تتفاضل بعض الحوارات على بعض بشخصياتها وقضاياها وموضوعاتها وما تضيفه من حقائق ومعلومات يسبق بها المحاور غيره حتى يتعرف الناس على أسرار ظلوا يلجئون إلى التخمين وقتا طويلا فى الكشف عن حقائق تلك الأسرار.. ولا يختلف اثنان على أن د.نصر فريد واصل عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف أحد أبرز من جلسوا على كرسى الإفتاء المصرية بما يملكه من هدوء وفقه وجرأة وشجاعة جلبت له المتاعب لكنه كما قال فى حواره لـ»الجمهورية» إن أبناء الأزهر لا يخافون فى الحق لومة لائم.. تحدث د.نصر فريد واصل عن أسرار حياته وفتح خزائنها منذ تركه التعليم العام رغم تفوقه ليلتحق بالأزهر تحقيقا لرغبة أمه التى تمنت أن يصبح عالما مرتديا عمامة الأزهر الشريف.. تطرق الحوار إلى عشقه لسور الأزبكية.. ومشروع النهوض بالتعليم فى الكتاتيب وناقشنا معه منصب الإفتاء الذى تولاه رغم رفضه مرارا.. نافيا تدخل الدولة فى منصب المفتي.. معلنا أنه لو عاد به الزمن مرات فلن يتراجع عن فتوى التدخين حتى لو فى زمن السوشيال ميديا الذى يضع له الناس حسابات مخافة الهجوم عليهم من الكتائب الإلكترونية.
كما أكد أن تجديد الخطاب الدينى أمر لا تراجع عنه لأنه يكشف دعاة الإرهاب والفتن.
لماذا اخترتم الدراسة بالأزهر الشريف دون غيره؟
نعم التحقت بالأزهر الشريف تنفيذا لوصية والدتى عندما أرادت توجيهى إلى التربية والتعليم حيث كانت لدى رغبه جياشة أن أدرس اللغة الانجليزية واتجهت إلى المدرسة وبالفعل بدأت الدراسة فيها وتعلمت القراءة والكتابة والحساب حتى أن والدتى قالت لى ماذا تَدْرس، فقلت لها أَدْرس اللغة الإنجليزية، وكنت ساعتها بمرحلة التعليم الابتدائى وهذه دراسة ثقافية، فقالت لى أنت للأزهر ولمسجد السيد البدوي، وبناء على رغبتها حولت اتجاهى من الدراسة العملية حيث الجبر والهندسة والعلوم، وكنت متميزا فيها على أقرانى وأحصل على الدرجات النهائية فى الرياضيات ومواد العلوم، وساعتها طلبت منى ترك المدرسة والالتحاق بالأزهر الشريف، وكنت يومها لم أحفظ من القرآن الكريم إلا ربع القرآن فقط، فقالت أمى أنا وهبتك للأزهر ولابد أن تحفظ القرآن الكريم، وبالفعل اتجهت إلى الكتاب واهتم بى سيدنا أيما اهتمام، حيث كنت أحفظ بمعدل ربعين فى اليوم، ربع فى الصباح، وربع فى المساء، حتى أننى ختمت حفظ القرآن خلال ستة أشهر، وأنا فى المرحلة الابتدائية وبالتحديد وأنا فى السنة الرابعة تركت التربية والتعليم والتحقت بالأزهر ودخلت المسابقة وامتحنت فى القرآن الكريم وفى القراءة وفى الحساب ونجحت، وبالفعل تم تحويلى إلى الأزهر الشريف ومن هنا كانت البداية.
فى ضوء توجه الأوقاف لعودة الكتاتيب .. كيف ترى دورها قديما؟
لقد بدأت فكرة الكتاتيب فى العالم الاسلامى منذ الدولة الأموية بغرض تحفيظ الاطفال القرآن الكريم إضافة إلى تعليمهم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب ومتون الشعر، وباعتبار مصر من الدول الإسلامية الكبرى فمن البديهى أن تظهر فيها الكتاتيب والتى تَخرج فيها العديد من المفكرين والعلماء ومشايخ الأزهر الشريف والمفتين والأدباء والشعراء، حيث أخذت الكتاتيب شكل حلقات حيث كان الشيخ يجلس وحوله الأطفال يرددون خلفه ترتيل الآيات حتى تستقر فى أذهانهم ويسهل حفظهم، وكانت الكتاتيب يومها ملحقة بالمساجد أو بجزء من مساحتها، وكان الشيخ يُعلم الأطفال القرآن بمقابل زهيد من الطفل، وقد يكون هذا المقابل ماليا أو جزءا من الحبوب أو بعض ما تخرجه الأرض، وقد تَخرج فى الكتاتيب من الرعيل الأول المشايخ العظام المعروفين وقديما كنا نذهب الى الكتاب ونحن أطفالاً صغاراً ونستمر من الصباح الباكر حتى بعد العصر وكنا نصح اللوح الجديد ونراجع مع سيدنا الأجزاء القديمة حيث كان الواحد لا يلتحق بالأزهر الشريف إلا بعد إتمام حفظ القرآن كاملا مع إجادة القراءة والكتابة ومبادئ الحساب.
هل بإمكاننا إعادة دور الكتاتيب إلى عهدها الأول؟
نعم كل شيء ممكن وليس هناك شيء مستحيل ومايحدث الآن من الأزهر والأوقاف خطوة مهمة للغاية ، لكن الأمر يحتاج إلى زيادة ميزانية الأزهر والأوقاف المخصصة لهذه الكتاتيب والاهتمام بها، مع عودة الأسرة المصرية إلى الكتاتيب مرة أخرى بقوة فى ظل ظهور الهواتف المحمولة والنت والاعلام الذى شغل الاطفال وحول وجهتهم بعيدا عن الكتاتيب، لأن هذه الوسائل قد أخذت وقتا من الصغار حيث إن الدولة فى الفترة الاخيرة اهتمت بِحَفَظَةِ القرآن الكريم ونظمت العديد من المسابقات سواء فى الأزهر الشريف أو فى وزارة الأوقاف وحتى فى بعض المؤسسات والنقابات والاحزاب خصصت جوائز كبيرة لمن يحفظ القرآن الكريم، وكلنا شاهدنا فى الفترة الأخيرة إجراء العديد من المسابقات لمن يحفظ القرآن من الأفراد أو الأسر التى تحفظ القرآن والتى خصص لها الرئيس السيسى جائزة كبرى وأعلى قيمتها فى الاحتفالات الأخيرة وهذا يبشرنا بالخير وعودة الكتاتيب إلى دورها الريادى كما كانت من قبل.
لماذا اخترتم الدراسة بكلية الشريعة والقانون دون غيرها؟
نعم كان أمامنا العديد من الكليات ولكنى اخترت كلية الشريعة خاصة بعد الإعلان عن فتح قسم جديد للقانون تكون الدراسة فيه تؤهل الخريج إلى سلك القضاء، ومن هنا اتجهت هذا الاتجاه على أنه دراسة جديدة إضافة إلى الاتجاه الشرعى مع بعض المميزات التى اتجهت إليها الآن، حيث درسنا الفقه المذهبى والفقه المقارن، ومواد أصول الفقه، وأصول التشريع، وبعض العلوم الشرعية التى تؤهلنا للفتوي، إضافة إلى دراسة مواد القانون بكل فروعها: الجنائي، والدولي، والبحري، والتجاري، والعمل، والمرافعات، حيث كان لدينا حلم العمل فى مجال القضاء ولكن شاء الله عز وجل أن نعمل فى مجال التدريس ونكون أهلا للفتوي.
>هل كنت فضيلتكم من رواد سور الأزبكية؟
عندما كنت فى كلية الشريعة والقانون كنت أذهب أنا وزملائى لنشترى كل ما نحتاجه من مراجع أساسية خاصة مواد القانون من سور الأزبكية حيث كنا نمشى فى شارع الأزهر على الأقدام وتنتابنا النشوة، وكل مِنَّا معه قائمة بأسماء الكتب والمراجع التى يرغب شراءها، حيث كان السور مليئا بكل الثقافات الشرقية والغربية من أدب وفقه وحديث وتفسير وشِعْر وقانون واقتصاد، عِلْمَا بأن الأسعار كانت فى متناول الطالب البسيط- يعنى بقروش- فكنا نذهب إلى هذا المكان كلنا شوق، وكان الواحد منا لا يرجع إلا ومعه كَمٌ كبير من الكتب، سواء أكانت مراجع كبيرة أو كتباً قصصية أو حديثاً أو كتب فقه من المراجع الاساسية وما إلى ذلك، وللأسف الشديد فإن الطالب الآن يعتمد على المذكرات ولا يهتم بالكتاب أو المراجع حتى إن الطلبة أصبحوا لا يهتمون بالمراجع الكبيرة إلا فى مرحلة التخصص الماجستير أو الدكتوراة، حتى إن الطالب الذى يذهب إلى سور الأزبكية إن كان يريد شيئا فقد يشترى أشياء من الكتب البسيطة، ولا يذهب إلى المراجع الاساسية التى كنا نبحث عنها هنا وهناك، حيث كنا لا ننشد ضالتنا إلا على سور الأزبكية الذى تعلمنا من خلاله العلم الغزير والاطلاع على كل المعارف سواء فى الشرق أو الغرب، وفى نهاية الدراسة أصبح لكل خريج منا مكتبته القيمة التى جمعها من سور الازبكية.
رغم ان فضيلتكم كنت متميزا فى الرياضة فلماذا لم تفكر فى الاستمرار بها لتصبح فى مصاف الأبطال؟
بالفعل كنت أحب الرياضة وأمارسها وكنت محترفا حتى أننى كنت متميزا فيها بين أقرانى وكان يتم تكريمى وأحصل على جوائز منها، ولكن الجانب العملى الذى بدأت فيه دراسيا كان يحتاج جهدا كبيرا وتفرغا ووقتا ونظرا لأننى كنت اتفرغ للتحصيل والاطلاع على المراجع الكبيرة فوجدت أن الاستمرار فى ممارسة الرياضة يحتاج الى وقت كبير ورغم ذلك فقد ظللت أمارسها حتى انتهيت من دراستى الجامعية، وعندما بدأت مرحلة الدراسات العليا احتاجت منى وقتاً أطول وجهداً أكثر ساعتها لم أجد امامى سوى التضحية بالرياضة من أجل تحصيل العلم وتحقيق الهدف العلمى الاسمى الذى وهبتنى أمى له منذ صغرى وهو الماجستير ثم الدكتوراة.
ما شعوركم عندما أسند إليكم منصب الإفتاء؟
توليت منصب الافتاء تكليفا لمدة خمس سنوات، حيث كان منصب الافتاء شاغرا، وكان الحرص وقتها على اختيار شخصية معينة لديها القدرة على التصدى للجماعات الإرهابية التى ظهرت وطفت على السطح فى هذا الوقت، وأحدثت توترات شديدة، وبسبب الفراغ كانت الدولة حريصة على انتقاء شخصية ذات مواصفات خاصة للقيام بمهام الإفتاء وقتها، وللعلم فإن هذا المنصب تم عرضه عليَّ أكثر من مرة ولكنى اعتذرت، وحينما كنت أعمل بالتدريس فى الجامعات السعودية طُلب منى العودة، وقطع الإعارة، وفوجئت بالتكليف، ويوم التكليف كنت مناقشا لإحدى الرسائل العلمية فى فرع من فروع جامعة الأزهر بالأقاليم، وحاولوا الاتصال بمنزلى وفى كل مكان، ولكنهم لم يفلحوا الوصول إليِّ سوى بصعوبة فى نهاية اليوم، وهكذا كانت إرادة الله سبحانه وتعالى بأن أكون مفتيا للديار المصرية.
هل وجدتم حرجا فى التصدى لأى فتوى خلال فتره توليكم منصب الافتاء؟
لم أجد صداما ولا حرجا بين الجانب الدينى والجانب المدني، ، وشهادة للتاريخ لم يتدخل أحد من قريب أو من بعيد، أو من أى سلطة مهما كان فى عملى بالإفتاء ولو على سبيل النصح، وقد مارست عملى بشكل مكتمل الأركان، لم يكن هناك رقيب على ما أنطق به سوى ضميرى الفقهي، وأنا احدثكم الآن بعيدا عن المنصب منذ سنوات ماضية ولا أبغى بكلامى جزاءً ولا شكورا، لكنها شهادة للتاريخ ممن يتهمون الدولة بما ليس فيها، ولا يدرى هؤلاء جميعا أن مصر دولة مؤسسات، وأن علماء الأزهر لا يخافون فى الحق لومة لائم، وأن المفتى كما وصفه الإمام ابن القيم بأنه «مُوقع عن الله تعالي» فى أحكام الحلال والحرام، يستحيل أن يتصدر لذلك من يخالف ضميره الفقهى والعلمي والدولة تقدر هذا وتحترمه.
فتوى التدخين هل جلبت لكم متاعب أو تسببت فى الحرج؟
أذكر أن منظمة الصحة العالمية طلبت إبداء الرأى الشرعى فى حكم التدخين، ورغم تأكيد المنظمة العالمية على خطورة التدخين فإن العالم الإسلامى لم تكن لديه استجابة لما صرحت به المنظمة، وشاءت الأقدار بعدها أن تطلب بعض المؤتمرات ورقة عن أضرار التدخين ومدى حرمة التدخين، وجاءت الدعوة قبل انعقاد المؤتمر بشهرين، وعكفت على البحث واتضح لى فعلا أن التدخين والمخدرات سواء، بل إن أضرار التدخين أكثر من المخدرات، وكل الوثائق التى قُدِمَت لمنظمة الصحة العالمية أثبتت أن كل الأمراض التى تصيب جسم الإنسان مثل أمراض الرئة والقلب والشرايين والعظام بسبب الكحوليات الداخلة فى الدخان والسجائر، كما يضاف إلى السجائر نسبة من الكحول المُخْمِر وهذا حرام، لأنه مُسْكِر، والحديث أثبت بالنص والقياس أن المسكر حرام، وبعدها قدمت الورقة الى المؤتمر، وتم نشر الفتوى فى الدول العربية وفى المدارس والمساجد وتأكيد أن التدخين قطعا ضار بالصحة وتعاطيه حرام، وبعد إصدار الفتوى بحرمة التدخين وثقت منظمة الصحة العالمية شهادة تقدير، وبناء على ذلك قررت نشر هذه الفتوى فى اليوم العالمى للتدخين فى معظم وسائل الاعلام الرسمية فى الدول العربية والإسلامية، ورغم اللغط الذى أثير حولها عمدا من أصحاب المصالح إلا أننى أعود مؤكدا أن المفتى متجرد من الهوى والغرض ولا يخشى فى فتواه سوى الله ومصلحة الإنسان، ولو عاد بى الزمن فلن أتراجع عن فتوى التدخين ولن أخشى السوشيال ميديا التى يضع لها البعض حسابات.
هل يمكننا ايجاد حل للمشكلة المستعصية فى القضاء على فوضى الفتاوي؟
الفتوى يجب ألا تكون إلا من أهل الاختصاص وخاصه الفتوى المتعلقة بالمصلحة العامة ولا تصدر إلا من جهة واحدة لما يترتب عليها من المصلحة العامة المرتبطة بمصلحة الناس كما يترتب عليها أمر المحاكم ولقد قلت مراراً وتكراراً إن الفتوى لا تصدر إلا من جهة واحدة متخصصة، وعلى وسائل الاعلام المختلفة عدم نشر أى فتوى إلا إذا صدرت من أهل الاختصاص فقط من أجل مصالح العباد الشخصية وحاجة القانون ومصلحة المجتمع، ولابد الرجوع لأهل الاختصاص فى مثل هذه الفتاوى التى تمس المصلحة العامة أو تمس مصلحة الوطن وحسن فعلت الدولة الان بمنع مظاهر الفوضى من خلال ضوابط حاسمة.
هل المؤسسات الدينية قامت بواجبها فى مواجهه عشوائية الفتاوي؟
المؤسسات المعنية بالإفتاء هى الأزهر الشريف بمؤسساته ودار الافتاء المصرية وكل من المؤسستين تعرف واجبها على أكمل وجه، لكن المشكلة تقع على كاهل وسائل الاعلام المختلفة التى لا تلتزم بنشر الفتاوى الصادرة عن الازهر ودار الإفتاء، والمشكلة تكمن حاليا فى بعض وسائل الاعلام التى تبث فتاوى صادرة من هنا وهناك عن طريق عمل لقاءات وحوارات مع كل من هَبَّ ودبَّ من مؤيد ومعارض من أجل نسب المشاهدات للبرنامج على حساب الفتوى الصحيحة فغير المؤهلين يقرأون فى الكتب القديمة أو لبعض غير المؤهلين للإفتاء ممن لا يعلمون أن الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان وبذلك يتخبط الناس بين الفتاوى الصحيحة والباطلة، إذن المؤسسات تقوم بدورها على أكمل وجه، لكن المشكلة الرئيسية تكمن فى أمانة النقل ، وصدور ضوابط تحكم من يفتى.
هل الهجوم على الازهر ينتقص من قيمته فى قلوب ونفوس المصريين والعالم؟
الهجوم على الأزهر الشريف جعل مكانته تزداد علوا وقدرا فى نفوس الناس، وزادت وتيرة العداء للأزهر بعدما بدأ الغرب يؤصل لنظرية صدام الحضارات بينما على الشط المقابل كان علماء الأزهر يحملون راية تعاون الحضارات وتكاملها، ولكنهم كلما أوقدوا نارا لإحراق محبة الأزهر فى قلوب الناس، كان الله لهم بالمرصاد فيطفئ نيرانهم، ويزداد توهج الأزهر فى أرجاء المعمورة علما وهداية ونورا وثقافة وفكرا، وهناك سر غريب اختص الله تعالى به الأزهر الشريف حيث يختار لإمامته رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه من تبليغ الرسالة وأداء الأمانة يحملونها إلى الناس جميعا صافية نقية على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ورغم أن الأزهر الشريف يأتى على رأس القوة المصرية الناعمة فإننا نجد البعض يتفرغ للهجوم على مكانته ومكانة علمائه، يحاولون أن ينتقصوا من قدره وقدر منسوبيه، لكنهم لن يفلحون. فالأزهر مؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية ويقدم رسالة الإسلام السمح ويواجه التطرف وجماعات الضلال والارهاب وسيواصل دوره.
ما رأيكم فى حرص الدولة على تجديد الخطاب الديني؟
الخطاب الدينى قضية قديمة لكنها ظهرت بقوة بعد انتشار السوشيال ميديا نتيجة التيارات المتشددة التي جعلت الناس يعتبرون الدين جحيما لا يطاق رغم أن الدين كله رحمة، وبدأت تلك التيارات تتخذ من الشباب وقودا لأعمالهم التخريبية، وأصبحنا بين عشية وضحاها نجد جماعات ارهابية تعتبر القتل حقا مشروعا وطريقا للدعوة إلى الله، وتجاهل هؤلاء أن الله تعالى هو الرحمن الرحيم، لذلك فإن الدولة اتخذت خطوات جادة وحاسمة وكانت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ذلك المجال قوية وكشفت عن عزيمة الدولة ومؤسساتها فى تنقية الخطاب الدينية من الشوائب ، وللحق فإن الدولة ساندت المؤسسات الدينية فى خطواتها التى حققت فيها نجاحا على المستوى الدولى بقيادة الأزهر الشريف وإمامه الأكبر د.أحمد الطيب الذى اشتبك مع التيارات المتشددة فكريا حتى أظهر أمام العالم أن جماعات الارهاب مجموعة من المدلسين الكاذبين الذين يفترون على دين الله الباطل، وليس اليوم كالأمس، وهذا فإننى على يقين أن القيادة السياسية المصرية ستحقق الإنجاز بتطهير الفكر الدينى من شوائب المنحرفين.