تواصل القاهرة جهودها المكثفة من أجل إيقاف الحرب فى غزة وفى هذا السياق، أعلنت قناة «القاهرة الإخبارية»، أمس الأول أن السيد اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة التقى طاقم التفاوض الإسرائيلى برئاسة وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر.
جاء اللقاء عقب زيارة وفد حماس لمصر منذ عدة أيام لبحث التهدئة وصولا لوقف إطلاق النار واستمرارا للجهود المصرية القطرية المكثفة المبذولة لاستعادة الهدوء بالقطاع.
وفى السياق ذاته أكدت وسائل إعلام عالمية أن المحادثات تشهد تقدما كبيرا لوقف العمليات العسكرية على القطاع وتشير المصادر الى قرب التوصل لاتفاق مبدئى لاطلاق سراح الأسرى الشهر المقبل، بينما يواصل الاحتلال مجازره بحق المدنيين فى مدينة غزة وشمالى القطاع المنكوب وامتدت جنوبا إلى خان يونس فى الوقت الذى تتفاقم أزمة الجوع فى القطاع مع نفاد الغذاء وشح المياه.
ذكرت وكالة «رويترز» بأن المحادثات التى تجرى حاليا تشهد تقدما كبيرا. وأكدت مصادر أمنية أن الأطراف اتفقت على عدد من القضايا منها التوافق على وقف إطلاق نار طويل الأمد فى غزة. وبحسب المصادر لا تزال بعض النقاط الشائكة قائمة، ومنها تسليح حماس.
ونقلت «فرانس برس» عن مسئول فى حماس قوله إن الحركة مستعدة لعقد «صفقة» لإنهاء الحرب فى قطاع غزة تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة وهدنة لخمس سنوات. وفى 17 أبريل، رفضت حماس اقتراحا إسرائيليا يتضمن هدنة لمدة 45 يوما مقابل الإفراج عن عشر رهائن أحياء.
وفى مقابل مطالبة حماس باتفاق شامل، تطالب إسرائيل بإعادة جميع الرهائن ونزع سلاح حماس والفصائل الفلسطينية الأخري، لكن الحركة شددت على أن هذا المطلب يشكل «خطا أحمر».
فى الوقت نفسه، ذكرت مصادر بأن هناك اتفاقا مبدئيا على الإفراج عن رهائن من غزة خلال مايو بينهم الرهينة الأمريكي. كما أوضحت المصادر، أنه تم الاتفاق على إنشاء 3 ممرات آمنة لعبور المساعدات لغزة برقابة الوسطاء.
يأتى هذا بينما أوضح عضو من الوفد الإسرائيلى فى مفاوضات الصفقة مع حماس، أن الأمور تسير بإيجابية. وأفادت مصادر إسرائيلية بوجود تبادل للرسائل الإيجابية، لافتاً إلى أنها جميعها ما زالت بانتظار قرار من المستوى السياسى فى إسرائيل. كما تابعت أن الصفقة المقترحة ستكون شاملة وليست بعيدة.وأضافت أن هذه الرسائل تتم بينما يبذل الجانب الأمريكى جهوداً كبيرة بالضغط على حماس مباشرة.
فى السياق حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن وعد حل الدولتين للصراع الفلسطينى الإسرائيلى يواجه «خطر التلاشي»، مشيراً إلى أن الالتزام السياسى تجاه هذا الهدف طويل الأمد بات «أبعد من أى وقت مضي».
وجاء ذلك فى كلمة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولى حول الأوضاع فى الشرق الأوسط بما فى ذلك القضية الفلسطينية، برئاسة وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس خلال الشهر الحالي.
وقال جوتيريش إن حل الدولتين يقترب من «نقطة اللاعودة»، مشدداً على أن المجتمع الدولى يتحمل مسؤولية منع إطالة أمد الاحتلال والعنف.
ودعا الأمين العام الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى «اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتحقيق حل الدولتين، وعدم السماح للمتطرفين على أى جانب بتقويض ما تبقى من عملية السلام».
وأشار جوتيريش أيضاً إلى أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات جوهرية، تتسم بالعنف والاضطراب ولكن أيضاً بالفرص والإمكانات، وقال إن الناس فى أنحاء المنطقة ينشدون مستقبلاً أفضل بدلاً من الصراعات والمعاناة اللانهائية.
من جانبه، اتهم رياض منصور مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة إسرائيل باستخدام «التجويع» كسلاح حرب ضد المدنيين الذين يتعرضون للقصف بلا هوادة فى قطاع غزة.
وأضاف فى كلمته: «وقف إطلاق النار الفورى يجب أن يستأنف وأن تتحقق كل أهدافه»، مشيراً إلى أن هناك حلولاً لن تحكم بموجبها حركة «حماس» قطاع غزة، وهو مطلب إسرائيلى رئيسي.
وعبر منصور عن أمله فى أن تتمكن مصر والولايات المتحدة وقطر، وبدعم من المجتمع الدولي، من ضمان العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
على صعيد الأوضاع الميدانية، واصلت طائرات الاحتلال قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 43 لعودة الحرب مخلفة اعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي. وقالت مصادر طبية إن 48 فلسطينيا استشهدوا فى غارات إسرائيلية على القطاع معظمهم فى مدينة غزة والشمال.وقد استهدفت أعنف الغارات أحياء فى مدينة غزة مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
من جانبها، قالت وزارة الصحة إنه وصل مشافى القطاع 71 شهيداً و153 إصابة خلال 24 ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة العدوان الى أكثر من 25 ألف شهيداً و118 ألف اصابة منذ السابع من اكتوبر للعام 2023 م، بينما وبلغت حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت «2222 شهيداً، 5751 اصابة».
فى غضون ذلك، أفاد الإعلام الإسرائيلى أن رئيس الأركان إيال زأمرى أقر توسيع العمليات العسكرية فى القطاع.
ذكر موقع «والا» الاخبارى الإسرائيلى أمس أن ألوية احتياط عدة فى الجيش الإسرائيلى تلقت إخطارات للتعبئة للقتال فى قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة.وأضاف الموقع أن ألوية الاحتياط الإضافية فى الجيش الإسرائيلي، ستتولى الحفاظ على المناطق العازلة فى غزة، وتأمين الحدود والطرق.
وأوضح الموقع أن الجيش الإسرائيلى يشير إلى أن هذه مجرد خطوة من بين خطوات عملياتية كثيرة للقيام بمهمة عسكرية ضخمة مخطط لها فى قطاع غزة.
من ناحية أخري، أعلن الجيش الإسرائيلى أمس، أنه قتل 3 عناصر بارزين فى حماس خلال عمليات فى غزة.وأضاف المتحدث باسمه أفيخاى أدرعي، أن القوات الإسرائيلية تواصل العمليات فى القطاع المحاصر.
كما تابع عبرإكس، أنها تلاحق من خطط من قيادات حماس لهجوم السابع من أكتوبر، وعليه فإنها قتلت 3 منهم، وفق زعمه.
يأتى هذا، فى حين تتفاقم أزمة الجوع فى قطاع غزة مع نفاد الغذاء وشح المياه. إذ قال المدير العام للمكتب الإعلامى الحكومى فى القطاع الدكتور إسماعيل الثوابتة إن الوضع الإنسانى والغذائى وصل إلى مرحلة كارثية غير مسبوقة، وجميع المؤشرات الميدانية تؤكد أن مخزون الغذاء الأساسى قد نفد تقريبا من الأسواق والمخازن، خاصة فى محافظات الجنوب التى كانت ملاذا للنازحين.
من جانبه، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن إسرائيل اعتقلت أكثر من 50 موظفا من الوكالة منذ بداية الحرب بغزة بينهم معلمون وأطباء. أضاف المفوض الأممى أن المعتقلين عوملوا بطريقة صادمة وغير إنسانية منها الضرب والاستخدام دروعا بشرية. كما كشف المسئول أن الكثيرين منهم أجبروا على الإدلاء باعترافات قسرية وما حدث أمر مروع وصادم، مطالبا بضرورة أن تكون هناك محاسبة عن الجرائم وانتهاكات القانون الدولى التى ارتكبت فى غزة.