حاوره/ جمال فتحي
أمور إذا لمستها في عقلية مسئول فلا تقلق وادعمه بكل ما تستطيع لاسيما إذا كان هذا المسئول وزير أما إذا كان ” وزير ثقافة مصر” ويا لها من مسئولية!! فهذا أمر مبشر ومطمئن إلى حد بعيد أولها أن يكون الوزير مدركا لحقيقة موقعه وفلسفة منصبه ومهمته الثقيلة، الأمر الثاني أن يكون شجاعا لديه القدرة على الاعتراف بأن ثمة مشكلة هنا أو هناك وأنه بالفعل جار العمل على حلها، والحقيقة وبموضوعية شديدة جاء انطباعنا عن د. فؤاد هنو وزير ثقافة مصر الذي تولى أمر الوزارة في يوليو2024 ، انطباعا مطمئنا يتكئ على وعى د. فؤاد بطبيعة اللحظة الزمنية التي تمر بها مصر والعالم وبجسارته اللافتة في اقتحام حدود أزمات ثقافية و مواجهة معضلات مستوطنة في جسد الثقافة المصرية، في قطاعاتها المختلفة وهيئاتها الكبرى مثل: قصور الثقافة وهيئة الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة و غيرها والحقيقة أن هذا الأمر نادر فكثيرا ما أنكر مسئولون ووزراء الأزمات من جذورها وارتجفوا حين واجهناهم بها كأنهم هم من صنعوها! وكأن تلك المشكلات تخصهم وليست أزمات متراكمة ورثتها الثقافة المصرية بمرور السنين وتخصنا جميعا كمصريين وعلينا أن نتكاتف لمواجهتها، وهذا ما لمسناه من اللحظات الأولى في لقائنا القصير عظيم الأثر مع الوزير المنفتح د. هنو الذي يقابل الحديث عن المشكلات والتحديات بسلاسة ودراية وثقة من يعرف طريق الخلاص!، و بالفعل الرجل يعرف ماذا يريد ولديه رؤية وتصور واضح واستراتيجية محددة تسعى الوزارة لتنفيذها في الأوقات القادمة والأهم أنه مستمع جيد ولديه استعداد كبير للاستفادة من جميع الآراء والأفكار ورغم أن هذا اللقاء جاء بعد أقل من 6 شهور فقط من توليه المسئولية فقد بدا د. هنو مستوعبا كافة التفاصيل الدقيقة والخبايا في دهاليز الوزارة كأنه قضى فيها سنوات أضف لذلك إدراكه الواعي لدور الإعلام الجاد في دعم الخطوات الشجاعة والقرارات الملحة التي تنوي وزارة الثقافة اتخاذها في الأوقات القريبة القادمة سعيا وراء تغيير حقيقي في المشهد ونقل أداء الوزارة خطوات للأمام فإذا أخذنا في الاعتبار كون د. فؤاد فنانا بالأساس حاز عددا من الجوائز والتكريمات واستدعى لتولى المهمة من خلفية أكاديمية ووفق سيرة ذاتية ثرية ومضيئة فهذه أسباب إضافية للحظة تفاؤل نادرة في عمر هذه الوزارة التي واجهت مطبات صعبة على مدار سنوات ولا زالت تواجه وأمامها تحديات عظيمة لتلبي على حد تعبير د. هنو” طموح المثقفين المصريين”، وقد أعجبني وصف سيادته لموقعه في الوزارة بأنه ليس أمينا على ثقافة المصريين كما وصفناه بل هو ” منسق ثقافي” بين المثقفين و الحكومة مؤكدا على سعي الوزارة لإرضاء طموح هؤلاء المثقفين.. وقد كشف لنا في حواره مع ملحق الجمهورية الثقافي وموقعها الإليكتروني عن كثير من المفاجآت والقرارات والمحطات التي سيتوقف عندها قطار الوزارة المنطلق بثقة في الأوقات القادمة.
وزير ثقافة مصر:
– نسعى لتطوير أداء الوزارة بما يليق بطموح المثقفين
– “قصر ثقافة افتراضي” و توسيع الرقعة التكنولوجية
– لأول مرة فعاليات ثقافية داخل الأزهر و الكنيسة وتعاون مع جميع الوزارات
– تراث مصر الثقافي قريبا يتاح قريبا على وسائل التكنولوجيا الحديثة
– فرص لاستثمار المواقع الثقافبة بالتعاون مع المجتمع المدني والقطاع الخاص
– الشارع سابق الكوادر الثقافية ولابد من اللحاق به وبتوجهاته
– “يوم الثقافة” لتكريم المبدعين وسيكون عيدا سنويا
– نذلل جميع العقبات أمام الإنتاج السينمائي والمسرحي
**في البداية يهمنا أن نعرف كيف يرى وزير ثقافة مصر دوره وفلسفة موقعه وطبيعة مسئوليته في بلد كنزه الحقيقي في إرثه الثقافي ؟
عن نفسي أرى أن موقع ومنصب وزير الثقافة هو منسق للمثقفين عند الحكومة، تنسيق العمل الثقافي مهم جدا داخل مصر لأن الوزارة تضم هيئات وقطاعات كثيرة جدا، والتنسيق بينهما أمر ضروري بحيث تعمل بشكل متناغم ومتكامل في سيمفونية واحدة أمر حيوي.
** وما هو طموح الوزارة التي تسعى لإنجازه في الفترات القادمة؟
الوزارة لديها طموح كبير في تطوير العمل الثقافي داخل مصر بشكل يرضى طموح المثقفين كما نسعى لبناء الإنسان المصري بشكل يليق باللحظة التي نعيشها ونسعى كذلك للتوسع أفقيا في إحداث أثر ثقافي راق بطول مصر وعرضها.
**لا شك أننا نعيش لحظة زمنية تقاوم فيها بعض الهويات الإقليمية شبح التلاشي فكيف نواجه نحن في مصر هذا الهاجس؟
-لا يحدث أبدا أن تندثر هوية أو تتلاشى فالهوية بشكل عام راسخة لاسيما الهويات العريقة الثابتة مثل الهوية المصرية فمصر لا شك حالة خاصة ودولة لها هوية عميقة وراسخة في التاريخ وملامحها واضحة وثابتة ربما تتغير وتتطور أشكال الحياة الاجتماعية والسياسية وغيرها لكن الهوية أمر لا يتبدل أو يتلاشى.. وهذا ينطبق على الهوية المصرية والعربية وربما يحدث تحوير أو تعزيز لبعض الهويات لكنها أبدا لا تتلاشى وهوية مصر تحديدا مستقرة منذ آلاف السني
**نشاط وزارة الثقافة واضح في الأقاليم وفي التعاون مع بعض الوزارات لتوصيل رسالتها بشكل جيد؟
بالفعل لدى وزارة الثقافة برنامج طموح جدا يسعى بشكل أساسي للتوسع أفقيا في نشر رسالة الثقافة عبر فعالياتها وأنشطتها وفي المقابل نسعى لتطوير الرقعة التكنولوجية كأداة تساعد على تنفيذ هذا التوجه وذلك الطموح، وفي هذا الاتجاه تعاونا مع وزارة الاتصالات عبر عدد من البروتوكلات لنتوسع في الكتاب الإليكتروني عبر أبليكشن محدد وبرسوم زهيدة تصل بالكتاب لأكبر عدد من القراء والمستخدمين فضلا عن أوبشن الكتاب المسموع، وقد نظمنا كذلك بروتوكول مع التربية والتعليم والأوقاف والكنيسة والأزهر، لنشر المنتج الثقافي القيم الذي نرتضيه ونمتلكه لشباب مصر من الجنسين ليس فقط داخل وحدات الثقافة من قصور وغيرها ولكن داخل المدارس والمساجد والكنائس فنحن مثلا لدينا 25 مليون طالب في التعليم الأساسي وقد تحدثنا مع وزير التعليم في فكرة أن يخصص للطالب يوما من أيام الدراسة يمضيه الطالب داخل قصر الثقافة التابع جغرافيا لمربع المدرسة كجزء لا يتجزأ من المقرر وكذلك مع طلاب الجامعة ومسرح وسينما الجامعة ومعسكرات وتجمعات الحرم والمدينة الجامعية هذا أسهل طبعا كثيرا وأسهل اكثر من مراكز الشباب وإمكانياتها وتجمعاته
وللعلم نظمت للمرة الأولى فعاليات بداخل الكنيسة وقداسة البابا أبدى سعادة كبيرة بحضوره تلك الفعاليات كما أننا بدأنا تقديم عروض مسرحية داخل الأزهر في الأقاليم وهذا جديد تماما علينا وبدأنا نتحرك أكثر بشكل أفقي مع المجتمع المدني وأعلم أن هذا سيأخذ وقتا ليؤتي نتائجه لكنني أكرر كثيرا مقولة أن ” الثقافة شيء معدي
**على ذكر الكتاب المسموع هل تتجه الوزارة في ظل سيطرة موسيقى عشوائية على آذان الشارع أن توظف الآلية نفسها لتهذيب الوجدان السمعي للمصريين؟
بالفعل فعبر تلك الوسيلة ذاتها والأبليكشن نفسه نوفر الموسيقى المسموعة لاسيما أن الوزارة تمتلك تراثا ومكتبات سمعية عظيمة وراقية لفناني مصر العظام وهنا سيتمكن المصريون في أبعد نقطة على الخريطة داخل مصر وخارجها أيضا من الاستمتاع والاستفادة والتواصل مع تراث بلدهم الموسيقى.
(تراث مصر)
**وهل يشمل التعاون مع وزارة الاتصالات كل تراث مصر الثقافي أم ينحصر في النواحي المذكورة؟
بكل تأكيد ينفتح التعاون والتنسيق مع وزارة الاتصالات والبروتوكولات المتفق عليها على فتح نوافذ إليكترونية عبر” ويب سايت” مخصص للتراث الثقافي المصري يضم الوثائق القديمة والمنشورات والكتب النادرة والتراثية وسيكون هذا الموقع خاضع دائما لعملية تحديث مستمرة.
**وماذا عن الفعاليات داخل المواقع مثلا وقصور الثقافة كيف يمكن أن تتجاوز حدود المكان؟
تجهز الوزارة لتنفيذ فكرة قصر الثقافة “الافتراضي” وهو أبليكشن ينقل لك كل الأحداث الثقافية بحيث يضم موقعه كل الأنشطة والفعاليات بما يسمح بحضور افتراضي يتجاوز حدود المكان وهذا تجاوب كبير مع طبيعة المرحلة.
**على ذكر التعامل الافتراضي وفي ضوء اجتماعكم مؤخرا مع قيادات هيئة قصور الثقافة لتطوير أدائها فهل سيعتمد تطوير الهيئة على منطقها القديم في فكرة المركزية والإقليم التي تجاوزها زمن يعيش فيه العالم في غرفة واحدة؟
في الحقيقة أتفق معك تماما في هذا الطرح ونحن ندرك من واقع المعايشة أن الهيئة التي يبلغ عدد مواقعها في الأقاليم والمحافظات ما يقرب من 619 موقعا منها قصور ثقافة وبيوت ثقافة أشبه بشقق صغيرة في المدن والقرى البعيدة ولا تقوم بدورها ويصعب حوكمتها والسيطرة عليها حتى في وجود رئيس إقليم، فضلا عن أننا نتحدث عن وجود 6 أقاليم ضمن الهيئة وكل إقليم يضم 114 وحدة وتخيل أنك فقط لتمر عليهم جميعا وتتابع أعمالهم تحتاج لسنين وسنين..
**وما هو التعامل المثالي المقترح مع تلك المشكلة؟
-لقد شكلت الوزارة لجنة متنوعة من خبراء في الاستثمار و التسوق والاقتصاد للنظر في طبيعة هذه المواقع وتلك القصور ومدى إمكانياتها وجدواها والانتفاع الأمثل منها وما الذي يمكن أن نتنازل عنه منها، وأيها من الضروري الاحتفاظ به نظرا لقدرته على التأثير في محيطه سواء المدينة أو المحافظة وما الذي يمكن التعامل معه بشكل استثماري أكبر بحثا عن خدمات مميزة أكثر داخل هذا الإقليم.. والحقيقة أن مواقع كثيرة من هذه المواقع نحتاج لأن نبحث فعلا في مدى جدواها في الوقت الحالي.. وهذا يساعدنا آليا على حوكمة الجهاز الإداري الخاضعة له هذه المواقع لإدارة وتحكم أفضل
(تطوير العنصر البشري)
**وماذا عن تطوير العنصر البشري داخل هذه المواقع؟
إن هذه الجهود التي أتحدث عنها تسيير وفق محورين الأول تطوير تلك المواقع وتعظيم الاستفادة منها كما ذكرت والمحور الثاني بالضرورة هو تطوير العنصر البشري الذي يدير تلك المواقع ورفع كفاءة..
**معنى الكلام أن الوزارة ستحتفظ على الاٌقل بعدد من القصور ذات مواصفات خاصة ؟
-بالفعل لو استطعنا الاحتفاظ في كل محافظة من الـ 27 محافظة بخمسة أو ستة قصور قوية وفعالة ومتكاملة ونشيطة فهذا بالسنبة لنا أمر رائع، وبالطبع سيحدث هذا بالشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص وقطاع الأعمال وفرص الاستثمار متاحة حتى نستطيع تحقيق ذلك بشكل مرض لأننا لن نستطيع القيام بذلك بمفردنا
**فلنتكلم بصراحة أكثر يا سيادة الوزير كيف يمكن أن تنهض الوزارة بهذا العبء وتصل إلى هذا التطوير بينما تعاني الوزارة أصلا من أزمة كوادر داخلها؟
-بالفعل هذا صحيح وليس أمامنا من حل جذري سوى الإعلان عن مسابقة كبرى بطول مصر وعرضها لطلب كوادر بصفات ريادية قيادية وظيفية معينة محددة تصلح للقيام بتلك المهام على أن تتشكل لجنة من أجيال قديمة وخبراء ممن تولوا هذه المناصب ولديهم رؤى وخبرات مما واجهوه سابقا ولهم نصائح مفيدة في هذا السياق ويكون لتلك اللجنة صلاحية اختيار تلك الكوادر
**وهل سيطلب من المتقدم تصور معين للوظيفة التي يتقدم لها؟
-بكل تأكيد عليه حينها تقديم تصور أو خطة مقنعة لما سيعمل على تنفيذه على أن تكون تلك الخطة ملزمة له بعد ذلك ببرنامجها ومدتها الزمنية.
**لكن لماذا لا تفكر الوزارة في تنظيم دورة مثلا لاكتشاف الكوادر والمواهب الإدارية التي قد تكون مطموسة أو منزوية أو ربما مهمشة داخل أركان الوزارة؟
-أنا لا أعتقد أبدا أن هناك شخصيات ناجحة أو موهوبة ولديها إمكانيات وتكون مطموسة فالموهوب يكشف عن نفسه في أضعف فرصة وتتضح سماته وذبذباته الإيجابية من كلمة ولقطة وفي أبسط وأقل الفرص ولا أعتقد أن هناك شخص ما داخل الوزارة يرى أنه جدير وأن لديه إمكانيات ثم يقبل التهميش والانزواء وهذا في أغلب الظن ليس لديه ما يقدمه لنفسه فضلا عن تقديمه لمؤسسته أو هيئته او حتى لبلده ولا شك أنكم حتى في صحيفتكم العريقة تكتشفون المحرر الصغير الموهوب ولو من كلمة بسيطة أو تعليق أو موضوع بسيط يقدمه.
**ألا تتفق حضرتك معي أن الشارع يسبق كثيرا وعلى صانع الثقافة أن يلحقه لاسيما في المؤسسات والكيانات المعنية بصناعة الحدث الثقافي؟
أتفق معك تماما وبالفعل ثقافة الشارع الآن سابقة الجميع تكنولوجيا ومحتوى وعلى القائد أو المدير أن يكون ملما بكل شيء وخبيرا بتفاصيل كثيرة و ومتابع جيد ومحيطا بما يدور حوله، ويكفي أن كل قطاعات الدولة تطورت وخطت خطوات للأمام كالتعليم مثلا الذي بدأ حكوميا مثل نموذجيا وتعليم خاص ثم تعليم دولي ومدارس وجامعات أجنبية وهكذا إلا قطاع الثقافة ظل كما هو على تصوراته الأولى وآن الأون ليخطو للأمام
** ولكن بعض هؤلاء الكوادر ونعرف كثيرا منهم يترفع عن ذائقة الشباب ويسخر من ذائقتهم وتوجهاتهم فكيف تحل هذه المعادلة ؟
-نعم هذا صحيح ويعتقد هؤلاء أنه تربى على مثل عليا وكذ وكذا .. والأفضل أن يكون هؤلاء الكوادر على دراية و علم بـ ” الترند” الآن وماذا يقول الشباب وماذا يقرأون وماذا يسمعون وما الغالب على ذائقتهم وتوجهاتهم وثقافتهم السمعية والبصرية، لابد أن يكون يقظ الحواس واسع الإدراك منفتح على العالم ووسائله الحديثة فما كان مناسبا ورائجا منذ سنوات طويلة لم يعد كذلك الأن..
(جديد معرض القاهرة)
**نحن مقبلون على نسخة جديدة لمعرض القاهرة للكتاب هى الأولى تحت إدارتكم فما الجديد الذي ننتظره هذا العام؟
-انتظروا معرضا غير عادي هذا العام لاسيما على مستوى النشر فعدد الناشرين أكثر جدا هذا العام، وزيادة المساحة المخصصة لدور النشر صارت أكبر مع مرونة كبيرة و مشاركة أكبر لدور نشر أجنبية فضلا عن التنوع في الفعاليات الثقافية والترفيه.
**هناك جهات متعددة تنشر داخل الوزارة هيئة الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة وهيئة قصور الثقافة ومركز الترجمة فمتى تنظم الوزارة عملية النشر وتوقف كثيرا من إهدار المال والجهد والعشوائية وتكرار العناوين المترتبة على ذلك؟
-بالفعل نحتاج تنظيم النشر داخل قطاعات الوزارة وتوحيده فهناك خمس جهات تنشر لتكون جهتان فقط أو ثلاثة مثلا الهيئة العامة للكتاب ومركز الترجمة، فمثلا قصور الثقافة ليست مهمتها الأصيلة نشر الكتب ولكن لها دور آخر وهذا يتطلب رقمنة النشر في الوزارة بشكل عام حتى تكون الصورة واضحة لجميع القيادات ويرون بعضهم بشكل واضح.
**بحكم تخصص دكتور هنو ومسيرته في صناعة الصورة ما الذي يمكن أن يصنعه لتشكيل صورة بصرية تراها أعين المصريين تقاوم القبح سواء لوحات أو منحوتات في الشوارع والميادين العامة؟
-نجهز سمبوزيوم أسوان، وسمبوزيوم الجلالة للنحت في محاولة لإنتاج منحوتات وأعمال راقية بمعايير فنية عالية تكون جديرة بتزيين شوارع وميادين مصر كما أننا ننسق بشكل قوي مع التنمية المحلية والتنسيق الحضاري لجعل الصورة التي يراها المصريون في الواجهات الإعلانية وغيرها أكثر رقيا وفق معايير جمالية
**وما هي جهود الوزارة في دعم صناعة الصورة السينمائية ؟
كان لنا لقاء منذ أيام بوزير المالية بحثنا معه الأسباب والتحديات التي تعيق الصناعة السينمائية في مصر، وكذلك في المسرح وذلك لدفع القطاع الخاص في هذا السياق لأن هناك الكثير من العقبات الخاصة بالضرائب وغيرها تقف كثيرا في طريق هذا الاتجاه، وقد وجدنا تفهما كبيرا لوزير المالية واستعدادا كبير للتعاون وتذليل كل العقبات في هذا الاتجاه لمساعدة صناعة السينما والمسرح، وقريبا يتجلى هذا التعاون على منتوج الصورة المرئية بشكل عام.
** منذ توليتم المسئولية وحتى الآن أخذتم خطوات واسعة في قطاعات كثيرة في الوزارة فهل هناك آلية ما لقياس أثر هذا الجهد ومدى نجاح تلك الخطوات ودرجة جدواها؟
– طبعا بكل تأكيد لكننا منتظرين أن تمر الشهور الستة الأولى وهى مرحلة البناء لنجري بعدها عملية تقييم لجهدنا عبر “جوجل فون” مثلا وننوى تخصيص أبليكشن لذلك مستقبلا بحيث تستطيع بعد أن تحصل على خدمتك في معرض الكتاب أو المسرح أن تسجل “فيدباك” عبر استبيان مثلا لتقييم الخدمة مع العلم أن ثقافة المصريين نوعا ما لا تهتم بهذه الفكرة.
**وكيف تنوي الوزارة مواجهة تكلس لجان المجلس الأعلى للثقافة وطرق تشكيلها البالية وأدائها الباهت الذي يعترض عليه كثيرون؟
-نحن نخطو بقوة في كل الاتجاهات وجاري العمل على تطوير القطاعات بشكل متزامن والمجلس الأعلى تحديدا تحكمه لائحة منظمة منذ 2019وأى مؤسسة تغير لائحتها كل 5سنوات لأن لكل لائحة فلسفة ورسالة وقد شكلنا لجنة متنوعة تضم أسماء بارزة وعريقة في مجالاتها، مثل دكتور مفيد شهاب، مصطفى الفقى، أحمد نوار راجح داود، وهم شيوخ مجالاتهم وزودناها بأسماء شابة لمراجعة تلك اللائحة بالكامل لأن هناك من لجان المجلس الـ 24 لجان لابد أن تنفصل عن بعضها مثل الفنون والعمارة أو الموسيقى والباليه كما أن هناك لجان ممكن شطبها، وهناك ضرورة لأن تكون هناك لجان تنظر للمستقبل مثلا.. مثلا لجنة للفنون تحت مظلة التكنولوجيا الحديثة وهكذا.. أما عن أعضاء تلك اللجان مثلا فلابد أن يكون هناك إجابة عن سؤال.. لماذا يدخل فلان هذه اللجنة تحديدا وما هى حيثيات انضمامه وترشيحه لها!! مثل: خبراته في مجاله/ منجزه/ سفره للخارج و/مشاركاته/ إجادته للغات وهكذا.. ولكل بند نقاط ومجموع النقاط هو المؤهل لانضمامه وتفضيله على غيره
**وماذا عن أداء العضو داخل اللجنة بعد كل تلك المراحل؟
لاشك أنه بعد كل هذا لن تكون اللجنة مكلمة ولكن مناقشات موضوعية تطبيقية في مجال اللجنة ومواجهة مشكلات الفرع سواء سرد أو موسيقى أو دراسات أدبية أو طفولة فمثلا أنا فنان تشكيلي وعندى مشكلة في الاستثمار التشكيلي في الوزارة صعبة على الحل، هنا أعود إلى مجموعة العقول المنتخبة داخل اللجنة في هذا الفرع لأستمع إلى مقترحاتهم في هذا الشأن ثم أرى إن كنت كسلطة تنفيذية أستطيع تنفيذ مقترحاتهم أم لا وإلا ما فائدة وجود هؤلاء ؟!! وهؤلاء مثلا يستطيعون الإدلاء بمقترحات هامة في مشكلة النشر وغيرها من مشاكل الوزارة.. وهنا نستطيع الحديث عن جوائز الدولة لما لهذه اللجان من دور في هذا الأمر وطريقة ترشيح هؤلاء الأعضاء مبدعين بعينهم لجوائز الدولة وتصفية المرشحين في النهاية وهذا يتم الآن بمعايير غير مفهومة!
**بمناسبة ذكر جوائز الدولة بعضهم يرى أن جوائز الدولة قيمتها المادية ضعيفة؟
الحقيقة لست مع هذا الرأي فالقيمة محترمة ومعها يحصل الفائز على ميدالية 170 جرام تتحرك أسعارها وبالمناسبة وجدنا أن هذه الجوائز لم توزع من 2018 فوزعناها حتى آخر نسخة في حفل خاص في الأوبر كما تابعتم
**من القرارات المحترمة إعلان الوزارة عن تكريم عدد من الوجوه في يوم الثقافة يوم 8 يناير القادم بالأوبرا فكيف كانت آلية اختيار المكرمين؟
لقد رفعنا الحرج عن الوزارة واستعنا بالنقابات المهنية الفنية مثل التمثيليين والسينمائيين وغيرها وهكذا اتحاد الكتاب ولجان المجلس لترشيح أسماء بعينها لها منجز ثقافي لافت في 2024 لتكريمها في يوم الثقافة وطلبنا الترشيح بجواب معتمد من كل جهة وبحيثيات ترجع لأهل المجال وتقييمهم الخاص وعلى عهدتهم.. وهؤلاء مجموعهم 38 ومعهم 24ممن توفي في العام نفسه من المستحقين وهكذا مع التأكيد على أن الهدف الأسمى هو سن سنة جديدة حتى لو هناك عدم رضا عن بعض الأسماء لكن المؤكد أن عام 25 و26 سيكون الاختيار أفضل وافضل بعد تدارك الأخطاء والاستفادة منها.