تشهد الجامعات المصرية حالة من التطور التكنولوجى والتعليمى والخدمى بما يسهم فى تحقيق طفرة فى البناء المجتمعي.. بعدما أصبحت الجامعات المصرية تؤدى دوراً بارزاً فى العمل الطبى أو التثقيفى والتدريبى بما يسهم فى تأهيل الشباب لدخول أسواق العمل وفق آليات متطورة.. تلك الطفرة فى الجامعات المصرية لا تقف عند حدود جامعات العاصمة بل أصبحت الجامعات الإقليمية تحقق قفزات ملموسة وواضحة.. ومن بينها جامعة كفر الشيخ التى أكد رئيسها الدكتور عبدالرازق دسوقى فى حواره مع «الجمهورية» أن الجامعة تعتبر نفسها أحد جنود الوطن فى عملية البناء والتنمية بما يتوافق ورؤية مصر 2030، مشيراً إلى أن الجامعة بصدد تحقيق حلم لمدن الدلتا بإنشاء مدينة طبية تتضمن ثلاث مستشفيات للطوارئ والأورام والعيادات الخارجية وتم تجهيزها بأحدث أجهزة طبية عالمية.. متطرقا إلى القفزات البحثية بالجامعة ودورها فى تصحيح الفكر الطلابى من مغالطات الانحراف المتشدد.
< هل التعليم الجامعى بمصر يشهد حالة من التقدم أم لا تزال هناك عقبات فى الطريق؟
– لو أردنا تحقيق مقارنة بين التعليم الجامعى حالياً وبين السابق فلا يوجد وجه للمقارنة من ناحية النتائج والإمكانيات والتطور الشامل فى المناهج، وقد يعتبر بعض الشباب أن هذا الوصف مبالغة لكنهم لو طالعوا حال الجامعات فى الماضى وحالها فى الوقت الحالى لأدركوا صحة كلامي، فلم يكن عندنا معامل ولا تطور رقمى أو تكنولوجي، فقد كنا فى عزلة عن العالم الخارجي، وكانت الكثافات الطلابية تمثل عائقاً أمام مشروعات التطور المأمول، لكننا بعد التوسع التكنولوجى والرقمى والمعملى المجهز بأحدث تقنيات عالمية أصبح لجامعات تصنيفا يعرف المجاملة، واستطاعت الجامعات الأهلية تخفيف العبء على الجامعات العامة بما يسمح لأعضاء هيئة التدريس القفز بمستوى الطلاب إلى الجودة التعليمية والفكرية.
< تعتبر المدينة الطبية بمثابة «حلم» منتظر.. فهل أوشكت الجامعة على الانتهاء من تنفيذه؟
– جامعة كفر الشيخ تسابق الزمن للانتهاء من استكمال المنظومة الطبية والارتقاء بها بإنشاء المستشفيات الجديدة ذات التخصصات للانتهاء من إنجاز مستشفى الطوارئ والأورام والعيادات الخارجية والمقامة داخل الحرم الجامعي، فى إطار استكمال المنظومة الطبية والارتقاء بها بإنشاء المستشفيات الجديدة ذات التخصصات الضرورية والملحة، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبما يتواكب مع تطلعات الجمهورية الجديدة، والانتهاء من إنشاء المدينة الطبية داخل الجامعة بات قريباً وسيصبح إنجازًا كبيرًا للقطاع الطبى بالمحافظة وهو حلم لأبناء كفر الشيخ، بدلاً من الانتقال لمستشفيات الطوارئ والأورام بالمحافظات المجاورة، والمشروع سيقدم خدمة طبية متميزة لمحافظات الدلتا كما يعد مشروعاً قومياً لمحافظة كفر الشيخ والمحافظات المجاورة.
< ما تفاصيل المدينة الطبية التى تسابقون الزمن لتنفيذها؟
– المدينة الطبية تتضمن 3 مستشفيات. الأولى مستشفى الطوارئ ويتم إقامتها على مساحة 5 آلاف م2 متضمنة قسم الطوارئ وبه 36 سرير إقامة، وغرف عناية مركزة وإنعاش، وقسم للحروق، وبنك للدم، وقسم للغسيل الكلوي، وقسم للعمليات، وقسم للعناية المركزة، وقسم للحضانات، وقسم للعناية الفائقة، واستراحة للأطباء والتمريض، والمستشفى الثانية للأورام وتقام على مساحة 8 آلاف م2 متضمنة غرف اشعاع خطي، وغرفة محاكاة لتحديد مركز الأورام بالجسم و3 غرفة للأشعة « مقطعية – رنين – سينية»، و38 سرير للعلاج الكيماوي، وأخيراً مستشفى العيادات الخارجية وتقام على مساحة 2200م2 وتضم «48» عيادة، وعدد «2» وغرفة للأشعة « فوق صوتية -سينية»، وعدد «12» مدرج، و»4» غرفة استراحة أطباء و12 صالة تشريح تعليمي، وصيدلية مركزية، ومعامل، وغرف إدارية.
< أين وصلت خطوات إنشاء جامعة كفر الشيخ الأهلية؟
– نسعى لإنشاء جامعة كفر الشيخ الاهلية والتكنولوجية بمعايير عالمية وتركيز الدراسة الأكاديمية بها على البرامج الحديثة التى تؤهل الشباب لسوق العمل داخلياً وخارجياً، بما يحقق فرص تعليمية جديدة لطلاب الجامعات المصرية، من خلال توفير التخصصات العلمية التى يتطلبها سوق العمل فى المرحلة القادمة.
< ما ترتيب الجامعة فى التصنيفات الدولية؟
– حصلت الجامعة على مراتب متقدمة فى العديد من التصنيفات الدولية، محققة مراكز متقدمة على المستوى المحلى والإقليمى والدولي، بما يعكس جهود الجامعة المستمرة للتطوير والتحسين فى مجالات التعليم والبحث العلمي، حيث تحرص الجامعة على اتخاذ خطوات جادة وسريعة للوصول إلى مستوى الجامعات المرموقة عالمياً، وهذه التصنيفات تعد اعترافًا دولياً قوياً بتطور الجامعة فى التعليم والبحث العلمى وخدمة المجتمع، وتوفير بيئة ملائمة للباحثين والطلاب، ورعاية الإبداع والتميز والابتكار فى كل المجالات، والسعى نحو التميز والجودة والمكانة المرموقة.
< هل تضع الجامعة البحث العلمى وحل قضايا المجتمع والنهوض بالصناعة المصرية ضمن أولويات عملها؟
– تحرص الجامعة على دعم شباب الباحثين، فضلاً عن تعظيم الاستفادة من إمكانياتها ومواردها فى تطوير العملية البحثية والتكنولوجية، وتطوير الأبحاث العلمية وربطها بالصناعة، بما يخدم رؤية مصر 2030، وقد أطلقت جامعة كفر الشيخ مؤتمر «الجامعة والصناعة» الأول لدعم الاقتصاد الوطنى والربط بين خريجى الجامعة وسوق العمل، بهدف تعظيم الاستفادة المستقبلية من تكنولوجيا إنتاج البحوث والأفكار والتجارب والاختراعات لدى المنظمات المعنية فى مجالات الصناعة والتجارة المختلفة، وتبادل ونقل الخبرات والمعارف بين الباحثين فى الجامعات فى مجالات البحث والابتكار والتدريب والاستشارة، من خلال بيئة بحثية إنتاجية بما يحقق تنمية الاقتصاد القومي.
<ما دور الجامعة فى تنمية الوعى الطلابي؟
– يجب بأن نؤمن أن الشباب هم بناة المستقبل، لذلك فإننا نتابع حالات الاستقطاب الخارجى التى تهدف تحطم القدرات الشبابية من خلال الملوثات الفكرية المتضمنة مناهج التشدد والتطرف، لذلك نسعى إلى العمل على تعزيز الوعى الوطنى للطلاب بأهمية المحافظة على القوة المصرية الناعمة فى مجالات الدين والفن والثقافة والأخلاق والتراث، وبيان الشبهات التى تثيرها جماعات الانحراف الفكرى والرد عليها بصورة علمية من خلال التعاون بين الجامعة ومراصد الفكر المتشدد التابعة للمؤسسة الدينية، وكذلك المؤسسات الفكرية والإعلامية والثقافية، ولهذا فإن النشاط الطلابى بالجامعة مستمرة طيلة العام بما يضمن المحافظة على العقل الطلابى من الملوثات والمؤثرات الخارجية وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب، ونشر الوعى المجتمعى والأسري، وتقوية بنيان الأسرة المصرية وزيادة تماسكها وترابطها، ودعم أبناء الوطن فى الدفاع عنه وعن مقدراته والحد من ظاهرة التطرف ومواجهتها، فضلاً عن كيفية حماية النفس والغير من الوقوع فى براثن الأفكار المتطرفة، خاصة أن الوضع الراهن يتطلب وجود إستراتيجية تعليمية تراعى المنظومة الدينية والأخلاقية لمجتمعاتنا؛ بهدف الحفاظ على الهوية، والحفاظ على أبنائنا من الوقوع ضحايا لأفكار التطرف، والتى تستهدف التأثير على هويتهم وانتماءاتهم.
< لو أردنا وصفا دقيقا لجامعة كفر الشيخ ماذا تقولون؟
– جامعة كفر الشيخ وأعضاء هيئة التدريس والعالمين بها يعتبرون أنفسهم أحد جنود معركة التنمية التى تهدفها مصر وفق استراتيجية 2030 القائمة على البناء المعرفى والتكنولوجى بما يحقق مبادئ الجمهورية الجديدة التى انطلقت فى ربوع الوطن.