أصبحت أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب جزءاً من القوة المصرية الناعمة برسالتها الباحثة عن نشر الفكر الوسطى المعتدل وقيم مصر الأزهر سمعة الأكاديمية تخطت حدود مصر إلى العالم وتتزايد طلبات الالتحاق بها يوماً بعد الآخر.. وحاليا تشهد الأكاديمية جهودا مميزة على يد رئيسها الجديد د. محمد المحرصاوى الذى بدأ التوسع فى أفكار تهدف إلى الارتقاء بمستوى المتدربين على المستويين المحلى والدولي.. حيث اقتحمت الأكاديمية قضايا التكفير والتطرف والإلحاد والفساد الإداري.. كما حرصت على تأهيل المتدربين على الاستفادة من السوشيال ميديا ومحاربة العادات المجتمعية المرفوضة مثل الثأر المنتشر فى بعض المناطق حتى الوقت الحاضر.. قضايا تفصيلية متنوعة تناولتها «الجمهورية» فى حوارها مع د. المحرصاوى الذى شرح كافة الجوانب الفكرية والمنهجية التى تعتنى بها الأكاديمية ضمن رسالتها التكاملية مع رؤية الأزهر الشريف.
> هل الأكاديمية مجرد كيان للتدريب والتأهيل أم أنها تحمل رسالة؟
>>الأكاديمية صاحبة رسالة بل هى جزء من القوة المصرية الناعمة التى يلجأ إليها العالم بهدف ترسيخ الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش المشترك، كما أنها تسهم فى رسالة الأزهر الشريف وتجديد الخطاب الدينى ومواجهة الأفكار المتطرفة والهدَّامة الدخيلة على المجتمع، والنهوض بالمستوى العلمى والعملى للأئمة والوعاظ وباحثى الفتوي، خاصة فى المجالات الشرعية والعربية والفكرية، عبر مجموعة من البرامج العلمية النظرية، وتنمية المهارات البحثية والفكرية بالإضافة إلى النماذج العملية التطبيقية.
>كيف يلتحق الوافد بدورات التدريب فى الأكاديمية؟
>>تستهدف الأكاديمية تدريب جميع الوافدين المشتغلين فى مجالات الإمامة والوعظ والفتوي، بشرط أن يكون ممارساً أو مؤهلاً للعمل الوعظى والدعوى فى بلده، وأن يكون على دراية باللغة العربية نطقاً وكتابة، ويتم التأكد من ذلك من خلال مقابلته مع السفير المصرى فى بلده أو من ينوب عنه، فالالتحاق عبر المؤسسة الدبلوماسية حيث يتم التحاق الوافدين بالأكاديمية من خلال التنسيق بين الخارجية المصرية وسفارات العالم، من خلال ترشيح السفارات لأعداد الوافدين بما يتناسب مع أعداد المنح المقدمة من مشيخة الأزهر الشريف، ويقوم الأزهر بتغطية كافة نفقات السفر ذهابا وإيابا، وإقامة وإعاشة طيلة فترة الدورة، دون أن يتحمل الوافد أى شيء.
والحمدلله استطعنا أن نترك أثراً طيبا، ويأتى الينا وعاطظ وأئمة من كل بلاد العالم تقريباً، وفى كل دورة لا يقل عدد المشماركين عن 25 ضيف من كل القارات بما فى ذلك أوروبا، لكن التركيز بالنسبة لنا كل دول القارة الافريقية تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية لدعم دول شعوب القارة من خلال التدريب والتأهيل لمواجهة التطرف وحماية الأوطان، ولذلك لدينا دائما وعاظ وائمة من أغلب الدول الافريقية.
>ما القضايا التى تركز عليها الأكاديمية فى مسيرتها التدريبية؟
>>تتنوّع ما بين قضايا عقائدية وفكرية وقضايا تربوية وسلوكية إضافة إلى القضايا المهارية، بحيث تحقق الأكاديمية من خلال تناول تلك القضايا تنمية الانتماء الحقيقى للأمة والوطن وتصحيح الأكاذيب التى يروجها الجماعات والتنظيميات المتطرفة ضد الانتماء للأطاون، والتذكير بالمسئولية القائمة على عاتق الوعاظ نحو دينهم ووطنهم، وتأهيل أعضاء لجان الفتوى والوعاظ فيما يخص معرفة الفتاوى الشـرعية للقضايا المعاصرة فى فقه العبادات والمعاملات والأمور الطبية، وتحصين الوعاظ ضد الأفكار المتطرفة، من خلال تدريس معالم المنهج الأزهرى وتصحيح المفاهيم الخاطئة عقائديًا وسلوكيًا، وبالفعل يخرج الواعظ متسلحاً بمفاهيم صحيحة وقدرة على نشر الفكر الوسطي.
>هل دور الأكاديمية مقصور على الجوانب العلمية والتدريبية؟
>>الأكاديمية لها جوانب علمية وتدريبية، فهناك أنشطة ترفيهية وتثقيفية، حيث تحرص الأكاديمية على تنظيم رحلات للأئمة الوافدين بهدف زيارة الأماكن السياحية مثل المتحف المصرى والأهرامات وبعض الأماكن السياحية ذات الطابع الإسلامى كجزء من ترسيخ قيم التنوع واختلاف الثقافات والتعريف بالثقافة والتاريخ المصرى العريق، ودعم حركة السياحة، وأيضاً التأكيد على الاستقرار ودعم الاقتصاد المصري، حيث ننظم لهم زيارات الجامع وجامعة الأزهر انطلاقاً من دور الأزهر كمركز إشعاع علمى ودعوى عالمي، يسهم فى بناء جسور التعاون الدينى والفكرى بين مختلف الأطراف، ويعزز التواصل بين علماء الأزهر الشريف والدعاة من مختلف الدول، كما تحرص الأكاديمية على تنظيم رحلات «للدعاة الوافدين» للمواقع الأثرية بمنطقة الفسطاط، باعتبارها مهد الحضارة الإسلامية فى مصر، وملتقى للتنوع الثقافى والديني، وأول عاصمة إسلامية فى مصر وأفريقيا، ولها قيمة تاريخية وأثرية، وتروى تاريخ القاهرة منذ تأسيسها، تشمل زيارة جامع «عمرو بن العاص»، و»حصن بابليون»، و»الكنيسة المعلقة»، و»كنيسة مارى جرجس»، ومسجد «أحمد بن طولون»، وهذه الزيارات مخططة بدقة وتؤكد حرص الأكاديمية ترسيخ قيم التنوع واختلاف الثقافات والتعريف بالثقافة والتاريخ المصرى العريق، ودعم حركة السياحة، وتأكيد الاستقرار ودعم الاقتصاد المصري.
لكن المهم هو عن دور الأكاديمية فى مواجهة التطرف >والإلحاد.. كيف تتعاملون مع هذه القضية؟
>>الفكر الإلحادى واحد من أخطر الأفكار التى يعانى منها أبناء المجتمع اليوم، ولا يقل خطورة عن التطرف بكل صوره، فالذى ينكر الوجود الإلهى وقدرة الخالق سبحانه وتعالي، من السهولة أن ينكر أى شيء آخر، لذا تهتم الأكاديمية بتناول ومعالجة هذه القضية من خلال العديد من المواد التدريبيّة، فى قضايا العقائد، وتصحيح المفاهيم، وتفنيد الشبهات وفق معالم المنهج الأزهري، كما تحرص الأكاديمية إقامة ندوات علمية وورش عملية لمناقشة تلك القضايا التى تمس أمن وسلامة المجتمع.
>عقدت الأكاديمية دورة عن «الفساد الإداري»، ما هدف هذه الدورة؟
>>ظاهرة الفساد الإدارى والمالى من أخطر الظواهر التى تواجه الدولة المعاصرة بصفة عامة والدول النامية منها بصفة خاصة، الأمر الذى يترتب عليه تعويق عمليات البناء والتنمية الاقتصادية، مما يترتب علية تدمير الاقتصاد والقدرة المالية، وبالتالى يؤدى ذلك إلى عجز الدولة عن مواجهة تحديات الإعمار والبنية التحتية، لذا نستهدف بناء الوعى بصورة إيجابية فى أذهان الدعاة بخطورة الفساد الإدارى والوظيفى على الأفراد والمجتمع، وتعريف المتدربين بمنظومة تفعيل إستراتيجيات المواجهة فى مكافحة الفساد الإدارى والمالى وعلاج أسبابه وجذوره، إضافة إلى زيادة قدرة المشاركين فى كيفية اكتشاف مؤشرات الفساد الإدارى والمالى وإهدار المال العام وكيفية التوصل إلى تنفيذ أنظمة الرقابة الوقائية.
>هل التدريب فى الأكاديمية مقتصر على الأئمة والوعاظ والدعاة؟
>>هناك عدد من الدورات المتخصصة التى تعقدها الأكاديمية لفئات وشرائح أخري، خاصة تلك الفئات ذات الصلة بالعمل الدعوي، مثل خريجى الكليات الشرعية والنظرية، انطلاقاً من حرص الأزهر الشريف على تأهيل هؤلاء الخريجين وإكسابهم مهارات التواصل الدعوى مع الآخرين على بينة وبصيرة وإعداد كوادر متميزة، والعمل على رفع كفاءتهم وتأهيلهم، ليكونوا على دراية كاملة بأهم القضايا التى تواكب التطورات التكنولوجية والمجتمعية والعلمية المعاصرة، حيث تشتمل هذه الدورات على عدد من القضايا المتنوعة، ما بين قضايا «عقائدية، فقهية، فكرية، تربوية، اقتصادية، طبية، إعلامية، سلوكية»، تهدف فى مجملها إلى تأهيل المتدربين للتحدث عن القضايا المثارة بفكر مستنير، فضلاً عن تدريبهم على مهارات التواصل الفعال، وتوظيف منصات الإعلام الجديد فى العمل الدعوي، لتحقيق أكبر قدر من التأثير الإيجابى فى الجماهير، ومحاربة التطرف والتشدد، وتصحيح المفاهيم الخاطئة بالمجتمعات.
>هل لكم مساهمات فى تفنيد الفكر المتطرف؟
>>بالتأكيد حريصون على معالجة التطرف الشامل لأنه الخطر الأكبر، وكل العالم إكتوى بناره، ونحن فى مصر لنا تجربة رائدة فى مكافحته، ولذلك تعمل الأكاديمية على التصدى لهذا الخطر، بدءا من التطرف فى فهم النصوص، وصولا إلى التطرف فى فرض الرأى وتفعيله من خلال القتل والتدمير والتخريب، سعيا إلى ترسيخ أصول التعايش السلمى وثمراته، وتنشيط العقل الناقد وتفكيك الفكر المتطرف، وإعلاء فقه المقاصد الشرعية، والتوظيف الدعوى لوسائل التواصل الاجتماعي، وايضاح معالم المنهج الأزهري، وإبراز دور فقه الدعوة وملامح التغيير، وفقه المقاصد الشرعية، والكشف عن التيارات الفكرية المعاصرة، وغيرها من الموضوعات التى تستهدف دعم قدرات الأئمة والدعاة من الناحية العلمية والبحثية فى التعامل مع القضايا المجتمعية الشائكة وتصحيح المفاهيم الخاطئة، انطلاقًا من مسئولية الأزهر الشريف عن تأمين المجتمعات فكريًا وسلوكيًا، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الدين الإسلامي.
>هل تتعاون أكاديمية الأزهر مع نظيرتها فى الأوقاف؟
>>يوجد تعاون بين أكاديمية الأزهر العالمية ووزارة الأوقاف فى إطار المبادرة الرئاسية الهادفة إعداد وتطوير مهارات الأئمة والوعاظ، وتجديد الخطاب الدينى وتفكيك الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ولا تزال تلك الدورات مستمرة، لاكتشاف وإعداد وتأهيل إمام وواعظ متميز، قادر على تصوّر المفاهيم بشكلٍ صحيح، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى خدمة الدعوة، والمشاركة فى مبادرات الدولة، وفى ضوء هذا التعاون والتنسيق بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف تم إنجاز «13» دورة تدريبية مشتركة.
>البعض يحاول المزايدة على دور الأزهر الشريف فى نبذ التطرف؟
>>طوال مسيرته الممتدة لأكثر من ألف عام، وفى إطار دوره العالمى والمحلي، ورسالته الإنسانية السامية، يضطلع الأزهر الشريف بمواجهة ومحاربة كل فكر متطرف، وما ذاك إلا إيماناً من الأزهر الشريف بخطورة تلك الآفة على الأفراد والمجتمعات، فمواجهة التطرف بصوره المتعددة وأشكاله المتباينة واجب شرعى قبل أن يكون ضرورة إنسانية، والأزهر الشريف يقع على عاتقه المسئولية الدينية والتاريخية الرائدة تجاه وأد تلك الأفكار الشاذة والمغلوطة، ويظهر ذلك جليًا فى مواقف فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الواضحة لمكافحة تيارات التشدد، إذ ترتكز دائمًا على الرفض التام والانكار للأفعال الإجرامية الشاذة تحت اسم الدين من قبل تلك التيارات المنحرفة، التى تهدف للنيل من سماحة الإسلام.
>بما تفسرون حالة الاضطراب والفوضى فى مجال الفتوي؟ وما دور الأكاديمية فى التصدى لتلك الظاهرة؟
من أخطر آفات عصرنا، تجرؤ البعض على الفتيا فى دين الله، وتهافت غير المتخصصين عبر بعض وسائل الإعلام على الفتوى دون معرفة بالعلم وآداب الفتوى وضوابطها، فالتجرؤ على الفتوى له أخطار كبيرة، ويترتب عليه آثام عظيمة، ومفاسد جسيمة، وهناك عوامل أدت إلى ظهور الفتوى من غير أهلها، من بينها ظهور غير المتخصصين عبر الوسائل الإعلامية للإفتاء، إضافة إلى انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والتى أتاحت مساحة كبيرة لغير المتخصصين لنشر الفتاوى الخاصة بهم دون رقيب أو محاسبة، فتصدر غير المتأهلين للفتوى سبب للضلال والإضلال، والقتل وسفك الدماء، والتفرق والاختلاف، والخروج على ثوابت الإسلام وأخلاقه، فخطورة الإفتاء لا تقف عند القول فحسب، وإنما تمتد آثارها لتصيب الأفراد والمجتمعات، وقد اهتمت الأكاديمية بتنظيم دوارات تدريبية لأعضاء لجان الفتوى بالأزهر الشريف عن إعداد المفتى المعاصر، ومهارات الفتوى العملية والعملية، وفتاوى العبادات والمعاملات، بهدف تكوين شخصية المفتى المعاصر القادر على التعامل مع القضايا المستجدة بإطار شرعى صحيح ومنهجية عقلانية تتماشى مع روح العصر، وتعزيز المعرفة الشرعية العميقة وتُزوّد المتدربين بالأساسيات الشرعية فى الفقه والأصول والحديث واللغة العربية لضمان فهم عميق للأحكام الشرعية، والتدريب على فقه الواقع من خلال فهم التحديات والمستجدات فى الحياة المعاصرة، مثل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والطبية والتقنية، وكيفية الوصول إلى اجتهادات متوازنة تجمع بين النصوص الشرعية ومتطلبات العصر، وإتقان مهارات الإفتاء وتطوير مهاراته، بدءًا من القدرة على استنباط الأحكام من النصوص الشرعية، مروراً بالتطبيق العملي، وصولاً إلى توصيل الفتوى بلغة تتناسب مع السياق المعاصر، والتركيز على القيم الأخلاقية والموضوعية والحيادية فى إصدار الفتاوي، بما يعزز الثقة فى الفتاوى الصادرة وإعداد مفتى قادر على التواصل مع فئات متنوعة من المجتمع ومراعاة اختلافاتهم الثقافية والاجتماعية.
>دخلتم دائرة «تسوية الخصومات الثأرية» من خلال الدورات فما هى أهدافكم؟
>>أهدافنا تزويد الوعاظ بالمهارات والمعارف التى تمكنهم من التعامل مع النزاعات الثأرية وتخفيف حدتها، خاصة فى المجتمعات التى تعانى من انتشار الثأر، بهدف تعزيز السلم الاجتماعى وتقليل العنف والحد من الخصومات الثأرية، بما يعزز الأمن والاستقرار المجتمعي، والتوعية بمخاطر الثأر النفسية والاجتماعية والاقتصادية للثأر، وتعليم الوعاظ أساليب بناء الثقة بين العائلات المتنازعة وإيجاد أرضية مشتركة للتفاهم، بما يساعد على تهيئة النفوس للتسامح والعفو، ونشر القيم الدينية والأخلاقية الداعية للسلام والعفو، وتنمية مهارات الحوار والإقناع، والعمل جنبًا إلى جنب مع العائلات والمجتمع المحلى والجهات الأمنية لحل النزاعات بطرق سلمية ودائمة، بما يجعل تلك الدورات تساعد فى إعداد وعاظ قادرين على إنهاء الخصومات الثأرية ونشر ثقافة التسامح والمصالحة فى المجتمع، واعتقد أننا نجحنا فى هذا الاتجاه واستطعنا أن نضع مفاهيم التسامح والمصالحة بشكل جيد.
>عقدت الأكاديمية دورة «الإسعافات الأولية».. ما أهمية تلك الدورة للدعاة؟
>>الدعاة يتعاملون مع أفراد المجتمع فى أماكن متنوعة مثل المساجد، والفعاليات، والقرى النائية، وقد يصادفون حالات طارئة تستدعى تدخلهم السريع، وتتمثل أهمية تلك الدورة فى اكتساب مهارات التصرف السريع فى حالات الطوارئ، مثل الحروق، أو النزيف، أو الإغماء، مما يسهم فى إنقاذ الأرواح وتقليل المضاعفات، وتعزز مهارات الإسعافات الأولية قدرة الدعاة على تقديم المساعدة للمجتمع أثناء الكوارث أو الحوادث الطارئة، ليكونوا مصدر دعم وقوة مجتمعية، ورفع الوعى الصحي، بما يساعد على تعظيم دور الدعاة إنسانيا وتمنحهم أدوات عملية للتأثير الإيجابى فى المجتمع أوقات الحاجة.
>ظهرت مؤخراً موجة من الشبهات حول السيرة النبوية هل شاركتم فى التوعية بمخاطرها؟
>>بالفعل.. تهتم «أكاديمية الأزهر العالمية» بالتصدى ومواجهة تلك الشبهات التى تثار بين الوقت والآخر تجاه السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين، وقمنا بتنظيم دورة متخصصة للوعاظ عن الشبهات حول السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين بهدف توضيح الحقائق وإزالة اللبس عن بعض القضايا التاريخية والدينية، وتفنيد الشبهات التى تستهدف تشويه الصورة النبيلة للإسلام وتعليم المشاركين أساليب علمية وحوارية للرد على الشبهات بحكمة، بما يسهم فى نشر الوعى بطريقة عقلانية بعيدة عن التعصب، وتوضيح السياق التاريخى لقرارات النبى صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، مما يساعد على فهم الأسباب وراء بعض الأحداث وتجنب سوء الفهم الذى قد ينشأ عن قراءة مبتورة للتاريخ، وتسليط الدورة الضوء على القيم الأخلاقية العليا التى تمثلها السيرة النبوية والخلفاء الراشدون، وبناء أسس فكرية قوية تساعد فى مواجهة التحديات التى تستهدف تشويه الإسلام، ونشر حقائق عن السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء بما يساعد على خلق ثقافة تسامح وتفاهم، ويقلل من حدة الصراعات الفكرية والدينية، وتزويد الدعاة بأدوات علمية ومعلومات موثوقة حول السيرة والتاريخ، مما يمكنهم من الرد على الاستفسارات والشبهات بموضوعية.
>نتحدث كثيراً عن المفتى المعاصر لكن هذا يحتاج إلى جهد وتأهيل؟
>>وهذه أحد أهم قضايانا فى الأكاديمية يتم إعداد المفتى المعاصر من خلال برنامج تدريبى متكامل يجمع بين العلم الشرعى التقليدى والمهارات التى يحتاجها المفتى لمواجهة قضايا العصر من خلال فهم الأدلة الشرعية وكيفية استنباط الأحكام، وإدراك فقه الواقع وفهم التحديات المعاصرة، بحيث يكون المفتى ملمًا بالتغيرات التى تؤثر على المجتمعات الإسلامية، والتدريب العملى على الإفتاء والعمل مع فقهاء متخصصين، وإدراك مقاصد الشريعة المتضمنة تحقيق العدل والرحمة وحفظ مصالح الناس، وتنمية المهارات الحوارية والإقناعية، والتعامل مع استفسارات الناس بمرونة وحكمة، مما يعزز قدرة المفتى على إيصال الفتاوى بلغة تناسب الجميع، والتدريب على التعامل مع الشبهات الفكرية، والإجابة عن الأسئلة التى تتعلق بالتحديات الفكرية التى تواجه المسلمين اليوم، كالتيارات الفكرية المغلوطة أو التشكيك فى أحكام الشريعة، والتدرب على الفتوى الجماعية، مما يعزز الشورى وتوحيد الآراء فى القضايا الكبري، واستخدام الوسائل الحديثة فى الإفتاء، وتوضيح الأحكام الشرعية والضوابط الأخلاقية والعلمية للإفتاء عبر تلك المنصات.
>هل تسهمون فى تدريب المبتعثين للخارج؟
>>تقوم المنهجية العلمية لتدريب المبتعثين للخارج بهدف تأهيلهم بشكل شامل ومتكامل، لتمثيل الإسلام بصورته الصحيحة والتواصل بفعالية مع مجتمعات متعددة الثقافات وتدريبهم على فقه الواقع، ودراسة فقه الأقليات لضمان تقديم رسائل دعوية تتفق مع البيئة الاجتماعية والقانونية لتلك المجتمعات، ودراسة أسس التعامل مع غير المسلمين ومبادئ الاحترام المتبادل، بما يسهم فى تعزيز التفاهم والتعايش السلمي، وتشجيع الوعاظ على تعلم لغة البلد المبتعثين إليه، أو على الأقل اللغة الإنجليزية، بما يضمن قدرتهم على التواصل بفعالية، وفهم ثقافة المجتمع المستضيف، وإيصال رسالتهم بوضوح، والتوعية بالثقافة المحلية، والعادات والتقاليد الخاصة بالدولة المبتعث إليها، وإدراك الحساسية الثقافية والدينية، مما يتيح للواعظ احترام ثقافة الآخرين وتجنب الأخطاء التى قد تنفر الجمهور المستهدف، وتزويد الوعاظ بأدوات علمية للتصدى للشبهات التى تنتشر فى المجتمعات غير المسلمة حول الإسلام، وتدريبهم على تقديم ردود واضحة وموضوعية تلائم بيئة الدعوة فى الخارج.