التحديات التي تواجه المعاهد الازهرية للارتقاء بالمناهج التعليمية وتطوير المبنى والمعني داخل التعليم الازهري.. وإلي التفاصيل.
> ما أبرز التعديلات التي تم ادخالها على المعاهد الازهرية؟
>> شهدت المعاهد الأزهرية تطورا كبيرا في المناهج الدراسية حيث تم تحديثها لتحقيق التوازن بين العلوم الشرعية والعلوم الحديثة .. فقد تم تطوير مناهج العلوم الشرعية والعربية للمرحلتين الاعدادية والثانوية حتى تساير تطورات العصر الحديث وتم تأليف وتطوير كتب اللغة الانجليزية لمادة المستوى الرفيع في اللغة الانجليزية، وإعداد كتب ومضة من الوحي للمرحلة الثانوية « القسم الأدبي « وهي مجموعة كتب تتناول العلوم الشرعية» الفقه – وأصول الفقه – والعقيدة – والتفسير الحديث – والسيرة – والقيم – وشخصيات اسلامية مؤثرة « باللغة الإنجليزية، وادخال وسائل تعلمية تفاعلية وتحسين البنية التحتية، وتعزيز برامج التدريب المستمر للمعلمين
> كيف يتم تحقيق التوازن بين المواد الدينية والمواد العلمية؟
>> يحرص الازهر الشريف على تقديم مناهج تجمع بين علوم الدين والدنيا بحيث يتلقى الطالب تعليما متكاملا يحقق له الفهم العميق للدين مع إلمامه بالعلوم الحديثة
> هل سيتم إدخال التكنولوجيا في العملية التعليمية ؟
>> بالفعل الازهر الشريف يعمل على إدخال التكنولوجيا في التعليم من خلال إنشاء منصات تعليمية إلكترونية وتوفير محتوى رقمي واعتماد التعليم عن بُعد، إضافة الى تدريب المعلمين على استخدام التقنيات الحديثة، وتطبيق التعليم التفاعلي عن بعد عبر تطبيقات التكنولوجيا الحديثة وإطلاق مبادرة «معا نتعلم -متضمنة شرح جميع المواد الدراسية (شرعية – عربية – ثقافية) المقررة على طلاب المعاهد الازهرية من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي
> ما هي التحديات التي تواجه قطاع المعاهد الازهرية في عملية تدريب المعلمين؟
>> التحديات التي واجهت قطاع المعاهد الازهرية تشمل الحاجة الى زيادة الدورات التدريبية لمواكبة المستجدات التربوية مع توفير موارد تقنية حديثة في جميع المعاهد، وسد الفجوة بين المناهج الدراسية واحتياجات سوق العمل، ودعم المعلمين بالبرامج التطويرية المستمرة
> كيف تسهم المعاهد الازهرية في إنشاء الفكر الوسطى ومواجهة الأفكار المتطرفة؟
>> يلعب الازهر دورا رئيسيا في نشر الفكر الوسطى المستمد من القرآن والسنة من خلال المناهج التي تعزز التسامح والدورات التدريبية للمعلمين إضافة إلى الحوار العلمي لمواجهة الفكر المتشدد بالحجة والبرهان، فقد أطلق قطاع المعاهد الازهرية مبادرة بعنوان « أنا الراقي بأخلاقي» والتي تبث القيم الاخلاقية التي تواجه التطرف والانحرافات السلوكية بكافة أشكالها متضمنة المودة والرحمة
> كيف يمكن زيادة الوعى بأهمية التعليم الأزهري ؟
>> يمكن زيادة الوعي وتحقيقه عن طريق إبراز دور الازهر في الجمع بين العلوم الشرعية والحديثة وتقديم نماذج ناجحة من خريجي الازهر إضافة الى تنظيم حملات إعلامية توضح أهمية التعليم الأزهري ودوره في بناء المجتمع
> هل يوجد تعاون بين الازهر الشريف ووزارة التربية والتعليم في الجوانب التعليمية ؟
>> نعم هناك تعاون مستمر بين الأزهر الشريف ووزارة التربية والتعليم لتطوير المناهج وتحسين اساليب التدريس وتبادل الخبرات بين المؤسسات التعليمية حيث يوجد مذكرة تفاهم بين الازهر الشريف ووزارة التعليم المصرية ونقوم بتدريس المواد الثقافية المقررة من التربية والتعليم لطلاب المعاهد الازهرية بدءا من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، وتوجد مذكرة تفاهم بشأن تحويلات الطلاب بين الازهر الشريف ووزارة التربية والتعليم حيث يبدأ التحويل كل عام قبل بداية كل عام دراسي بداية من الصف الثاني الابتدائي وحتى الصف الثالث الإعدادي، كما يشارك قطاع المعاهد الأزهرية في كافة فاعليات المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي جنبا إلى جنب مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مثل تدريب المعلمين والموجهين على إعداد بنوك أسئلة لجميع المواد التعليمية، كما يشترك طلاب المعاهد الأزهرية مع وزارة التربية والتعليم في الاختبارات الوطنية باللغة العربية والرياضيات لقياس مدى جودة مخرجات التعلم للطلاب المصريين
> ما هي الرؤية القادمة لتطوير المعاهد الازهرية في السنوات القادمة؟
>> إن الازهر الشريف ينتهج رؤية واضحة للتطوير من خلال خطته الاستراتيجية للتعليم الأزهري قبل الجامعي والتي تتمثل في «منظومة تربوية أزهرية ريادية « وتشمل خطة استراتيجية تتضمن مجموعة برامج إصلاح وتطوير التعليم الأزهري قبل الجامعي بحيث تشمل الرؤية المستقبلية تحديث المناهج ودمج التكنولوجيا في العملية التعليمية وتطوير مهارات الطلاب لمواكبة سوق العمل، وتحسين بيئة التعلم من خلال تطوير البنية التحتية من خلال برنامج تطوير رياض الأطفال وبرنامج تطوير التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، وبرنامج تطوير معاهد القراءات والمعاهد الخارجية والتنمية المهنية والموارد البشرية وبرنامج ضمان الجودة وتأهيل المعاهد وتطوير البنية المؤسسية والنظم وبرنامج تطوير البنية التحتية والتجهيزات، ومزيد من إجراء الاختبارات الدولية، حيث اشترك الازهر في تطبيق الدراسة الدولية «بيسا»
> هل هناك هيكلة لبعض المعاهد او دمجها لمؤسسات اخرى لتحقيق مستوى تعليمي أعلى؟
>> يعمل الازهر على تطوير شبكة المعاهد الازهرية وقد يتم دمج بعض المعاهد او تحديث بنيتها لضمان تقديم تعليم متميز يواكب التطورات الحديثة كما يدرس قطاع المعاهد الأزهرية إنشاء عدد من المعاهد الأزهرية العسكرية بالتعاون مع وزارة الدفاع.
> هناك أقوال إن بعض خريجي المعاهد الازهرية يفتقدون مهارات سوق العمل فكيف يمكن معالجة هذه الفجوة؟
>> هذا كلام لا أساس له فقد أصبح الآن الطالب خريج الأزهر الشريف مُسلح من الناحية الطبية والدينية والثقافية بما يكفيه دخول سوق العمل بشكل قوى، وتم العمل على سد الفجوة عن طريق إدخال مسابقات علمية عالمية للطلاب بهدف تنمية المهارات العملية في المواد الدراسية المختلفة مثل رواد العربية في الإعراب ومسابقة نحلة الأزهر القومية للتهجي، والأزهري الصغير، وتعزيز التعاون مع القطاعات الاقتصادية لتوفير فرص تدريبية وإضافة مقررات ريادة الأعمال والمهارات الرقمية.
> هل هناك تعاون مع القطاع الخاص او المؤسسات الدولية لتحسين جودة التعليم الأزهري؟
>> إن الازهر الشريف يسعى الى تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية والقطاع الخاص من خلال شراكات تهدف الى تحسين جودة التعليم وتوفير فرص تدريبية وإدخال مناهج متطورة، كما يعمل قطاع المعاهد الازهرية في ضوء خطته الاستراتيجية للتعليم الأزهري قبل الجامعي 2022-2030 وذلك من خلال خطته التنفيذية الثانية على إشراك مؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص في جميع المناطق الازهرية من خلال دراسة المقترحات وعرضها على السلطة المختصة للتنفيذ، وأحب التركيز على تحديث المناهج وفقا لمتطلبات العصر وتحسين جودة تدريب المعلمين وإدخال التكنولوجيا في التعليم الأزهري، وتعزيز الفكر الوسطى ودور الازهر في مكافحة التطرف
> ما هي أنشطة المعاهد الأزهرية في شهر رمضان المبارك؟
>> الأنشطة التي تقام في شهر رمضان تشمل تنظيم دروس ومحاضرات دينية حول معاني الصيام وإقامة مسابقات لحفظ القرآن الكريم وتعزيز روح التكافل الاجتماعي من خلال الأعمال الخيرية وعقد ندوات توعوية حول الأخلاق والسلوكيات في رمضان حيث يظل الأزهر الشريف منارة للعلم والوسطية.