أكد الكاتب الصحفي الدكتور محمود مسلّم، رئيس لجنة الثقافة الإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، والمتحدث الرئيسي بالمؤتمر، أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة تاريخية لتحويل المؤسسات وتطوير أدائها، وأنه لتحقيق هذه الفوائد، يجب على المؤسسات الاستثمار في تطوير الكفاءات اللازمة، وبناء شراكات مع الخبراء في هذا المجال، وتبني ثقافة الابتكار والتعلم المستمر، وهو ما تتيحه جامعة الدولة العربية بعراقتها وتاريخها ممثلة في المنظمة العربية للتنمية الإدارية من خلال المؤتمر العربي السابع للتواصل والعلاقات العامة والذي يتناول قضية بالغة الأهمية، وهي استراتيجيات توطين تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التواصل المؤسسي الفعال.
جاء ذلك خلال كلمته كمتحدث رئيسي في افتتاح فعاليات “المؤتمر العربي السابع للتواصل والعلاقات العامة”، “استراتيجيات توطين تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التواصل المؤسسي الفعّال” الذي انطلقت فعالياته اليوم، وتعقده المنظمة العربية للتنمية الإدارية- جامعة الدول العربية، خلال الفترة من 3- 5 ديسمبر الجاري بمدينة أسوان.
المجلس الوطني المصري للذكاء الاصطناعي
أوضح مسلّم أن توطين الذكاء الاصطناعي واستيعابه يحتاج إلى إرادة ورؤية حقيقية واستراتيجية متكاملة، وهو ما أقدمت عليه الدولة المصرية مبكرا وبخطوات متسارعة، فأنشأت الحكومة المصرية المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي في نوفمبر 2019 باعتباره شراكة بين المؤسسات الحكومية والأكاديميين والممارسين البارزين من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن أول مهام المجلس، كان وضع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي كأولوية رئيسية لمساعدة مصر على تحقيق أهدافها في مجال التنمية المستدامة، وإبراز خطط الدولة من أجل تعزيز استخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي لتحويل الاقتصاد ليتجاوز مجرد اعتماد التكنولوجيا وتبنيها إلى إعادة التفكير بصورة رئيسية في نماذج الأعمال وإحداث تغييرات عميقة لجني مكاسب الإنتاجية وخلق مجالات جديدة للنمو.
أشار إلى أن محاور استراتيجية مصر للذكاء الاصطناعي تعتمد على دمج تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في العمليات الحكومية لرفع الكفاءة وتعزيز الشفافية، وتهيئة المصريين لعصر الذكاء الاصطناعي على جميع المستويات، بدءًا من نشر الوعي العام وحتى توجيه التعليم الرسمي وتقديم برامج تدريب على المستويين الفني والمهني.
وأضاف: كما تركز الاستراتيجية على تعزيز مكانة مصر القيادية على المستويين الإقليمي والدولي من خلال دعم المبادرات ذات الصلة وتمثيل الموقفين الأفريقي والعربي والمشاركة بفاعلية في المناقشات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي في المنظمات الدولية المختلفة مثل اليونسكو ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمنظمة الدولية للفرانكفونية والاتحاد الدولي للاتصالات والمنظمة العالمية للملكية الفكرية وغيرها.
الإعلام الأكثر تأثراً بالذكاء الاصطناعي
أشار مسلّم إلى أن قطاع الإعلام والاتصال والعلاقات العامة من القطاعات الأكثر تأثراً بالذكاء الاصطناعي؛ وأنه فيما يخص المهام والوظائف الأكثر شيوعا عالميا للذكاء الاصطناعي، فإن الكتابة احتلت المركز الأول بـ 64% يليها تحليل البيانات بـ62%، وإنشاء محتوى تسويقي بنسبة 58%، وكلها وظائف ترتبط بالإعلام والاتصال. لافتًا إلى في مجال العلاقات العامة، تشير الاستطلاعات لشركات الأبحاث العالمية، أن 68% من المتخصصين في العلاقات العامة حول العالم يستخدمون الذكاء الاصطناعي
أكد أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت تشكل ركيزة أساسية في حياتنا اليومية وفي عالم الأعمال على حد سواء، وأن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم يدخل في شتى المجالات، بدءًا من الأعمال التجارية وصولاً إلى القطاع الصحي والتعليم. وفي مجال التواصل المؤسسي، يمثل الذكاء الاصطناعي ثورة حقيقية، حيث يوفر لنا أدوات وأساليب جديدة لتحسين التواصل مع الجمهور، وفهم احتياجاته، وتلبية تطلعاته.
آفاق جديدة غير مسبوقة
وأضاف: وشهدنا في السنوات الأخيرة تطورات مذهلة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث بات قادراً على أداء مهام كانت حكراً على البشر، مثل التعلم والتفكير والإبداع، وفي عالم الاتصال والإعلام والعلاقات العامة، يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقاً جديدة غير مسبوقة، حيث يمكنه تحليل كميات هائلة من البيانات، وتوليد محتوى مخصص، وتحسين تجربة العملاء، وتعزيز الكفاءة التشغيلية للمؤسسات.
واختتم كلمته مؤكدًا أن جلسات المؤتمر العربي السابع للتواصل والعلاقات العامة، تنم عن وعي كبير بقضايا الذكاء الاصطناعي وما يتيحه من فرصة نحو التغيير في مجتمعاتنا العربية للأفضل، وأن ما ينجم عنه من تحديات ومعوقات قد تشكل خطرا إذا لم نستوعبها ونتعامل معها، معبرًا عن أمله في العمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل، وأن يكون الذكاء الاصطناعي شريكاً استراتيجياً لنا في تعزيز التواصل المؤسسي الفعال.