أكد رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قاد جهودًا دبلوماسية بارزة لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد فى قطاع غزة.
شدد خريستودوليدس – فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط الأوسط بمناسبة زيارته إلى القاهرة – على أن قبرص تدعم بقوة المساعي المصرية، وتعمل على تعزيز التنسيق مع مصر لمنع المزيد من التوترات ودفع الحلول السياسية.
وحول العلاقات بين مصر وقبرص، وآفاق التعاون بين البلدين خلال الفترة المقبلة خاصة فى قطاع الطاقة والغاز.. وصف الرئيس القبرصى الروابط بين البلدين بأنها «ذات أهمية إستراتيجية»، وتقوم على أساس متين من القيم المشتركة والاحترام المتبادل والتعاون المكثف عبر قطاعات متعددة.
أوضح أن قيادة الرئيس السيسى لمصر عززت من هذه الشراكة الإستراتيجية، حيث ساهمت اللمناقشات المتكررة والرؤية المشتركة للاستقرار الإقليمى على تعميق الثقة المتبادلة ووضع الأساس لمزيد من التعاون.
وأشار خريستودوليدس إلى أنه قد قام بزيارة مصر أربع مرات خلال العام الماضي، وكانت مصر أول دولة يزورها، بعد اليونان، عقب انتخابه رئيساً للبلاد فى عام 2023، وهو الأمر الذى يعكس الأهمية التى توليها قبرص وحكومتها لهذه العلاقات.
ولفت إلى أن التعاون بين مصر وقبرص فى قطاع الطاقة قد وصل إلى آفاق جديدة لا سيما مع التوقيع المرتقب على اتفاقية نقل الغاز الطبيعى من حقل «كرونوس» القبرصى إلى البنية التحتية فى مصر، مما يعزز دورنا فى ضمان أمن الطاقة الإقليمي.
قال إن مذكرة التفاهم بشأن تسهيل توظيف العمال المصريين فى قبرص، والتى تم توقيعها فى يونيو 2024، تسلط الضوء على التزامنا بالتنقل المنظم للعمالة والتعاون الاقتصادى من أجل المنفعة المتبادلة.
شدد الرئيس القبرصى على أن مصر تعد ومنذ فترة طويلة ركيزة للاستقرار فى الشرق الأوسط، ولعبت دورًا حاسمًا فى حل النزاعات والدبلوماسية الإقليمية كقوة استقرار خلال أوقات الأزمات، وتم الاعتراف على نطاق واسع بقيادة الرئيس السيسى فى الوساطة لوقف إطلاق النار، خاصة فى غزة، و قبرص تدعم بقوة هذه الجهود وتظل ملتزمة بتعميق التنسيق مع مصر لمنع المزيد من التصعيد وتعزيز الحل السياسى المستدام.
وحول الوضع فى غزة.. لفت خريستودوليدس إن الوضع الإنسانى فى غزة لا يزال يبعث على القلق العميق.. لافتاً إلى أن قبرص تواصل دورها فى المساعدة فى تخفيف هذه الأزمة.
شدد الرئيس القبرصى على أن حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة إلى جانب إسرائيل، يظل الإطار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام الدائم، وأكد مجدداً أن دور مصر فى تيسير الحوار السياسي، فضلاً عن تقديم المساعدات الإنسانية الإضافية، يعد أمراً حيوياً لضمان الاستقرار الإقليمي، وأن قبرص تدعم هذه المبادرات بشكل كامل.
أضاف أنه ومن خلال الشراكات الثلاثية والمنتديات المتعددة الأطراف والمشاركة الثنائية المباشرة، نعمل معاً لتعزيز الاستقرار والتنمية فى شرق المتوسط وشمال افريقيا، وتابع قائلا «وتظل جهودنا الجماعية تركز على تعزيز الحوار والسلام ودعم الإستراتيجيات طويلة الأجل لضمان مستقبل مستقر ومزدهر للمنطقة بأكملها».
فيما يخص علاقات مصر بالاتحاد الأوروبي.. أكد خريستودوليدس أنه لطالما كانت قبرص، باعتبارها أقرب دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى إلى المنطقة ومصر، مناصرة قوية لمزيد من تعميق العلاقات بين الاتحاد الأوروبى ومصر، خاصة لكون مصر لاعباً رئيسياً فى الاستقرار الإقليمى والنمو الاقتصادى والتعاون الأمني.
ونوه الرئيس القبرصى بأن التجارة والاستثمار هما جوهر هذه العلاقات.. مشيراً إلى أن الموقع الإستراتيجى لمصر واقتصادها المتنامى وخطط التنمية الطموحة تضعها فى مكانة الشريك الاقتصادى الحاسم للاتحاد الأوروبي.
واعتبر نيكوس خريستودوليدس أن أحد أكثر مجالات التعاون الواعدة هو الطاقة، وخاصة مع مشاريع مثل ربط شبكة الكهرباء المصرية بأوروبا عبر قبرص واليونان، حيث ستعزز هذه المبادرة أمن الطاقة والاستدامة مع وضع مصر كمركز رئيسى للطاقة.
مشيرا إلى أن بلاده تظل ملتزمة بالدعوة إلى تعزيز شراكة الاتحاد الأوروبى مع مصر، وضمان استمرار هذه الشراكة فى العمل كقوة للاستقرار والازدهار والتعاون الإقليمى فى السنوات القادمة.