الإعلام المصرى استرد ريادته إقليميًا وعربيًا.. و«المتحدة» أعادت الروح للدراما المصرية
تنسيق تام بين المجلس الأعلى للإعلام ونقابة الصحفيين والهيئتين الوطنيتين للخروج برسالة وطنية موحدة
نبذ التعصب والحفاظ على الروح الرياضية من أهم القضايا التى تعامل معها المجلس
مصر دولة قوية ورسائلها بشأن غزة تلقى صدًا واسعاً دوليًا.. وموقفها أنصف فلسطين
الممارسات السلبية وإساءة استخدام التكنولوجيا والمنصات أكبر خطر يهدد المجتمع
نطبق القانون ونحترم الدستور فى الفصل بين الهيئات الصحفية والإعلامية.. ولا يوجد خلط فى الاختصاصات
القوة الناعمة ذراع طويلة من الأذرع المصرية .. ولا تقل أهميتها عن القوة الخشنة
المرأة المصرية والعربية تجاوزت كل الانتقادات وحققت الكثير من الإنجازات فى شتى المجالات
أكد الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، تجاه القضية الفلسطينية تتسم دائماً بالقوة والشجاعة، مشددًا على أن مصر منذ عام 1948 وهى تحمل القضية الفلسطينية على عاتقها، وكانت وما زالت جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومى المصري.
وأشار «جبر» إلى أن موقف الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى كان ولا يزال حاسما فى رفض مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مع استمرار الضغط وتكثيف الجهود من أجل دفع المفاوضات للتوصل إلى الهدنة والتوافق حول حل الدولتين، بهدف تضيق نطاق الصراع والتصعيد العسكرى فى المنطقة.
وشدد رئيس الأعلى للإعلام، على أن الإعلام لعب دوراً عظيمًا تجاه القضية الفلسطينية، وكان داعمًا للموقف المصرى المشرف والقوى فى أحداث غزة، ونجح فى ربط المواطنين بالقضية وكان شريكًا أساسيًا فى بناء الوعي، وحائط الصد فى الدفاع عن الدولة الوطنية وهويتها وثوابتها، مؤكدًا نجاح الإعلام المصرى فى استرداد مكانته ودوره وريادته إقليميًا وعربيًا وقد التقته الجمهورية وأجرت معه الحوار التالى:
>> كيف تقيم تعامل الإعلام المصرى مع أحداث غزة وفقًا للموقف الرسمى للدولة؟
> الإعلام المصرى منذ إندلاع أحداث غزة فى 7 أكتوبر الماضى على «قدر المسئولية»، وكان موقفه قوياً وعظيماً لأنه جاء انعكاسًا لموقف الدولة المصرية الثابت والواضح منذ بداية الأحداث، فمنذ عام 1948 ومصر تحمل القضية الفلسطينية على عاتقها، التى كانت ولا زالت جزءً لا يتجزأ من الأمن القومى المصري. وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى وضع القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات السياسة المصرية، فمواقف الرئيس السيسى تجاه فلسطين تتسم دائماً بالقوة والشجاعة، وموقف مصر الأخير بقيادة الرئيس، خير دليل على ذلك، حينما رفضت مصر سياسة إسرائيل ومخططها لتهجير الفلسطينيين سواء قسرًا أو طوعًا من أراضيهم باعتباره تصفية القضية الفلسطينية، فضلًا عن ذلك وضعت الدولة المصرية أولوية قصوى للدفع بكل الاحتياجات الإنسانية الماسة إلى قطاع غزة، كما كثفت المفاوضات لإنعاش القضية واللجوء إلى التسوية بإيمان مطلق بضرورة إحلال السلام وتطبيق مفهوم حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وعبر الإعلام المصرى عن ذلك بقوة ومصداقية ودقة وجاء انعكاسا للموقف القوى للدولة المصرية فكان هناك توافق بين الموقفين الإعلامى والرسمى للدولة تجاه الأزمة.
>> فى رأيك هل ساهمت رسائل الدولة المصرية تجاه غزة فى إحداث الأثر المرجو منه سواء فى دعم الشعب الفلسطينى أو الحفاظ على ثوابت الأمن القومى فى حدود ملتهبة تدور فيها معارك كثيفة النيران؟
> مصر دولة قوية وصلبة ورسائلها بشأن الأحداث فى غزة منذ اندلاعها وإلى الآن تلقى قبولًا وتأثيرًا وصدًا واسعاً، كما أنها أسهمت فى تغيير مجريات الأحداث، حتى داخل إسرائيل؛ لشعور الرأى العام الإسرائيلى بأن نتنياهو دخل بهم إلى مستنقع غزة ولا يعرفون كيف يخرجون منه.. ومنذ بداية الأحداث مصر أبرقت رسائل قوية ومهمة قلبت الأمور رأسًا على عقب وأحبطت المخططات التى كانت معدة لالتهام غزة والإجهاز على فلسطين، الرسالة الأولى كانت فى 5 أكتوبر 2023 بعد استعراض القوات المسلحة المصرية بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عامًا على انتصارات أكتوبر المجيدة وجاءت فحواها أن مصر مستعدة وقادرة على حماية سيادتها وأمنها القومى وتدرس كل الاحتمالات والسيناريوهات ومستعدة لاتخاذ القرارات المناسبة وفقا لتطورات الأحداث كما جاءت كلمة الرئيس أن الجيش المصرى جيش رشيد ولا يبدأ بالعدوان لكنه جاهز لأى ظرف. والرسالة الثانية كانت يوم 18 أكتوبر 2023 فى اللقاء الذى جمع الرئيس السيسى والمستشار الألمانى أولاف شولتز بقصر الاتحادية حيث كانت الرسائل المصرية شديدة القوة والوضوح فحواها نرفض تصفية القضية ونرفض توسيع دائرة الصراع فى المنطقة، وإلتزام مصر بإستقبال وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة واستقبال الجرحى الفلسطينيين عن طريق معبر رفح البرى الذى لم يغلق ولو لحظة واحدة منذ إندلاع الأزمة. والآن فى هذه الأوقات العصيبة من الحرب الرسالة المصرية القاطعة هى التحذير من عملية اقتحام رفح الفلسطينية لأن تطورات الأحداث لا يمكن لأحد التحكم فى مسارها وعواقبها.
>> فى قلب الحرب على غزة، والنيران المستعرة، وقفنا جميعًا أمام حرب أخرى من الشائعات والأكاذيب التى أطلقها كيان الاحتلال الإسرائيلي.. هل نجح الإعلام المصرى فى تفنيد الأكاذيب ومواجهة الشائعات فى هذه الحرب القذرة؟!
> فى الوقت الراهن نجد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، يناور وينشر أكاذيب وإدعاءات باطلة.. الأكذوبة الأولى يقول فيها: «إنه يجب على مصر أن تغلق الحدود أمام تهريب الأسلحة لحماس»، فى حين أن مصر تسيطر على الحدود مع قطاع غزة بشكل كامل ليس من الآن بل منذ سنوات طويلة لا من أجل أى شيء سوى الحفاظ على أمنها واستقرارها، فضلاً عن وجود أسوار ضخمة ومنطقة عازلة على طول الحدود المشتركة. والحدود المصرية جميعها فى حالة انضباط كامل.الأكذوبة الثانية تتعلق بشأن التشكيك فى تقديم المعونات الغذائية والطبية للقطاع، فمصر تقدم جميع التسهيلات لدخول المساعدات الغذائية والاغاثية منذ اندلاع العدوان الاسرائيلى الغاشم على غزة فى 7 أكتوبر الماضى وحتى الآن، وقدمت مصر ثلاثة أرباع ما قدمه العالم من معونات سواء من خلال تدفق المساعدات عبر معبر رفح ومطار العريش حيث استقبال المساعدات من الدول الخارجية وتوصيلها لغزة ليلا ونهاراً، أو من خلال تكثيف عمليات إسقاط المساعدات عبر الجسر الجوى يومياً لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى الشقيق. كل هذا فى الوقت الذى تواصل فيه إسرائيل عرقلة دخول المساعدات والاحتلال يستهدف القوافل وجنودهم يقومون بنهب وسرقة هذه المساعدات. وهنا الموقف المصرى كان واضحًا والإعلام عكس هذا الموقف بجرأة وبشجاعة وهذه شهادة للإعلام المصرى سواء الفضائيات أو الصحف التى كان لها دورا مهما جدا فضلا عن مواقع التواصل الإجتماعى والمواطنين أنفسهم الذين كان لديهم حماس كبير جدًا لفضح هذه الشائعات والأكاذيب.
وهنا لابد أن نؤكد أن أحداث غزة انعكست على الانتخابات الرئاسية المصرية، فقد استشعر المواطنون بالخطر على أمننا القومى فخرج الشعب فى مشهد عظيم غلب عليه المشاعر الوطنية المتدفقة مما جعل الجميع يصطف خلف الدولة من أجل القضية الفلسطينية.
>> ما مردود فكرة المؤسسة الإعلامية الوطنية حيث يعمل الجميع فى إطار واحد، سواء الإعلام القومى أوالخاص أوالحزبي؟
> دائما تأتى التوجيهات الرئاسية للإعلام بأن يكون إعلاما شريفا ونزيها ويتسم بالكلمة الطيبة ويهتم بقضايا الأمن القومى المصري. والإعلام المصرى استطاع خلال الفترة الأخيرة أن يعبر عما يريده الشعب المصري، فلدينا منظومة إعلامية كبيرة، وإعلامنا لم يعد قاصرًا على الجرائد وقناتين تليفزيونيتين فقط بل أصبحت لدينا منظومة ضخمة جدًا متمثلة فى الشركة المتحدة وفى القنوات الخاصة وفى الجهات الرسمية التى لديها مراكز إعلامية تعمل ليلًا ونهاراً.
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لا يمتلك جرائد أو مجلات أو مواقع ولا قنوات تليفزيونية حتى لا يكون خصمًا وحكماً فى نفس الوقت، لكن دوره قائم على وضع القواعد المنظمة للإعلام ككل والتنظيم هنا يأتى من ترخيص جميع إصدارات الصحف والبوابات الإلكترونية والقنوات التليفزيونية وذلك وفقاً لضوابط قانونية محددة، بما فيها التوجهات السياسية وذلك لأننا نتعامل مع جهات كثيرة فى الدولة لرصد هذه التوجهات من أجل ضبط المشهد الإعلامى والتعامل مع أى أخطاء أو تجاوزات بهدوء ودون الإعلان عنها فى كثير من الأحيان.
> كيف ترى دور قناة القاهرة الإخبارية ومجموعة القنوات التابعة للشركة المتحدة على الساحة الإعلامية الآن؟
> كنا بالفعل فى حاجة لوجود قناة بحجم القاهرة الأخبارية، فهى قناة مصرية دولية تخاطب الرأى العام العربى والدولي..وقد نجحت فى أداء مهمتها على خير وجه، لأنها تبث أخبارًا لها السبق فيها، وتنقلها عنها القنوات العربية والعالمية الكبري. والميزة الحقيقية فى قناة القاهرة الإخبارية ومجموعة القنوات الإخبارية التابعة للشركة المتحدة أنها اتاحت فرص لمئات الشباب فضلًا عن أنها تضم أجيالا جديدة من الإعلاميين أعادت ضخ الدماء الجديد فى شرايين الإعلام المصرى وأعادوا لها الحيوية والنشاط ونجحوا فى استرداد المكانة الطيبة واعادوا التأثير للإعلام المصرى مرة أخري، وأتوقع أن يحقق هؤلاء الشباب مستقبلًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة لما يمتلكونه من تعليم وتدريب أكسبهم كفاءة كبيرة أنعكس ذلك على عملهم، فنجدهم متميزين فى إدارة الحوار ويتعاملون مع الأحداث برؤية ومنظور مختلف، وكثيرًا ما يتم استضافتهم فى بعض اللقاءات التى يعقدها المجلس الأعلى بحضور مسئولين مصريين وعرب فهم نماذج مشرفة لديهم الجرأة والشجاعة والوعى والفهم، الأمر الذى سوف يغير المشهد الإعلامى الفترة القادمة، وهذه هى المكانة التى نستحقها فى الإعلام.
>> لو تحدثنا عن رؤيتكم لتطوير المشهد الإعلامى المصري، فما هى أبرز ملامحها؟
> تطوير المشهد الإعلامى يأتى بضخ دماء جديدة من الشباب فى شرايين الإعلام المصرى بحيث يصبح مستعدًا للمهام الكبيرة القادمة. وكنت فى إحدى الجامعات وسألنى الشباب عن مستقبل كلية الإعلام، فقلت لهم إن وظيفة الإعلامى هى الوظيفة رقم واحد والتى ستصبح مطلوبة فى سوق العمل فى السنوات القادمة لأن الإعلامى هو الجسر الذى يمرر الأفكار والسياسات للرأى العام، فعلى سبيل المثال رجال الأعمال فى حاجة للإعلاميين حتى ينشروا أفكارهم ويروجوا لصناعاتهم، وكذلك أعضاء البرلمان فى حاجة للإعلاميين ليجهزوا لهم موضوعاتهم الإعلامية التى يتناولوها أو يتحدثون عنها، والدولة المصرية «محتاجة» إعلام قوى يقف فى ظهرها ويدافع عن قضاياها، فمستقبل الإعلام فى الفترة القادمة مهم جدًا ومطلوب وسوق الإعلام ستزدهر. ويجب من الآن تأهيل الإعلاميين وفقا للتكنولوجيا الجديدة لأننا نعيش عصر المعلومات والتكنولوجيا والأدوات تتغير وكل مؤسسة إعلامية لها أدواتها والرسالة الاعلامية. والوسائط الإعلامية يجب أن تكون متكاملة، فكل مؤسسة إعلامية عليها أن تعرف أن الورقى له دور وصحافة الفيديو لها دور والسوشيال ميديا لها دور، ويجب أن يكون هناك تناغم بين هذه المنظومة لتصبح متكاملة فى أى مؤسسة صحفية، والتناغم هذا يضمن التنافس فى سوق الاعلام بقوة.
ونلاحظ أن الثورة الصناعية طرقت الأبواب وتحمل شقين، الشق الأول الصناعة والتى هى تقريبا من الخارج فالأجهزة والأدوات والمعدات تصنعها الشركات الكبرى فى الخارج، لكن نحن من يتحكم فى المحتوي، فالإنسان هو سيد الآلة وليس العكس، ودورنا كإعلام فى الفترة القادمة هو تقديم محتوى آمن للمجتمع.. محتوى يتفق مع المبادئ والضوابط الاخلاقية وسلوكيات مجتمعاتنا. واستطاع المجلس الأعلى للإعلام فى وضع ضوابط للتشغيل، منذ فترة، وتم إصدار أمر بها من رئيس الوزراء وتوزيعه على كل جهات الدولة، بحيث يكون التعامل مع المنصات ومواقع التواصل الإجتماعى وفقا لضوابط تشغيل معينة.
>> وهل نجح الإعلام المصرى فى مواجهة التشويه الغربى للموقف المصري؟
> الإعلام الغربى «واقع» تحت سيطرة المنظمات الصهيونية والإسرائيلية الكبري، حتى فى الولايات المتحدة نجد هناك سيطرة على كافة القضايا، وبالتالى تناولهم للقضايا المتعلقة بمصر أو بالشرق الأوسط يأتى بنظرة منحازة لإسرائيل ومصالحها، وخلال أحداث غزة لاحظنا أن هناك تعاطفًا غربيًا شديدًا مع اسرائيل، وهذا التعاطف بدا واضحًا من خلال الرسائل الصادرة عن الزعماء الغربين، ورغم ذلك نجحنا فى تعديل المسار فكل دول العالم مقتنعة الآن بضرورة حل الدولتين وضرورة عدم توسيع نطاق الصراع فى المنطقة الأمر الذى سيلحق إضرارا كبيرة جدًا بكل دول المنطقة.. وهناك اهتمام كبير جدًا بإحياء مسار التسوية السياسية، وهناك إجماع دولى على عدم إقتحام رفح الفلسطينية والعالم كله يحذر من هذا الأمر، وهناك إجماع دولى أيضاً بضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بالقدر المناسب وفى أسرع وقت لإنقاذ الشعب الفلسطيني، وهناك أيضا إجماع دولى لإدانة اسرائيل لما تقوم به من جرائم حرب وعمليات إبادة جماعية وقتل النساء والأطفال والجرحى فى المستشفيات، فلم تكن الصورة فور إندلاع أحداث الأقصى بهذا الشكل بل كانت صورة سوداوية منحازة لإسرائيل، لكن الجهود التى بذلتها الدبلوماسية المصرية والجهد المضنى الذى يقوم به الرئيس السيسى فى الاتصال بزعماء العالم نجحت فى انصاف الفلسطينيين ودعم قضية كل العرب، فلم تمر ساعة أو يوم إلا ويجرى اتصالات تؤكد الثوابت المصرية التى لم تتغير منذ إندلاع الأزمة وحتى الآن وكلها تدور فى فلك عدم تصفية القضية الفلسطينية.
>> لماذا أهتم المجلس بتأهيل وتدريب شباب الصحفيين والإعلاميين الأفارقة؟
> أولى المجلس اهتماماً خاصاً بتدريب الصحفيين والإعلاميين الأفارقة إيماناً منا بأهمية العلاقات المصرية مع الدول الإفريقية، فضلا عن حرص مصر على التعاون والتكامل مع جميع دول القارة السمراء هذا إلى جانب الدور الكبير الذى تلعبه وسائل الإعلام فى تقوية تلك العلاقات خاصة بعد انتقال تبعية مركز تدريب الإعلاميين الأفارقة من وزارة الدولة للإعلام إلى المجلس الأعلى للإعلام. وفى هذا الإطار نظم المجلس بالشراكة مع وزارة الخارجية واتحاد الصحفيين الأفارقة عددًا ضخمًا من الدورات التدريبية فضلًا عن أن المجلس يعقد ما يقرب من 30 دورة تدريبية فى السنة لتدريب الإعلاميين والصحفيين الأفارقة الناطقين بالإنجليزية والفرنسية وهذا أمر شديد الأهمية لأن هؤلاء المتدربين سوف يتحولون فيما بعد لسفراء لبلادهم خاصة أن الصحفى أكثر اهتماما بالدفاع عن ثقافة وهوية وحضارة بلده وعلى الجانب الآخر سينقلون تجربتهم فى مصر لبلادهم حيث ساهمت هذه الدورات فى التعرف على الحضارة المصرية عن قرب من خلال الزيارات السياحية التى يقوم بها المتدربون.. وعلى الجانب الآخر وخلال الأيام القليلة القادمة سوف ينظم المجلس الأعلى للإعلام دورة تدريبية كبيرة لشباب الإعلاميين فى الأكاديمية الوطنية للتدريب وتم اتخاذ كافة الإجراءات التنفيذية والموازنة المالية وسوف يتضمن البرنامج تدريب بعض القيادات الإعلامية العربية، و بالتعاون مع جامعة الدول العربية طلبنا من بعض الدول ترشيح إعلاميين لكى ينضموا لهذه الدورة.
>> كيف يتم التنسيق بين المجلس الأعلى للإعلام والنقابات والهيئتين الوطنيتين للصحافة والإعلام للخروج برسالة موحدة؟
> نحن هنا نطبق أحكام الدستور والقانون، والدستور ينص على «أن الهيئات الصحفية والإعلامية مستقلة ولا يجوز التدخل فى اختصاصتها»، لكن يتم تنسيق المواقف فى القضايا الوطنية الكبرى بحيث يصبح لنا خط إعلامى موحد دون التدخل فى العمل التنفيذى أو فى إدارة العمل أو أحد الهيئات «يدس أنفه» فى اختصاص هيئة أخري. لا يوجد هذا على الإطلاق،نحن نحافظ على الاستقلال وهذا احترامًا للدستور فهو واضح وصريح، وبالتالى لا يصبح هناك خلط بين الهيئات، ويوجد فصل تام فى الصلاحيات، وهناك تعاون فى الاختصاصات فقط فى القضايا الوطنية المهمة.
عقدنا فى الفترة الأخيرة اجتماعين مع مجلس نقابة الصحفيين وهناك درجة عالية جدًا من التفاهم والحوار فى القضايا المشتركة بينا ونسعى لتذليل كافة العقبات لحل مشكلات الزملاء، وسعينا خلال الإجتماع المشترك الذى عقد بمقر المجلس الأعلى قبل عدة أيام للاستجابة لمطالب النقابة بشأن القواعد الجديدة لصرف بدل التدريب والتكنولوجيا للأعضاء من الصحف الحزبية والخاصة الذين لا يشملهم الصرف، وذلك لتحقيق العدالة بين كافة الصحفيين وفق قواعد قانونية منضبطة، وأرى ضرورة التعاون مع نقابة الصحفيين، وضرورة أن نضم جهدنا لجهد نقابة الصحفيين ونتعاون فى الفترة المقبلة فى مجال التدريب وخاصة فيما يتعلق بالسوشيال ميديا والذكاء الاصطناعى لأن هذا هو المستقبل ولدينا فى هذا الأمر خطط مستقبلية وآليات للتنفيذ.
>> ما إجراءات المجلس الإعلى للإعلام فى مواجهة الشائعات والإعلام المعادى؟
> لدينا وحدة للتنبؤ بالشائعات، خاصة أن الشائعات لها مواسم معينة مرتبطة بأحداث معينة لاسيما عند قدوم موسم المدارس فتكثر الشائعات التى تتعلق بالأمراض والفيروسات. وفى أوقات أخرى يرتبط الأمر بزيادة الأسعار، وهنا تتنوع التحديات التى تواجه الدولة فى مجال الإعلام ما بين نشر الأكاذيب والتشكيك فى الدولة ومحاولات تزييف وعى المواطنين من خلال إطلاق الشائعات. وهنا أؤكد أن مصر تواجه حرب شائعات لا مثيل لها تبدأ من تشويه الصورة الذهنية إلى بث روح الفرقة وإضعاف الروح المعنوية لدى الشباب بهدف تعميم مشاعر الإحباط بين المصريين وهى إحدى أدوات حروب الجيل الرابع التى يستخدمها أهل الشر لإحداث الفتنة وبث روح اليأس بين المواطنين وإفقادهم الثقة فى مؤسسات الدولة خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والتى أصبحت بيئة خصبة لماكينة الشائعات لما تحققه من انتشار هائل فى مدة زمنية قصيرة.
>> من وجه نظركم ما هى تداعيات مخاطر السوشيال ميديا؟
>أدت تكنولوجيا الاتصال الحديثة لظهور مخاطر السوشيال ميديا وما يسمى بإعلام المواطن ومن خلاله تحول المواطن العادى إلى صحفى وإعلامى مما يشكل خطرا حقيقيا على الأمن القومى للبلاد بسبب عدم توثيق الأخبار والاعتماد على الأكاذيب فى كثير من الأحيان، وإحداث حالة من «البلبلة» خاصة فى أوقات الأزمات، ولضرب الثقة فى الإنجازات التى يتم تحقيقها، حيث يحاول الإعلام المعادى تشكيك المواطن فى إنجازات الدولة والمشروعات القومية وضرب النماذج الإيجابية القدوة فى المجتمع، والمساس بأجهزة الدولة الراسخة. كما لجأ الإعلام الغربى إلى استخدام موضوعات للضغط السياسى بالاستعانة بالمعارضين أو أعضاء فى جماعة الإخوان الإرهابية خاصة فيما يتعلق بالقضايا الجماهيرية التى تحظى باهتمام عريض فى الشارع المصرى مثل ارتفاع سعر الدولار وارتفاع أسعار السلع الغذائية فى الوقت الذى تبذل فيه الحكومة المصرية جهودا كبيرة لتوفير حياة كريمة للمواطنين من سلع استراتيجية ومواد غذائية وسكن كريم.
>> وكيف يتم مواجهة مخاطرها؟
> بالفعل بدأت مقاومة الشائعات ومواجهة التحديات الإعلامية بنشر الحقائق والمعلومات الصحيحة الدقيقة، وبالوعى والاحترافية اللازمين، مما ساعد فى إجهاض الشائعات والتعامل معها قبل ظهورها، فالإعلام شريك أساسى فى بناء الوعي، والدفاع عن الدولة الوطنية وهويتها وثوابتها، وبعد رصد ومواجهة هذه الشائعات تبين أنه فى الفترة الأخيرة هناك تراجع فى حجم الشائعات نتيجة الرد بالحقائق والتصدى للشائعات والاكاذيب المضللة والرد على الفكر بالفكر.
وفى إطار الجهود التى يقوم بها المجلس الأعلى قام بإطلاق استراتيجية «بناء الوعي»بهدف بناء الشخصية الوطنية ونشر الفكر الوسطى المستنير، ودشنا العديد من المبادرات لنبذ التعصب والكراهية بالتسيق مع وزارتى الشباب والرياضة والأوقاف واستكمال مبادرة «مصر أولاً.. لا للتعصب «، فضلا عن قيام المجلس الأعلى بعقد جلسات حوارية مع كبار الكتاب والإعلاميين لمحاربة الشائعات وتفنيد المزاعم والأخبار عن الدولة المصرية وأيضا التأكيد على وسائل الإعلام بالرد على الأكاذيب التى تستهدف مصر، كما قمنا بإعداد خطة لمواجهة الأخبار المغلوطة على السوشيال ميديا وموسوعة ويكيبيديا بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، رداً على الخطابات الواردة من مجلس الوزراء بشأن متابعة المنصات، فضلا عن إعداد الخطة الإعلامية للإستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية والتنسيق مع الهيئتين الوطنيتين للصحافة والإعلام بشأن استمرار الترويج الإعلامى لجهود القيادة السياسية والحكومة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية خاصة الانحياز للطبقات الفقيرة إلى جانب تنظيم الجلسات الحوارية واللقاءات المتعددة مع وزراء الخارجية والرى والتعاون الدولى والتموين والتخطيط والصحة والأوقاف حول الجهود التى تبذلها الدولة وللرد على الشائعات التى تستهدف مايتم إنجازه على أرض الواقع.
>> نرى جهود الدولة المصرية فيما يتعلق بقضايا المرأة ودعمها فى كل المجالات.. وكان هناك مؤخرا للمجلس الأعلى للإعلام تصور وقرارات لتحسين صورة المرأة إعلاميًا.. فإلى أى مدى وصل هذا التصور على أرض الواقع؟
> بالفعل اجتمعنا مع نائب رئيس المكتب التنفيذى لوزراء الإعلام العرب بالمغرب وقدمنا رؤية كاملة لتصحيح صورة المرأة العربية فى وسائل الاعلام ومجلس وزراء الإعلام العرب أقر هذه الخطة وقدمنا خطة تعتمد على عرض النماذج الناجحة للنساء العربيات فى كافة المجالات، فالمرأة المصرية والمرأة العربية حققت نجاحات ضخمة فى السنوات الاخيرة وما زالت بعض وسائل الإعلام التى تتعمد نشر فكر متطرف يهين المرأة ويحط من قدرها، لكن نحن لدينا نماذج عظيمة وأرى أن المرأة المصرية والعربية تجاوزت كل الانتقادات التى كانت توجه إليها. وفى مصر حرص الرئيس السيسى على تقدير المرأة المصرية التى طالما أثبتت فى جميع المواقف التى مرت بها أنها جديرة بتحمل المسئولية وأنها شريك أساسى فى معادلة الوطن وفى عهده حظيت المرأة باهتمام كبير وشغلت أعلى المناصب الوزارية والقيادية غير المسبوقة.
والحقيقة الخطة التى قدمها المجلس تم اعتمادها وسيتم مناقشة تفاصيلها فى البحرين فى اجتماع وزراء الإعلام العرب فى 25 مايو الجارى والحمد لله تم اعتماد الرؤية المصرية لتصحيح صورة المرأة العربية فى وسائل الإعلام وإبراز النماذج الناجحة وعدم إهانة المرأة وعدم الحط من قدرها وعدم إظهار النماذج السيئة وتحديدًا فى الأعمال الدرامية فمن الظلم حصر المرأة فى بعض النماذج القديمة المتوارثة منذ سنوات سابقة لأن المرأة تجاوزت كل هذه السلبيات.
>> طالما تطرقنا لموضوع الدراما.. فما دورها فى تأكيد الرسالة المصرية والحفاظ على الهوية؟
> الدراما المصرية استردت المكانة التى افتقدتها، فمنذ سنوات كان أولادنا فى البيوت يتكلمون بلهجة غير اللهجة المصرية لاقبالهم على أعمال مدبلجة وأعمال أخرى غير مصرية، وكادت تختفى من الدراما اللهجة المصرية المحببة للشعوب العربية، وبدأت تظهر لهجات أخري، لكن فى السنوات الأخيرة وبعد ميلاد وظهور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أصبح هناك كيان كبير محترف نجح بقوة فى استرداد الدراما المصرية لمكانتها على الشاشات المصرية والشاشات العربية، فمثلا على سبيل المثال فى رمضان الماضى كانت معظم الشاشات العربية تعرض الأعمال الدرامية المصرية. وهذا حجمنا وحجم قوتنا الناعمة، فمثلا عندما كان يذاع فى فترة من الفترات مسلسل « رأفت الهجان» قديما كانت الشوارع العربية تخلو تماما من المارة لأن الناس كلها تشاهد «رأفت الهجان «وعاد ذلك بقوه مع وجود كيان كبير مثل الشركة المتحدة فالمسلسلات الوطنية فى السنوات الأخيرة مثل « الاختيار» بأجزائه المختلفة و»الكتيبة 101» و»الحشاشين» وغيرها من الأعمال الوطنية نجحت فى إعادة الروح وأحيت الدراما المصرية من جديد وهذا حجم مصر بقوتها الناعمة والذى لا يستطيع أحد أن يقترب منها أو ينال منها، فالقوة الناعمة ذراع طويلة من الاذرع المصرية لها تأثير لا يقل عن القوة الخشنة.
>> ما أهم المخاطر الإعلامية تعامل معها المجلس خلال الفترة الماضية باعتبارها تهديدات للدولة المصرية؟
> من أهم القضايا التى تعامل معها المجلس خلال الفترة الماضية كان نبذ التعصب والحفاظ على الروح الرياضية بين الجمهور خاصة جمهور أهم وأكبر ناديين الأهلى والزمالك وعقدنا مؤتمرا حضره نقاد الرياضة فى مصر والمختصون واتفقنا على ميثاق شرف يتبعه الجميع لتنقية الأجواء لان الشد والجذب يؤثر بشكل سلبى على قطاعات كبيرة من الشباب.
ومن الأخطار التى يجب أن ننتبه إليها هو خطر دس الفتن بين المصريين بكل أنواعها سواء فتنة طائفة ضد طائفة أو فئة ضد فئة أو جماعة ضد جماعة.. فتن فى مجال الرياضة، وفتن فى مجال الفن والتنابز بالألقاب، وفتن فى مجال السياسة، الأمر يحتاج أن تصبح الناس أكثر وعياً ويقظة، فهذا البلد مستهدف وهناك فتن اقتصادية ورأينا كيف تمت إدارة أزمة الاسعار والتأثير على الناس، رغم اننا نعترف أن هناك أزمة اسعار، لكن للأسف الآراء كانت بقصد تأجيج الناس واثارتها واثارة البلبلة وليس بقصد التعامل مع الأسعار والفترة القادمة يجب أن نلتفت للفتن فى هذا الوطن فهو مستهدف.
>> وما أكبر فتنة كانت تواجه مصر فى الفترة الماضية؟
> كانت أكبر فتنة تواجه مصر فى الفترة الاخيرة هى العلاقات بين المسلمين والأقباط، والحمد لله انتهت، وأصبحنا نعيش العصر الذهبى للوحدة الوطنية ونرى ذلك خلال الأعياد والاحتفالات من تلاحم نسيج الوطن الواحد ويجب ان نحافظ على العلاقات الطيبة بين عنصرى الأمة. ومن الأشياء المهمة جدًا نبذ أفكار التطرف ويجب أن نحافظ على فكرة وحدة الدولة الوطنية مسلمين ومسيحيين والأرض المصرية والحفاظ على سلطة الدولة المصرية وهيبتها وأولها جيشها الذى استطاع الحفاظ عليها فى فترات عصيبة فيجب أن ننتبه للفتن فى الفترة القادمة لأنها هى الخطر القادم.
>> وماذا عن الطفل وتوفير الإعلام الآمن له؟
> قمنا بوضع ضوابط للإعلام الآمن للطفل بعد دراسات مستفيضة وندوات ومؤتمرات عقدها المجلس تباعًا، وسيعاد تشكيل المجلس القومى للطفولة خلال أيام، وخصصنا أكوادًا تحمى الطفل، فمثلا بالنسبة للإعلان فممنوع عمل اعلان للطفل فيه مواد سكرية أو مواد نشوية للمحافظة على صحته وممنوع مثلا ان تقدم الدراما أو تصور مشاهد درامية تظهر الطفل أمام النيابات ليلًا وممنوع نشر صورة طفل فى جريمة معينة لأنها ستصبح لاصقة به مدى الحياة، فضلا عن منع مشاهد القتل والعنف والتعذيب فى أى محتوى يقدم للطفل.
>> وما أكبر خطر يهدد المجتمع؟
> أكبر خطر هو الممارسات السلبية بين الناس حيث يساء استخدام السوشيال ميديا والمنصات وعلى سبيل المثال إذا صدمت سيارة مواطن تجد الناس تزدحم حوله ليس لإنقاذه ولكن لتصويره ونشرها على السوشيال ميديا من أجل الحصول على أعلى نسبة مشاهدة. وتجد فتاة فى صداقة بريئة بينها وبين شاب يساء استخدامها ويشهر بها وتنتحر، ففى العام الماضى خمس بنات فى القرى انتحرن بحبة الغلة لأن الفتاة لا تتحمل الضغوط خاصة فى المجتمعات الريفية، ووجدنا فتاة العريش التى تحرش بها زملاؤها إلكترونيا مما دفعها للانتحار، والبنات اللاتى تم تقديمهن للمحاكمة مؤخرا بسبب الإتجار فى البشر فتجد الفتاة منهن خريجة جامعة وتجيد عدة لغات ومن أسرة مرموقة تجلس فى غرفتها لا تعلم أسرتها عنها شيئا ويفاجأ الأب أو الأم بما يحدث وبالتالى يجب حماية قيمنا ومجتمعنا من الممارسات السلبية فهذا شيء مهم جدا خلال الفترة القادمة.كما نجد قضايا القذف والسب فى السوشيال ميديا كثيرة وتستخدم كثيرا من أجل الابتزاز والضغط لتحقيق أشياء غير مشروعة فتحصين المجتمع ضد مخاطر السوشيا ميديا ضرورة خاصة بين فئة الشباب.
>> وماذا قدم المجلس لضبط المشهد الرياضى؟
> بالنسبة للمشهد الرياضى عملنا مبادرة لا للتعصب وحضرها كل المهتمين والمتخصصين فى المجال الرياضى والنقد الرياضى والإعلام الرياضى وخرجنا منها باكواد أخلاقية وضوابط الممارسة والمحافظة على القيم والأخلاق الرياضية.
لكن كثير من القضايا المتعلقة بالمشهد الرياضى قضايا قذف وسب وليس مكانها المجلس لكن مكانها المحاكم وكثير من القضايا الموجودة تذهب للقضاء والقضاء يصدر بها أحكاما، لكن المجلس مهمته وضع ضوابط الممارسة والمحافظة على الأخلاق الرياضية وخلال هذا الشهر ستستضيف مصر نهائى أكبر بطولتين فى أفريقيا على أرضها وذلك باستاد القاهرة وهى بطولة الكونفدرالية التى سيلعب فيها نادى الزمالك وبطولة نهائى دورى ابطال افريقيا التى سيلعب فيها نادى الاهلى والترجى التونسي، وهذه المناسبة مهمة جدا للتسامح والروح الرياضية الطيبة ولابد من المحافظة على هذا من أجل صورة مصر الجميلة.