أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن الدولة تولى اهتماماً كبيراً بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، باعتبارها المحرك الرئيسى لجذب الاستثمار الأجنبي، وتحقيق التنمية المستدامة اقتصادياً من خلال إقامة مشروعات كبرى فى قطاعات متنوعة؛ صناعية، ولوجستية، واجتماعيةً وتوفير فرص عمل للشباب وخلق مجتمعات صناعية متكاملة الخدمات والمرافق، وكذلك بيئياً، مثمناً الجهود الحثيثة للمنطقة الاقتصادية بتطوير جميع الموانى والمناطق الصناعية التابعة لها، بالشراكة والتعاون مع مؤسسات الدولة، وكذلك القطاع الخاص المحلى والأجنبي، من خلال مطورين صناعيين ومستثمرين بالموانى والمناطق الصناعية.
جاء ذلك خلال مواصلة مدبولي، جولاته الميدانية أمس فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس؛ حيث قام بجولة فى منطقة السخنة المتكاملة التابعة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وافتتح مصنع «شين شينج» الصينى للمواسير المصنعة من حديد الدكتايل، باستثمارات تناهز 150 مليون دولار، كما افتتح توسعات شركة «هيات إيجيبت» التركية للمنتجات الصحية، باستثمارات تبلغ 60 مليون دولار، وشهد مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات خلال الجولة.
رافق رئيس الوزراء فى جولته نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل كامل الوزير، ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني، ومحافظ السويس طارق الشاذلي، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين.
وأشار مدبولى إلى حرص الدولة على توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا بالقطاعات ذات الأولوية، ولاسيما تلك القطاعات التى تمثل خفضاً للفاتورة الاستيرادية، وتسهم فى دعم احتياجات السوق المحلية والمشروعات القومية، بالإضافة إلى مساهمة توطين هذه الصناعات فى تعزيز الصادرات للأسواق الإقليمية والعالمية.
أضاف أن مشروع «شين شينج» يكتسب أهمية خاصة كونه يسهم فى خفض الفاتورة الاستيرادية من مواسير الدكتايل، التى تدخل بدورها فى العديد من المشروعات القومية الكبرى فى المرافق والبنية التحتية والإسكان، بالإضافة إلى استهداف المشروع توطين هذه الصناعة المهمة؛ لتلبيةً احتياجات السوق المحلية والأسواق المجاورة إقليمياً وكذلك التصدير للخارج.
وأكد مدبولى أن الحكومة تواصل دعمها لجهود المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لجذب الاستثمارات فى القطاعات الصناعية واللوجستية المستهدفة، وكذلك تعزيز الصادرات المصرية، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل بوتيرة متسارعة لإنجاز أعمال التطوير الجارية بالموانى والمناطق الصناعية، التى تجعل المنطقة الاقتصادية مركزاً لوجستياً رائداً لدعم سلاسل الإمداد العالمية.
وليد جمال الدين قال إن المنطقة الاقتصادية تحرص على تقديم مختلف أوجه الدعم للمستثمرين لتيسير إجراءات وخطوات تنفيذ مشروعاتهم داخل المنطقة، مشيراً إلى أن توقيع عقد مشروع «شين شينج» كان فى مارس 2024، وتم وضع حجر أساس المشروع فى أبريل من العام نفسه، والآن نشهد افتتاحه رسمياً، وهو ما يعكس التعاون الكامل بين المنطقة الاقتصادية والمطور الصناعى والمستثمر، وفى ضوء هذا النهج التكاملى الذى تنتهجه الهيئة نجحت خلال الفترة الماضية فى تنفيذ تعاقدات فعلية على 274 مشروعا داخل المنطقة؛ سواء بالموانى أو المناطق الصناعية ويتم افتتاح هذه المشروعات واحداً يلى الآخر ما يجعل من عام 2025 هو «عام الافتتاحات» بالنسبة للهيئة.
أشار إلى تطلع الهيئة للمزيد من التعاقدات خلال المرحلة المقبلة؛ تحقيقاً للرؤية الإستراتيجية للهيئة بتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، والتصدير للخارج.
أوضح جمال الدين أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس قطعت شوطاً كبيراً فى تطوير الموانى الستة، والمناطق الصناعية الأربع التابعة للهيئة فى كل من: السخنة، وشرق بورسعيد، والقنطرة غرب، ووادى التكنولوجيا، وذلك عبر إبرام تعاقدات ومشروعات فعلية لتنمية وجذب الاستثمارات فى هذه المناطق فى 21 قطاعا مستهدفا ما بين صناعى ولوجستي؛ وذلك من أجل توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا كهدف رئيسى بإستراتيجية الهيئة.
قال إن هذه المشروعات، التى تقوم الهيئة بالتعاقد عليها، تعكس نجاح الجهود الترويجية خلال الفترة الماضية؛ حيث إن هناك ما يزيد على 130 مشروعاً تحت الإنشاء حالياً داخل الهيئة، ليس فى السخنة فقط لكن فى باقى المناطق التى تتنوع وتتكامل فيما بينها فى القطاعات الصناعية التى تستهدف توطينها تبعاً للموقع الجغرافى لكل منطقة لتعظيم الاستفادة من الموقع الإستراتيجى للهيئة.
رئيس الوزراء شهد أيضآ، مراسم توقيع أربعة عقود تجارية لتوريد منتجات مصنع «شين شينج» من مواسير الدكتايل لصالح مشروعات قومية داخل مصر، وكذلك مشروعات إقليمية خارج القطر؛ ووصلت التكلفة الإجمالية لتلك التعاقدات الأربعة فتصل إلى ما يعادل 34,5 مليار جنيه، تنقسم إلى 32,5 مليار جنيه للمشروعات القومية داخل مصر، و39 مليون دولار مُخصصة للتصدير، بحجم إنتاج إجمالى من مواسير الدكتايل مختلفة الأقطار والمواصفات يتخطى 77,6 ألف طن، وتعكس هذه التعاقدات مدى جاهزية المشروع للإنتاج الفعلى وتلبية احتياجات السوق المحلية والأسواق العالمية.
وعقب التوقيع، ثمن رئيس الوزراء، الجهود المبذولة من قِبَل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإنجاح هذا المشروع الواعد، لافتاً إلى مساهمة إنتاج هذا المشروع بفاعلية فى خدمة المشروعات القومية؛ حيث كان يتم استيراد هذه المواسير التى تدخل فى مجالات مختلفة من الخارج بالعملة الصعبة، فضلاً عن قيام المشروع بتوطين هذه الصناعة المهمة فى مصر، وأيضاً تعزيز الصادرات المصرية للخارج، مؤكداً أهمية الشراكة مع القطاع الخاص كمُساهم رئيسى فى تحقيق التنمية المنشودة.
ومن جانبه ، أكد وليد جمال الدين، أهمية المشروع للدولة لما له من أثر مباشر فى تحقيق التنمية المستدامة، وكذلك إضافة فصلٍ جديدٍ للمنتجات المُصدرة من المصانع والمشروعات المقامة بالمنطقة الاقتصادية؛ لا سيما فى ظل تنامى الطلب العالمى على المنتجات المختلفة، معرباً عن اعتزازه بما تمثله الهيئة من حلقة وصل تربط مناطق التصنيع بالأسواق المُستهدفة، وتقدم الحل الأمثل أمام الاستثمار العالمى فى ظل التحديات العالمية الراهنة، التى تتطلب المزيد من الانفتاح على الشراكات الاقتصادية العالمية.
كما افتتح رئيس الوزراء توسعات الشركة التركية «هيات إيجيبت» للمنتجات الصحية وهو مصنع لإنتاج المناديل الورقية من مواد غير نسيجية.
وأكد مدبولى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تمثل نواة جذب الاستثمارات العالمية بميزاتها التنافسية؛ سواء من خلال الموقع الجغرافى الاستراتيجى بموانيها على البحرين المتوسط والأحمر، والمناطق الصناعية، التى تتكامل مع الموانئ لخدمة حركة التجارة العالمية ودعم الأنشطة والخدمات اللوجستية، وكذلك توافر العمالة الفنية المدربة، فضلاً عن الشبكة القومية للطرق والأنفاق التى نفذتها الدولة لربط شرق المنطقة بغربها لدعم التنمية فى سيناء ومدن القناة، مشيرا إلى تنوع الاستثمارات من دول مختلفة وقطاعات صناعية ولوجستية متنوعة تستهدف نحو مليارى مستهلك عالمياً بما تتمتع به من اتفاقيات التجارة الحرة والدولية التى تسهم فى نفاذ الصادرات للأسواق المختلفة.