قالت الدكتورة أمل أمين أستاذة اللدائن وتكنولوجيا النانو فى المركز القومى للبحوث، إن العمل على تعزيز تكنولوجيا التعليم، هو الطريق إلى التنمية المستدامة ودعم المجتمع، كما أن الاستثمار فى الباحثين الموهوبين، هو من استثمار طويل الأجل، وفى خدمة المجتمع.
أضافت د. أمل.. وهى صاحبة جائزة قيادة السلام فى العلوم والتكنولوجيا، أن التكنولوجيا هى أداة قوية لبناء مجتمعات متقدمة، ويجب أن يخدم البحث العلمى المجتمع، ويجب أن تكون الحلول، تابعة من المجتمع المحلي.
طالبت العالمة المصرية، بتعزيز التعاون الخارجي، لأنها تراه أساس التقدم العلمى فى مواجهة التحديات، كما ترى أن إعادة تدوير الموارد، هى الحل المستدام لتخفيف الضغط على الاقتصاد.. وهذا نص ما دار معها من حوار.
> فى البداية بصفتك متخصصة فى تكنولوجيا النانو.. ما هى بشكل مبسط؟
>> تعد تكنولوجيا النانو مجالاً علميًا وهندسيًا يتعامل مع المادة على نطاق الذرات والجزيئات، وهذا التلاعب بالمادة على هذا المقياس الدقيق يؤدى إلى ظهور خواص جديدة ومختلفة، مما يفتح آفاقًا واسعة للتطبيقات فى العديد من الصناعات.
وتطبيقات تكنولوجيا النانو واسعة ومتنوعة، بداية من الطب والهندسة، وصولاً إلى الإلكترونيات والطاقة، ومع ذلك، فإن نجاح هذه التطبيقات يعتمد بشكل كبير على احتياجات كل صناعة على حدة، فما ينجح فى صناعة الدواء قد لا ينجح فى صناعة السيارات.
وبالنظر إلى الطبيعة المتطورة والمتغيرة لتكنولوجيا النانو، فمن الصعب تحديد مستقبل محدد لها، فبدلاً من الحديث عن مستقبل النانو بصفة عامة، من الأفضل التركيز على كيفية تطوير تطبيقاتها فى مختلف المجالات بما يتلاءم مع الاحتياجات المتغيرة.
> وما مدى أهمية التعاون الدولى فى المجال العلمى لمواجهة التحديات العالمية؟
>> التخصص الدقيق للعلم الحديث يستدعى تضافر الجهود بين العلماء من مختلف الثقافات والخلفيات، وأن هذا التعاون يعود بفوائد عديدة، منها تسريع وتيرة البحث العلمي، وتبادل المعرفة والخبرات، وبناء شبكات علمية عالمية. كما يؤكد على دور العلماء فى حل النزاعات الدولية من خلال تقديم حلول علمية مبنية على الأدلة. وتبنى مفهوم العلوم كأداة لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء للجميع.
> وهل يعتبر الانفتاح على العالم الخارجى شرطًا أساسيًا لتحقيق العالمية؟ وما البدائل المتاحة؟
>> لا يتطلب تحقيق العالمية الانفتاح على العالم الخارجى فحسب، يمكن للإنسان أن يساهم فى بناء عالم أفضل وهو فى مكانه، شريطة أن يتوجه اهتمامه نحو قضايا إنسانية ملحة، ومن خلال العمل على حل مشكلات المجتمع، يساهم الفرد بشكل فعال فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، وإن الاهتمام بالأسرة والمجتمع المحلى هو خطوة أساسية نحو تحقيق هذا الهدف.
> ما تفاصيل حصولك على جائزة «قيادة السلام فى العلوم والتكنولوجيا» للنساء الاستثنائيات التى حصلت عليها مؤخراً؟
>> هى جائزة تعطى للمشاركين فى بناء السلام، وهى مقدمة من منظمة طرق للسلام وهى منظمة دولية للتعليم والاستشارات ولبناء السلام وتهدف الى دعم صانعى السلام على مستوى العالم وهى تعمل مع الأمم المتحدة وتكون بترشيحات دولية، لقد رشحتنى شخصية عالمية للجائزة، تقديراً لجهودى فى مجال التكنولوجيا والتعليم، وهذه الجائزة تهدف إلى تشجيع الابتكار وتطوير حلول تكنولوجية تساهم فى تحقيق السلام والاستدامة العالمية.
فى البداية، كانت الجائزة تركز على الجهود الإنسانية التقليدية مثل العمل فى مجال الإغاثة والتنمية، لكن مع تزايد أهمية التكنولوجيا فى حياتنا، أدركت اللجنة المنظمة أن المعرفة والابتكار هما أساس التقدم والسلام فى العصر الحالي، لقد لاحظت اللجنة أننى أسعى لتطوير حلول تكنولوجية تعالج التحديات العالمية مثل توفير المياه النظيفة والطاقة المتجددة والتعليم الجيد، كما أؤمن بأن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة قوية لبناء مجتمعات متقدمة، وأكثر عدالة ومساواة.
> كيف يمكن أن يلهم نجاحك فى مجال التكنولوجيا والتعليم الشابات الطموحات لدخول مجالات العلوم والتكنولوجيا؟
>> هذه الجائزة، أرى أنها تتجاوز مجرد تكريم شخصي، إنها تعكس الاعتراف المتزايد بأهمية دور المرأة فى العلوم والتكنولوجيا، ولقد واجهت العديد من التحديات خلال مسيرتى المهنية، ولكننى تمكنت من التغلب عليها بفضل الدعم الذى تلقيتُه من زملائى ومجتمعي. آمل بالطبع أن أكون قدوة للشابات الطموحات، وأن ألهمهن للسعى لتحقيق أحلامهن فى مجال العلوم.
> وما التحديات التى تواجه الباحث المصرى خاصة فى السنوات الأخيرة؟
>> رغم التقدم الكبير الذى أحرزه الباحثون المصريون فى السنوات الأخيرة، إلا أن هناك العديد من التحديات التى تواجههم. من أهم هذه التحديات نقص التمويل المستدام للأبحاث، وعدم وجود آليات فعالة لنقل التقنيات من المختبر إلى الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب التعاون الفعال بين الجامعات والمؤسسات البحثية والصناعة يعوق تسريع وتيرة الابتكار. لذلك، يجب على الدولة أن تولى اهتمامًا أكبر بدعم البحث العلمى وتوفير البيئة المناسبة للإبداع والابتكار.
وأعتقد أن الباحث العلمى له دور حيوى فى خدمة المجتمع، ومن خلال أبحاثه، يمكنه المساهمة فى حل المشكلات الملحة التى يعانى منها المجتمع، مثل نقص المياه والطاقة. على سبيل المثال، يمكن للباحثين تطوير تقنيات جديدة لتحلية المياه أو إنتاج الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للباحثين أن يلعبوا دورًا مهمًا فى نشر الوعى العلمى بين أفراد المجتمع، وتعزيز ثقافة الابتكار والإبداع.
> وما دور البحث العلمى والتعاون بين العلماء وصناع القرار فى مواجهة تحديات التى تواجه مجتمعنا؟
>> نحن بحاجة إلى التركيز على المشكلات التى تواجه مجتمعنا، مثل ندرة المياه والتلوث. يمكننا الاستفادة من تجارب دول أخري، فى إدارة الموارد المائية بكفاءة. يجب علينا أيضاً تشجيع إعادة استخدام المياه وتدوير المخلفات.
وللتغلب على تحدى الطاقة، يمكننا الاستثمار فى الطاقة الشمسية، وتشجيع المبانى المستدامة، بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا ربط البحث العلمى باحتياجات المجتمع، وتشجيع التعاون بين العلماء وصناع القرار.
والتجارب الدولية التى مررت بها أثرت بشكل كبير على رؤيتي، وأدركت أهمية التعاون الدولى فى مواجهة التحديات العالمية. تعلمت أننا جميعًا قادرون على إحداث تغيير إيجابي، وأن الحلول لا يجب أن تأتى دائمًا من القمة بل يمكن أن تنبع من المجتمعات المحلية.
وأؤمن بأن العلم والتكنولوجيا، يمكن أن يكونا أداتين قويتين لمعالجة المشكلات العالمية، ولكن يجب أن يكون استخدامهما بعدل ومساواة، ويجب أن نعمل على توفير فرص التعليم والوصول إلى التكنولوجيا للجميع، خاصة فى المناطق المحرومة.
> كيف يمكن لتطبيق مفهوم إعادة تدوير الموارد أن يساهم فى تقليل الضغط على الموارد العالمية؟
>> إن إعادة استهلاك الموارد بطريقة رشيدة هو هدف يمكن تحقيقه من خلال التعاون المشترك، تخيل أن لدينا مؤسسات تمتلك ثلاثة أجهزة بديلة أو أربعة، فبدلًا من شراء أجهزة جديدة، يمكننا إعادة استخدام هذه الأجهزة الموجودة، هذا الأمر ليس فقط سيقلل من النفقات، بل سيحد أيضًا من استهلاك المواد الكيميائية الضارة بالبيئة، هذا مثال بسيط على مفهوم إعادة استخدام الموارد، والذى يعنى تقليل الكمية الإجمالية للموارد المستخدمة.
ولا يمكن إعادة استخدام نفس الجهاز مرتين فى نفس المنشأة، مما يعنى أن هناك منشآت تمتلك عدة بدائل لهذا الجهاز، قد يكون هذا مؤشرًا على أن المشكلة ليست فقط فى النفقات الكيميائية، خاصة إذا قمنا بمراجعة هذه النفقات بشكل دوري. هذا يؤكد أهمية إعادة تدوير الموارد، حيث يمكننا الاستفادة من هذه الأجهزة بدلاً من شراء أجهزة جديدة.
وإذا طبقنا هذا المبدأ، يمكننا تقليل الضغط على الموارد العالمية، وتركيز جهودنا على المشكلات الأكثر إلحاحًا على المستوى المحلي. هذا يعنى أننا سنتمكن من إجراء المزيد من الأبحاث العلمية المحلية، دون الحاجة إلى الاعتماد على الأبحاث الأجنبية، ودون الحاجة إلى استيراد مواد أو معدات باهظة الثمن. بالطبع، لا يجب أن نتجاهل الأبحاث العالمية، ولكن يمكننا التركيز على المجالات التى تهمنا بشكل مباشر، مثل الزراعة والأمن الغذائي.
وتطبيق هذه الفكرة سيساعدنا على حل العديد من المشكلات التى تواجه بلدنا، مثل الفقر والجوع، ولدينا الكثير من العقول المبدعة فى مصر قادرة على تطوير حلول مبتكرة لهذه المشكلات.
يمكننا الاستفادة من الأبحاث العلمية التى أجراها باحثون مصريون والتى يمكن أن تساهم فى حل العديد من المشكلات التى تواجه بلدنا، مثل إنتاج القمح، ويجب أن نشجع مراكز الأبحاث على تطبيق هذه الأبحاث على أرض الواقع.
> فى رأيك ما أهم التحديات التى تواجهنا الآن؟
>> أعتقد أن أحد أكبر التحديات التى تواجه بلدنا هى الاعتماد المفرط على الحكومة فى حل جميع المشكلات ويجب أن يكون هناك دور أكبر للقطاع الخاص والمجتمع المدني، وتخيلى لو أن رجال الأعمال والمؤسسات الخيرية ساهموا بفاعلية فى بناء المستشفيات والمدارس وتطوير البنية التحتية، يمكن تحقيق ذلك من خلال آليات مثل الوقف، حيث يتبرع الفرد أو المؤسسة بمبلغ من المال أو عقار لخدمة مشروع محدد، وتخيلى لو أن كل مؤسسة كبيرة خصصت جزءًا من أرباحها لمشروع مجتمعي، هذا ليس مجرد حلم، بل هو واقع فى العديد من الدول المتقدمة، ويجب أن نعمل على توفير بيئة تشريعية محفزة تدعم هذه المبادرات، وأن ننشر ثقافة التبرع والعطاء بين أفراد المجتمع.
ونلاحظ أن القطاع الخاص فى الدول المتقدمة يلعب دورًا مهمًا فى حل المشكلات، بينما تقع هذه المسئولية على عاتق الحكومة فى بلادنا، يجب أن نعمل على تغيير هذا الوضع، وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة فى حل التحديات الوطنية.
> ما العوائق التى تحول دون تحقيق أبحاث علمية مميزة فى مصر؟
>> تساءلنا طويلاً عن سبب عدم وجود أبحاث مميزة بشكل مستمر، رغم وجود باحثين مؤهلين، والإجابة تكمن فى ضرورة توفير بيئة محفزة للبحث العلمي، بدءًا من دعم الباحثين الشباب وتوفير التمويل اللازم لمشاريعهم البحثية، يجب أن ندرك أن تطوير الباحثين هو استثمار طويل الأجل، تمامًا كتربية نبات قوى ليؤتى ثمارًا وفيرة. يجب أن نوسع قاعدة الباحثين وتوفير فرص عمل لهم فى مختلف المجالات، ليس فى الجامعات فقط، بل أيضًا فى مراكز البحوث الصناعية التى نفتقدها حاليًا فى مصر، من خلال هذا الاستثمار، سنتمكن من حل المشكلات الكبرى التى تواجه مجتمعنا، وتعزيز مكانة مصر فى مجال البحث العلمي.
وغياب الأبحاث المميزة يعود إلى عدم ربط البحث العلمى بالصناعة وحاجات السوق، ويجب أن نعمل على إنشاء مراكز بحثية متخصصة فى المجالات الصناعية، حيث يمكن للباحثين التعاون مع الشركات لحل المشكلات العملية وتطوير منتجات جديدة، هذا الأمر سيؤدى إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات المصرية، وسيوفر فرص عمل للباحثين، كما يجب أن نضمن حصول الباحثين على التمويل اللازم لمشاريعهم، بحيث لا يضطرون إلى الاعتماد على مصادر تمويل محدودة.
وهنا نحتاج إلى رؤية واضحة وإستراتيجية شاملة لتطوير البحث العلمى فى مصر، ويجب أن نستثمر فى الباحثين الموهوبين وتوفير بيئة عمل محفزة لهم، وأن نربط البحث العلمى باحتياجات المجتمع والصناعة، من خلال التخطيط الإستراتيجي، يمكننا بناء قاعدة بحثية قوية قادرة على المنافسة على المستوى العالمي، وحل التحديات التى تواجه بلدنا.
> ما الأمور الرئيسية التى تعيق التقدم التكنولوجى والابتكار فى القطاع الصناعى المصري؟
>> بالتأكيد هناك حاجة ملحة لتعزيز البحث العلمى فى القطاع الصناعى المصري، وأن غياب مراكز البحوث داخل الشركات والمصانع يمثل عائقًا كبيرًا أمام التقدم التكنولوجى والابتكار، إلى جانب التحديات التى تواجه الباحثين المصريين، مثل الضغوط الاقتصادية والبيروقراطية، والتى تؤثر سلبًا على إنتاجيتهم وإبداعهم. إلى جانب أن نظام التقييم القائم على الأرقام، والذى يركز على عدد الأبحاث المنشورة ومعامل التأثير، يشجع الباحثين على التركيز على الكمية على حساب الجودة، لذلك من الضرورة إعادة النظر فى هذا النظام وتشجيع البحث التطبيقى الذى يساهم فى حل المشكلات الصناعية والاقتصادية.
وبدلاً من التركيز المفرط على الأرقام والإحصائيات، يمكن للباحث أن يساهم بشكل أكثر فعالية فى حل المشكلات الحقيقية، وهذا النهج يؤدى إلى نتائج ذات جودة أعلى وأثر أكبر، وفى ظل الظروف الصعبة التى نواجهها، غالبًا ما يشعر الباحثون بضغط لإنتاج كم كبير من الأبحاث لتحقيق الترقية والتقدم الوظيفي، هذا الضغط قد يؤدى إلى إهمال الجودة وتكرار الأبحاث السابقة دون إضافة قيمة جديدة، فبدلاً من ذلك، يجب تشجيع الباحثين على التركيز على البحث الأصلى الذى يعالج قضايا ذات أهمية حقيقية للمجتمع.
> ما هى التحديات الرئيسية التى تواجه المرأة العاملة فى مجال العلوم.. خاصة فيما يتعلق بالتمييز الجنسى وتحقيق التوازن بين حياتها المهنية والعائلية؟
>> تواجه المرأة العاملة فى مجال العلوم تحديات عدة، أبرزها التمييز الجنسى والصعوبات فى تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرة، غالبًا ما تتعرض المرأة العاملة فى هذا المجال إلى تحيز قائم على النوع الاجتماعي، حيث تُقلل من قدراتها على الإبداع والابتكار.
وتتمثل إحدى التحديات الرئيسية فى تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والأسرة، فالمرأة العاملة غالبًا ما تجد صعوبة فى التوفيق بين التزاماتها المهنية ورعايتها لأطفالها وعائلتها، ويؤدى هذا الضغط إلى شعور بالذنب والإرهاق، وقد يؤثر سلبًا على أدائها المهنى وحياتها الشخصية.
> فى رأيك ما الحل فى مواجهة هذه المشاكل أو المعوقات؟
>> إن التركيز على الكفاءة والجودة بدلاً من الكم، يمكن أن يساهم فى تمكين المرأة العاملة فى مجال العلوم وتحقيق التوازن المطلوب. فبدلاً من تحميل المرأة مسئوليات زائدة وتوقعات غير واقعية، يجب التركيز على جودة العمل الذى تقوم به وإنجاز المهام الموكلة إليها بكفاءة عالية.
وتؤكد تجربتى الشخصية أن تحقيق التوازن بين العمل والأسرة ممكن، ولكن يتطلب تخطيطًا جيدًا وإدارة الوقت بفعالية، من خلال تحديد الأولويات وتخصيص وقت كافٍ لكل جانب من جوانب الحياة، يمكن للمرأة العاملة أن تحقق النجاح فى حياتها المهنية والشخصية على حد سواء.
وأعتقد أن المجتمع يجب أن يغير نظرته التقليدية إلى دور المرأة، وأن يدعم مساهمتها فى مختلف المجالات، بما فى ذلك مجال العلوم. يجب أن نعمل جميعًا على خلق بيئة عمل داعمة ومتساوية لجميع الأفراد، بغض النظر عن جنسهم.