خلال حفل السحور الذى أقامه اتحاد الكرة دار بينى وبين بعض أعضاء إتحاد الكرة نقاش حول الأزمات المزمنة التى تعانى منها الكرة المصرية فى السنوات الأخيرة وتسببت فى تعطيلها وتراجعها وهو الأمر الذى تجلى فى الخروج الهزيل لمنتخب مصر من دور الـ 16 لكأس الأمم الأفريقية الأخيرة والاضطراب الشديد والمستمر فى اجندة المباريات، بشكل جعل الدورى المصرى ينفرد بين كل دوريات العالم بأنه ينتهى سنويا على مدى 5 مواسم متتالية بعد أن يبدأ فعليا الموسم التالى فى كل أنحاء العالم.
ولكنى فوجئت بأن أعضاء الاتحاداشتكوا من أنهم تحملوا – على مدى سنوات تولى المهمة مؤخرا – من عام 2021 ديونا تزيد على 250 مليون جنيه، بعد إنتخابه مباشرة منها قرابة مائة مليون جنيه ديوناً على تقنية الفار التى تعاقدت عليها اللجان السابقة للاتحاد والتى تتكلف كثيرا فى كل مباراة رغم أن نسخة التقنية التى تقام بها المباريات هى نسخة متأخرة جدا ولا تحتوى على التطورات الحديثة وأبرزها تقنيات التسلل النصف آلية التى طبقت فى كأس العالم الأخيرة وتطبق الآن فى دورى أبطال أوروبا وبطولات الدورى الكبري.
المشكلة الأكبر أن هناك مشروعاً كان مدعوما من الفيفا داخل مصر فى إطار خطة التطوير التى تدعمها المؤسسة الدولية، وهو مشروع الهدف الذى كنت أتابع بنيته التحتية بمدينة السادس من أكتوبر فى بدايات هذا القرن.
ولكن حتى هذا المشروع الذى يقدم فيه الفيفا دعما للدول التى تقيم المشاريع الخاصة باكتشاف المواهب وتطوير المنظومة وينفق عليه الفيفا سنويا ملايين الدولارات من مشاريعها، اصبح منذ سنوات يمثل دينا ثقيلا على اتحاد الكرة وعليه سداده، فمن إذن استفاد من كل الأموال التى تم ضخها لهذا المشروع، وبماذا أفاد الكرة المصرية على مدى السنوات الماضية والتى تمتد منذ نهاية القرن الماضي.
تصوروا أن مشروعاً باشراف الفيفا داخل مصر يفترض ان يخدم المواهب ويطور من منظومة كرة القدم ويفرز سنويا المئات، بل الآلاف من النجوم الصاعدين، أصبح مصدرا للديون دون أى طائل منه.
الحقيقة التى لا تقبل الجدل أن الفساد الذى تم فى اتحاد الكرة فى السنوات الماضية هو أحد الأسباب الرئيسية لتراجع المنظومة وعلينا أن نفتح تلك الملفات لوضع النقاط فوق الحروف حول تلك الديون المتراكمة التى تعوق العمل الحقيقى فى منظومة الكرة ومنها الملايين التى إنفقت على تقنية الفار التى تقل كثيرا فى كل الدول التى تطبق التقنية ، وكذلك مشروع الهدف الذى أنغقت عليه الملايين دون أى فائدة حقيقية للكرة.
وفى النهاية أعاود التأكيد على النظرية التى تتبعها كل الإتحادات الدولية وهى أن المال القادم من الرياضة يضخ مرة أخرى فى الرياضة من خلال مشاريع تستفيد منها كرة القدم وبخاصة فى برامج الكشف عن المواهب فى القرى والنجوع بدلا من تسليم النشء لمدارس وأكاديميات الكرة التى تتقاضى مقابل لتدريبهم وغير قادر عليها الأسر الفقيرة فتضيع معها المواهب الحقيقية.