يا الله يا مصر.. يا الله على الشعب الطيب.. يا الله على أهل الخير فى بلد الخير.. وعمار دائماً يا أرض الخلود.. وأرض العطاء.. فمصر التى فتحت حدودها لأكثر من تسعة ملايين وافد أتوا إليها يبحثون عن دفء القلوب، عن الأمن والأمان، عن لقمة العيش وعن الحق فى الحياة.. مصر التى قدمت درساً للعالم فى الإنسانية وفى السمو وفى السلوك الحضارى لم تساوم العالم ولم تزايد أو تتاجر بقضية اللاجئين على أراضيها لأنها لم ولن تتعامل معهم على أنهم لاجئون وإنما وافدون أتوا إلى مصر بلاد الله وخلق الله الذين قبلوا أن يتقاسموا لقمة الخبز مع الذين أتوا يرتمون فى أحضان مصر ويستجيرون بأهلها.
ويحدث ذلك بينما العالم الذى يصدر إلينا شعاراته البراقة التى يتاجر بها دول حقوق الإنسان والعدالة والقانون الدولى هو العالم الذى يشن حرباً ضارية ضد اللاجئين ويرفض قبولهم ويطالب بترحيلهم حتى لو كان فى ذلك خرقاً للقانون الدولي. فرئيس الوزراء البريطانى ريش سوناك وهو أول رئيس وزراء بريطانى من أصل آسيوى خرج على العالم ليعلن أن بريطانيا سوف تضع طالبى اللجوء على الطائرات المغادرة إلى رواندا حتى لو تطلب ذلك خرق القانون الدولي.. مضيفاً.. حان الوقت للسيطرة على حدودنا ومحاربة مهربى البشر..!
ورئيس وزراء بريطانيا لم يتحدث عن الاعتبارات الإنسانية، ولم يهتم بالقانون الدولي.. رئيس وزراء بريطانيا كان يبحث فقط عن المصلحة الوطنية لبلاده ومعه فى ذلك كل الحق، ولكنه الحق الذى يعتقدون أنه إلى جانبهم فقط لأن أى دولة أخرى لو حاولت تأمين حدودها.. لو وقفت ضد محاولات تهجير مواطنى دولة أخرى إليها فإنهم يحاولون إدانتها واتهامها بأنها لا تقدم لهم تسهيلات بالنزوح إليها..!! ازدواجية فى الفكر.. وازدواجية فى المعايير.. وقانون «إيكا» الدولى الذى لا توجد له أى معايير إلا على الضعفاء فقط..!
>>>
ويتحدثون الآن عن خطة «اليوم التالي».. وهو اليوم الذى سيأتى فى أعقاب خروج القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.. ويتم تسريب العديد من السيناريوهات عن ترتيبات واتفاقات تدرس الآن بين أطراف القضية وأطراف المصلحة.. ويشيرون إلى محاولات أمريكية لإقناع إسرائيل بخطة سلام تتضمن اعترافاً بالدولة الفلسطينية مقابل تطبيع شامل مع دول عربية وإسلامية بما يمنح إسرائيل مزايا أمنية واقتصادية فى المنطقة، ويتحدثون أيضاً عن دخول قوات دولية على الحدود بين غزة وإسرائيل وعلى أن يتولى الفلسطينيون أنفسهم إدارة قطاع غزة فيما بعد وذلك بعد أن رفضت دول عربية فكرة إدارة القطاع.
وأياً ما كانت السيناريوهات المطروحة لليوم التالى فإن كل هذه السيناريوهات لن تكون قابلة للتطبيق إذا لم يكن هناك التزام إسرائيلى واضح حول قيام الدولة الفلسطينية المستقلة فى إطار حل الدولتين وهو ما لم يحدث حتى الآن وحيث يظل نتنياهو رافضاً لفكرة الدولة الفلسطينية وحيث يعتقد أنه قد حقق الانتصار على حماس ولأنه أيضاً على ثقة من الرئيس الأمريكى بايدن فى عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية لن يضغط عليه كثيراً..!! نتنياهو لن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى سيحقق السلام.. نتنياهو يريد أن يدخل التاريخ على أنه رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى قضى على القضية الفلسطينية نهائياً دعم الفلسطينيين أنفسهم..!! نتنياهو لا يهتم باليوم التالى لأنه لا يريد أن يأتى هذا اليوم الآن..!!
>>>
ونعود لقضايانا والحوار الذى لا ينقطع حول الأزمة الاقتصادية التى نتعرض لها وحيث لا حديث يعلو فوق حديث الخروج من الأزمة وخطة التعامل معها. ومعظم الذين يتحدثون عن مواجهة الأزمة يقولون إن «التعويم» هو الحل الوحيد للقضاء على سوق العملة الموازى وإيقاف ارتفاع الدولار بشكل حاد أمام الجنيه المصري. وإذا كان التعويم هو الحل، فلماذا كانت كل هذه الضجة ضد التعويم.. ولماذا كانت كل المخاوف التى تحدثوا عنها.. ولماذا.. ولماذا.. ولماذا؟ كل الأمور تشابكت علينا ولم نعد نعرف اليمين من الشمال.. نفتح الباب أم نغلقه؟! ولهذا نقول اتركوا المهمة لأهل الاختصاص وأصحاب القرار.. وقليلاً من الصمت أفضل فى هذه المرحلة التى نتفاوض فيها الآن من جديد مع صندوق النقد الدولى الذى يأتينا بأفكار وتصورات جديدة.. واستئناف الحوار هو مؤشر طيب، وخطوة قد تكون بداية لانفراجة قادمة.. دعونا نهدأ ونتعامل مع الأزمة بحكمة وصبر.
>>>
وآه يا دنيا.. آه يا دنيا.. فقبل عدة أيام سألنى أحد الأشخاص عن طبيب الأطفال شاطر وإنسان.. وقلت له هناك طبيب من طراز مختلف اسمه الدكتور مجدى العيسوى فى شارع عباس العقاد بمدينة نصر.. وهو صديق قديم سوف اتصل به قبل أن تذهب إليه.. وسارعت إلى الهاتف لمحاولة الاتصال بالدكتور العيسوي.. والرقم خارج الخدمة عدة مرات.. فيه إيه.. لماذا لا يرد الدكتور ولماذا أغلق هاتفه.. وإلى «جوجل» نبحث عن رقم المستشفى الأرضي.. وقبل العثور على الرقم وجدت صورة الدكتور العيسوى على صفحة المستشفى وفيها خبر عن وفاته قبل عامين، وتعليقات كثيرة من أشخاص يشيدون بمحاسنه ويدعون له بالرحمة.. وكان الذهول.. وكانت الصدمة.. فطوال عامين لم أفكر فى الاتصال بالعيسوى أو الاطمئنان عليه.. عامين كاملين أخذتنا الحياة فلم ندرك أن لنا فيها أحبة علينا التواصل معهم.. عامين لم نشعر خلالهما بأن الأيام تقفز وتطير فى لمح البصر.. وعندما انهمرت دموعى على فراق صديق.. كانت أيضاً دموع الألم على أيام ذهبت ولن تعود.. وإييه.. دنيا..!
>>>
ووالله عيب هذا الهجوم الشرس المدمر على لاعب فى حجم وقيمة ومكانة فخر العرب محمد صلاح..! ما كل هذا التنمر والرغبة فى إحباط لاعب قدم الكثير والكثير لبلاده.. وما معنى أن تقول مذيعة لا علاقة لها بكرة القدم «محمد صلاح خايف على نفسه.. بيتلكك يخرج بره الملعب»..!
هذا كلام سخيف فى حق نجم كبير يبحث عن بطولة لبلاده تضاف إلى أرقامه القياسية.. ارحموا صلاح فإنه أسطورة مصرية يجب أن نحافظ على بريقها ولا ندمرها بأيدينا.. وعيب.. عيب.. عيب!