تدور الأرض حول نفسها وحول الشمس.. دوران الأرض حول نفسها يستغرق 24 ساعة.. لذلك هناك ليل وهناك نهار حسب تعرضنا للشمس..أما دوران الأرض حول الشمس فهو الذى يؤدى الى حدوث فصول للسنه.. صيف وخريف وشتاء وربيع..وهو يستغرق 365 يوما و5 ساعات و 48 دقيقة و 45,2 ثانيه وهى مدة السنة الشمسية.. أما القمر فإنه يدور حول نفسه وحول الأرض أيضا فيما بين الأرض والشمس.. ومدة دورانه حول الأرض يستغرق 29,53 يوما وهى المدة التى تمثل الشهر القمرى أو الهجري.. أما السنه القمرية والتى هى 12 شهرا قمريا فمدتها 354 يوما و8 ساعات و48 دقيقة و34 ثانية..
التقويم الشمسى هو المستخدم من قبل كافة بلدان العالم.. أما التقويم القمرى فيستخدم فى بعض البلدان الإسلامية…. ليس بالضرورة فى المعاملات اليومية.. ولكن فى الأمور التى تتعلق بالشعائر الإسلامية مثل الصلاة والصوم والحج والأعياد والمناسبات الدينية..
ولأن رمضان على الأبواب.. وكل عام وأنتم بخير.. يدور الجدل والحديث فى كل عام.. وعلى مدار عشرات السنين.. حول وسيلة استطلاع رؤية الهلال لتحديد بداية الصوم ونهايته كما قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام «صوموا لرؤيته.. وأفطروا لرؤيته».. بعض الجاليات الإسلامية فى الكثير من البلدان غير العربية استقرت على تحديد أول أيام شهر رمضان ونهايته وعيد الفطر من خلال الحسابات الفلكية والتى تستطيع تقدير هذه المواقيت بدقة تامة ولأعوام كثيرة قادمة.. هذه الجاليات تعلم تماما أن البلدان التى يعيشون بها ملتزمة التزاما تاما بالتوقيتات التى تحددها الجهات الرسمية هناك والتى تتحكم فى كل نظمها الإدارية والمالية واحتساب أيام العمل والعطلات للمواطن والبنوك وكافة الجهات الحكومية والرسمية.. وأغلبها أصبحت مميكنة ومبرمجة على توقيتات لا تحتمل لو أو إذا أو ربما..
ومما لا شك فيه أن الحسابات الفلكية أكثر دقة من الرؤية البصرية والتى قد تتحكم فى مصداقيتها عوامل كثيرة تتعلق بالأشخاص التى توكل اليهم هذه المهمة.. وعوامل بيئية مثل نقاء الجو وخلوه من العوالق والرطوبة والسحب أو الضباب وعوامل جغرافية مثل ضرورة استواء الأرض.. وللعجب قد تكون هناك عوامل سياسية أيضا كما حدث فى أحد البلدان العربية والتى صامت 28 يوما فى أحد الأعوام.. أما الحسابات الفلكية فهى التى نستخدمها كل يوم وفى كل مكان وعلى مر العصور فى احتساب مواعيد الصلاة خمس مرات فى اليوم.. وهى التى تحدد لنا موعد الإفطار وموعد السحور كل يوم من أيام رمضان وفى كل الدنيا.. وهى أيضا التى بنيت عليها المعايير التى وضعت للرؤية البصرية.. ولقد أثبتت الدراسات أنها دائمة صحيحة ولا تخطئ أبدا.. فما قولكم يا سادة يا كرام..
أعتقد أن الأئمة جميعا اتفقوا على أن تفسير الأمور الدينية فى الإسلام لابد أن يستند الى المفاهيم والجوهر وليس الى اللفظ اللغوي.. وكلمة «الرؤية» قد يقصد بها «المعرفة أو العلم بالشئ».. وقد تعنى «التوجهات» ويقال «اختلاط الرؤية» أى غموض الأمر وعدم ظهور الصواب فيه.. ويقال أيضا «رؤية ثاقبة» وتعنى الرأى السديد.. وقد قال الله تعالى «أفلا يعقلون».. وأفلا يتدبرون».. وأفلا تتفكرون».. ورمضان كريم على الجميع ان شاء الله.