إن أى تصورات ترى أنها خطوات التمكين الموجهة فى سبيل المرأة المصرية هى ليست من قبيل المن والكرم والتفضل من الرجل إنما هى تصورات واهمة تماما.. ولا تليق بالفكر الحديث ولا بالدول والمجتمعات التى تسعى لنهضة حقيقية. هذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى ومن خلال رؤيته لتمكين المرأة المصرية التى وصفها بأبلغ وصف حين قال عنها عظيمات مصر.. وأن دور المرأة المصرية أشد خطورة وقسوة عن أى امرأة أخرى فى أى دولة فى العالم الآن حجم تضحياتها مع حجم المسئولية الملقاة على عاتقها مع عدم شكواها رغم كل تلك المتاعب يدفعنا دفعا للتعجيل بإعطائها المكانة اللائقة بها فلولا المرأة ما وجدت الإنسانية.
هكذا بدأت «الجمهورية الاسبوعي» حوارها مع د. مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى الآن ورئيسة المجلس القومى للمرأة لسنوات طويلة سابقا والتى استطاعت بناء استراتيجية عامة لتمكين المرأة حتى تكون شريكا فاعلا للتنمية المستدامة انطلاقا من أجندة لأقدم دولة فى التاريخ وكان هذا الحوار لتقديم ما تم من خلال المجلس القومى للمرأة ثم خطتها المستقبلية للمرأة من خلال وزارة التضامن الاجتماعى .
> فى رأيك ما القضايا التى تهم المرأة المصرية حالياً؟
>> يعد التمكين الاقتصادى للمرأة المصرية أحد المسائل الملحة ومن قضايا عصرنا الحالى وهو المفتاح الأساسى للنهوض بها والواقع يقول إن دستور 2014 يكفل المساواة بين المواطنين ويحظر التمييز على أساس النوع بالرغم من ذلك فمشاركة المرأة فى سوق العمل مازالت منخفضة.
> هل التمكين الاقتصادى هو الأهم من وجهة نظرك؟
>> التمكين الاقتصادى للمرأة هو المفتاح الأساسى للنهوض بها فى كافة المجالات.
والمجلس القومى للمرأة الذى كنت رئيسته منذ عام كان من أهم خطة عمله تضمين النوع الاجتماعى ضمن خطة الدولة لضمان تكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين وهذا سعينا له منذ سوات طويلة لتمكين المرأة اقتصاديا من خلال تشجيع إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وتدريبها على كيفية العمل ومساعدتهم لتسويق منتجاتهن سواء بإقامة معارض أو تسويق خارجى وتسليط الضوء على نماذج السيدات رائدات الأعمال وقام المجلس القومى للمرأة بتنفيذ عدة مشروعات فى محافظات الجمهورية مع توسيع نطاق الاقتراض والادخار بالقرى الأكثر فقرا والمحرومة من الخدمات.
> ماذا تم أيضا من أجل المرأة الفقيرة؟
>> قمنا باستخراج بطاقات الرقم القومى للسيدات غير القادرات بجميع محافظات مصر بالتعاون مع مصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية وقام المجلس القومى أيضا بتنفيذ حملات توعية استهدفت رفع الوعى العام من أجل حصول المرأة الريفية على حقوقها فى التنمية والمساواة.
> وما التحديات التى تواجه المرأة المصرية.
>> يعتبر من أكبر التحديات التى تواجهها المرأة حاليا فى مصر وتحتاج إلى عمل متواصل ومستمر وسعى حقيقى ربما يصل إلى سنوات كبيرة من العمل من جميع مؤسسات المجتمع فى مصر هو العمل على تغيير الصورة النمطية التى ينظر بها المجتمع إلى المرأة ودورها ومكانتها فى المجتمع.. والتى حصرتها فى أدوار ثانوية لا تليق بما وصلت إليه المرأة سواء فى مصر أو فى العالم وما حصلت عليه من تعليم وثقافة ومناصب أثبت كفاءتها وإمكانياتها.
ولكن أنا متفائلة بما تم للمرأة المصرية والسبب هو الرئيس السيسى الذى قال فى بداية رئاسته أننى لن أوقع على أى قرار لا ينصف المرأة.
> باعتبارك رئيس الصندوق الاجتماعى لعلاج الإدمان والتعاطي.. ماذا عن خدمات العلاج لمرضى الإدمان؟
>> هناك باستمرار تقديم خدمات مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى والتأهيل لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة.. ووفقا للمعايير الدولى من خلال 30 مركزا علاجيا تابعة للصندوق مع إتاحة الخدمة فى 19 محافظة من خلال الخط الساخن 16023 على مدار 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع.
وتلقيت تقريرا من د. عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة علاج الإدمان والتعاطى عن الخدمات المقدمة من الخط الساخن حيث تم تقديم الخدمات العلاجية خلال النصف الأول من عام 2024 لعدد 77 ألف و110 مرضى ومتابعة 10644 مريضا فى المناطق العشوائية.
أنا لا أنسى أبدا ما قاله الرئيس مخاطبا الرجال وكونوا بحق رجال مروءة وشهامة وتوازن انحنوا احتراما وتقديرا للمرأة.
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول قبل وفاته وصفية واحدة منهما تتعلق بالعبادة والثانية تتعلق بالحياة التى تتعلق بالحياة قال فيها استوصوا بالنساء خيرا عايزين نشوف حنعمل إيه خير من أجل تنفيذ هذه الوصية التى هى إكرام المرأة.
وقال الرئيس أيضا انه يقول لكل السيدات فى مصر وفى افريقيا وفى العالم كل الاحترام وتقدمن وخذن مكانكن الذى تستحقه.
> باعتبارك نائب رئيس الهلال الأحمر المصرى ماذا قدم الهلال الأحمر لأهالى غزة خاصة بعد العدوان الإسرائيلي؟
>> الهلال الأحمر قدم مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة منذ أكتوبر الماضى وحتى الآن اشتملت على 24.23 ألف طن عن طريق 803 طائرات و41 و94 أطنان عبر 235 سفينة وما يزيد على 315 طن عبر المجهود الأرضى فضلا عن 6 مستشفيات ميدانية وأن أكثر هذه المساعدات تمت بمشاركة التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى والمجتمع المدنى من الجمعيات الأهلى و41 منظمة دولية و49 دولة وعدد الشاحنات التى تم تسليمها إلى قطاع غزة.. و22 ألف شاحنة حملت مساعدات إغاثية وطبية.
أيضا تعامل الهلال الأحمر مع كل الكوارث والأزمات الدولية حيث تم تقديم مساعدات إغاثية لسوريا وتركيا فى أحداث الزلزال الذى ضربا عام 2023 وأيضا تم لأزمة السودان تقديم مواد غذائية تزيد على 2 مليون وحدة من المواد الغذائية وما يزيد وكذلك 107 آلاف خدمة طبية.
كذلك فإن جمعية الهلال الأحمر التى يمتد تاريخها إلى 100 عام لها دور كبير فى تقديم خدمات الإغاث الإنسانية فى الأزمات والكوارث وتحظى بثقة كبيرة على المستويين الإقليمى والدولي.
من هذا المنطلق أتقدم بالشكر والتقدير للسيدة انتصار السيسى حرم السيد رئيس الجمهورية على حرصها على الدعم والمتابعة جهود الهلال الأحمر.. بزيادة المركز عدة مرات والإشادة بالمساعدات الإغاثية والإنسانية التى يقدمها.
> وماذا عن نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان؟
>> إن مصر الآن لديها 185 نائبة فى مجلس الشيوخ والنواب وهو عدد تاريخى وبهذا العدد أصبح ترتيب مصر فى نسبة المرأة بالمجالس النيابية الـ «66» بعد أن كان الترتيب فى السابق 135 نحن أمام خطوة تاريخية بعد 72 عاما من النضال بوصول المرأة إلى مجلس الدولة والنيابة العامة حقا إنه عصر ذهبى يمهد الطريق أمام المرأة المصرية وأن عصر السيسى شهد إقرار قوانين وإجراء تعديلات على قوانين لتحقيق الحماية والمساواة للمرأة والتى عبرت عنها المقولة التاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسى لن أوقع على قانون لن ينصف المرأة المصرية.
بعنوان «نساء التضامن» والذى يرصد شهادات عن دور المرأة المصرية فى مشروع تكافل وكرامة وكيفية توفير مشروعات صغيرة تساعدها مثل مشروع مستورة وفيلم آخر تسجيلى بعنوان «شجرة المستقبل»
> هل يحتاج برنامج تكافل وكرامة إلى إعادة نظر؟
>> تمثل السيدات 78 ٪ من المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة ويشمل 18 ٪ من النساء المعيلات بتكلفة 19 مليار جنيه وأن 50.7 ٪ من العاملين فى جهاز الدولة من السيدات و155 ٪ تساوى المعاشات والأجور بين الذكور والإناث.
أيضا المجلس القومى للمرأة منذ نشأته برئاسة د. فرخندة حسن ثم د. ميرفت التلاوى يمثل الظهر والسند للمرأة المصرية على مدى أكثر من عشرين عاما مع ارتفاع القروض الميسرة للسيدات تستفيد منها أكثر من 300 ألف سيدة.
وأن وزارة التضامن تعمل على سداد مديونيات الغارمات مع ملاحقة سماسرة الإقراض وتنفيذ حملات توعية لترشيد الاستهلاك غير الواعى وأن المجلس القومى للمرأة عمل بجانب وزارة التضامن لتسترد المرأة حقوقها الإنسانية لافتاً إلى أن شعاره كان تمثال نهضة مصر وخلفه الشمس للتعبير عن آمال المرأة وطموحها وتم إعادة تصميم الشعار فى ظل العصر الذهبى الذى تعيشه والذين أمن بحقوقها.
> ماذا عن المرأة المصرية فى المناصب القيادية؟
>> المرأة فى المناصب القيادية لدينا وزيرات ولدينا الكثيرات نائبة ومساعدة للوزير وأخيرًا 18 سيدة نائبة للمحافظ ولدينا أكبر عدد نساء فى البرلمان ولكن نقف الآن أمام المرأة قاضية والمرأة فى مجلس الدولة التى يرفض هذا كثير من الرجال باعتبار أن الشرع يمنع ذلك وهذا غير صحيح لأن هناك تفسيرات خاطئة للدين مثل الرجال قوامون على النساء أو من ولوا أمرهم لامرأة.
وإذا كانت المرأة المتعلمة وصلت لأعلى المناصب فى عهده ففى هذا الوقت القصير 13 عاماً لم تترك أى منصب فكانت لأول مرة محافظ وكذلك نائبات للمحافظين ورئيسة لمجلس حقوق الإنسان وزيادة عددها فى السلك الدبلوماسى والنيابة العامة وكذلك فى مجلس النواب ومجلس الشيوخ استمع الجميع إلى صوت المرأة يدوى فى هذه الأماكن.
المرأة المصرية بدأت حركتها بالمطالبة بحقوقها منذ 1919 على يد هدى شعراوى والمطالبة بضرورة تعليمها وكانت المدارس والجامعات هى أول من استقبل النساء..
بعد هذا بدأت تطالب بتعليمها بحقوقها مثل الرجل فى كل شيء وخصوصا أن الإسلامى يمنح المرأة حقوقها فى الأسرة وفى العمل والإرث بشكل منصف.
> هل انخفضت نسبة العنف ضد المرأة؟
>> المعلومات والإحصائيات تشير إلى أن العنف ضد المرأة والأسرة يتكلفان 1.50 مليار وتجربة مصر لمحاربة العنف ضد المرأة تجربة رائدة ونموذج تحتذى به الدول العربية فهى أول دراسة تقوم بها دولة عربية هى مصر وتحدد التكلفة الاقتصادية لها.
ليس معنى أن نحارب العنف والتحرش ضد المرأة أنه ليس موجودا بالخارج فمثلا هناك حادثة مشهورة لوزير الدفاع البريطانى مايكل قالون وعندما وضع يده على ركبة المذيعة وقد اعتذر الوزير للمذيعة جوليا هارتلى ومع ذلك قدم استقالته مع الوزارة.
> وماذا عن خطتك بالنسب لوزارة التضامن الاجتماعي؟
>> تضمن خطة الوزارة فى الفترة القادمة مواصلة دعم وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية «شبكات الأمان الاجتماعى وزيادة نسبة الإنفاق على الحماية الاجتماعية فى إطار تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الحماية للفئات محدودة الدل والفئات الأولى بالرعاية والتمكين الاقتصادي.
إن الوزارة تتوجه فى برامجها من الدعم والرعاية والحماية إلى التنمية والعمل خاصة أن كل أوجه الدعم لن تمكن الأسر من التغلب على الفقر ولكن بالعمل فقط والتنمية وخلق مصادر دخل للأسرة يمكن أن تخرج من دوائر الفقر.
تنمية اقتصاد الرعاية باعتباره ممكنا لعمل المرأة إذا يخلق فص مل جديدة لها ويسمح بتحقيق التوازن بين دورها الانتاجى ودورها الاجتماعى فضلا عن توفير التمويل للمرأة بأقل الشروط والضمانات وإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتوعية المالية ببرامج الشمول المالى للسيدات فى المناطق الريفية والنائية وتوفير الدعم الفنى للمرأة فى مجال ريادة الأعمال وتوفير حاضنات أعمال للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
تطوير خدمات الرعاية الاجتماعية والطفولة المبكرة ومراكز الطفل والأسرة وخدمات التربية الوالدية الإيجابية فى تلك المناطق بالمحافظات.
توسيع نطاق تغطية التأمين الاجتماعى للقطاعين الرسمى وغير الرسمى وتوفير الحماية ضد مخاطر الشيوخة والإعاقة والبطالة.
جذب المزيد من الاستثمارات فى الصناديق المالية الاجتماعية والعمل على استحداث مؤشر لقياس وتقييم أثر تلك الاستثمارات هذا إلى جانب تقييم وتطوير الخدمات التى تتم من خلال وزارة التضامن الاجتماعى ممثلة فى صندوق «عطاء» للاستثمار الخيرى وصندوق «قادرون باختلاف» وصندوق «رعاية المسنين» وصندوق «دعم الصناعات الريفية والبيئية والمعاش الريفي» لمواجهة الفقر ومنع التسرب من التعليم والتمكين الاقتصادى للفئات الأولى بالرعاية ودعم وتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة.
الاستمرار فى حصر العمالة غير المنتظمة فى جميع القطاعات وتقديم الخدمات الاجتماعية لهم.