مصر قادرة على حماية نفسها وأنها لن تسمح بأى تهديد لأمنها القومى
فى ظل الأوضاع المضطربة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والتغيرات المتسارعة فى موازين القوى، تثبت القيادة المصرية يوماً بعد يوم أنها تمتلك رؤية ثاقبة وإستراتيجية حكيمة لتعزيز قدرات الجيش المصرى، بما يضمن الحفاظ على الأمن القومى فى مواجهة التحديات المتزايدة.
لقد أدركت مصر مبكراً أن قوة الجيش ليست رفاهية، بل ضرورة حتمية لحماية الدولة وحدودها ومصالحها الإستراتيجية.. ولهذا السبب، انتهجت القيادة سياسة واضحة لتحديث الجيش وتطوير قدراته، مع الحرص على تنويع مصادر التسلح وعدم الارتهان إلى جهة واحدة، وهو ما تجلى بوضوح فى العديد من صفقات التسليح الكبرى التى عقدتها مصر خلال السنوات الأخيرة.
تنويع مصادر التسلح وتعزيز الردع
من بين أبرز هذه الخطوات، كان قرار مصر شراء حاملتى الطائرات المروحية من طراز «ميسترال»، اللتين تمثلان إضافة نوعية غير مسبوقة للقوات البحرية المصرية، ما يجعلها قوة إقليمية قادرة على تنفيذ عمليات واسعة النطاق، سواء لحماية سواحلها أو دعم حلفائها فى المنطقة، كما عززت مصر أسطولها الجوى بشراء 50 طائرة مروحية هجومية من طراز «كا-52» الروسية، والتى تعرف بلقب «التمساح»، نظراً لقدراتها الهجومية الفائقة والتكنولوجيا المتطورة التى تتمتع بها.
هذه الخطوات الإستراتيجية لم تأت من فراغ، بل جاءت استجابةً للواقع الإقليمى الذى يشهد تصاعداً فى التوترات والصراعات المسلحة، فضلاً عن تزايد التهديدات الإرهابية التى تسعى لضرب استقرار الدول، وفى ظل هذه التحديات يصبح امتلاك جيش قوى وعصرى ليس خياراً، بل ضرورة لضمان أمن البلاد وحماية مصالحها داخلياً وخارجياً.
مصر والرد على الانتقادات المغرضة
رغم وضوح الرؤية الإستراتيجية التى تنتهجها مصر فى تسليح جيشها، إلا أن بعض الأصوات المغرضة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية التى حاولت التشكيك فى جدوى الإنفاق العسكرى، متجاهلة أن قوة الجيش المصرى كانت وستظل الحصن المنيع الذى يحمى الدولة من الفوضى والانهيار.
.. وفى هذا السياق جاء الرد المصرى الرسمى حاسماً وواضحاً، حيث أكد السفير أسامة عبدالخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال مداخلة رداً على تساؤلات حول حاجة مصر إلى التسلح، أن الدول الكبرى والقوية مثل مصر تحتاج إلى جيوش قوية قادرة على الدفاع عن أمنها القومى، وأضاف أن مصر تمتلك جيشاً قوياً وتاريخاً عسكرياً يمتد لآلاف السنين، مشدداً على أن العقيدة العسكرية المصرية دفاعية بالأساس، لكنها فى الوقت ذاته تمتلك القدرة الكاملة على الردع.
جيش مصر .. درع الوطن وسيفه
التاريخ يؤكد أن الجيش المصرى لم يكن يوماً جيشاً معتدياً، بل كان دوماً جيشاً يحمى حدوده ويدافع عن مصالح بلاده ويقف سداً منيعاً أمام أى محاولات لزعزعة استقرار الدولة، ومن هذا المنطلق فإن الاستثمار فى تطوير قدراته يمثل استثماراً فى أمن واستقرار الوطن، وهو ما تدركه القيادة المصرية جيداً، وتعمل عليه بوعى كامل بعيداً عن أى حسابات ضيقة أو انتقادات لا تستند إلى الواقع.
وخلاصة القول أن قوة الجيش المصرى اليوم ليست مجرد استعراض للقوة، بل رسالة واضحة بأن مصر قادرة على حماية نفسها وأنها لن تسمح بأى تهديد لأمنها القومى، فكما كانت مصر دائماً ركيزة الاستقرار فى المنطقة، فإن جيشها سيظل صمام الأمان الذى يحمى حاضرها ومستقبلها مهما كانت التحديات.