تظل شكاوى الفلاح الفصيح الذى عاش قديماً فى عهد الأسرة المتوسطة الفرعونية (1850 عام ق.م) مؤشراً مهماً فى التراث المصري.. من سمات المصريين.. ووسائله التسع ضوءاً يشير إلى القانون الفرعونى وتأثيره على مجريات الأمور.. وجاءت الحكاية من جهة أخرى على استكمال الحضارة المصرية مقوماتها وعناصرها بل ورسائلها إلى الشعوب الأخري.. باعتبارها صاحبة الريادة والتطبيق فى استمرار الاستقرار لإرساء نهضة البناء والعمران.
تتعاقب الأجيال.. والنظم والقوانين المستجدة حسب تطور الحياة والعمل التنفيذى وإدارة شئون البلاد.. لنصل إلى مرحلة توطد أركان النظام واستكمال آليات الإدارة والإشراف وتسيير الأمور بإنشاء إدارات مركزية للشكاوى بالوزارات والمصالح.. أرست قواعد ديناميكية العلاقة بين الحكومة والشعب.. وباتت مؤشراً للنواحى الإيجابية وأسباب القصور.. وباتت مرشداً للتعديل والتغيير.
ومع التحول الرقمى والاتجاه لتعميم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.. وتعميم شبكات الإنترنت ووسائل الاتصال.. والاستغناء التدريجى عن الملفات الورقية.. وتحقيق الحكومة الالكترونية للإنجازات الأسرع والأسهل والأضمن لخدمات الجمهور.. صاحب ذلك اعتماد مجلس الوزراء إنشاء المنظومة الموحدة للشكاوى الحكومية.. بشبكة اتصالات شاملة رفيعة المستوى سمحت للطرفين «المواطن والحكومة» برابطة الاتصال المشترك والاهتمام المتبادل.. حيث تتلقى المنظومة على مدى الأربع وعشرين ساعة شكاوى وطلبات واستغاثات المواطنين.. وتقوم بتصنيفها والإرسال الإلكترونى للجهة ذات العلاقة للفحص واتخاذ القرار.. وخلال مدة محددة.. يتواصل فيها الاتصال مع المواطن تمنع عنه الكثير من الأعباء مثل التردد على مكاتب الحكومة.. والمتابعة.. والمشقة ليتفرغ لعمله الأساسى وينتظر الإجابة المفيدة والشافية من القائمين على المنظومة.
ونجح مسئولو المنظومة فى تصنيف علمى للجهات المستقبلة وكذلك نوعيات الشكاوى وتسجل كل الخطوات فى تقرير شهرى يرفقه مدير المنظومة إلى رئيس الوزراء.. ونسجل بالتقدير أن سقف الشكاوى التى تتلقاها المنظومة فى معدل زمنى بالنسبة لعدد السكان.. فقد بلغ خلال يونيو الماضى إلى 155 ألفاً وفقاً لضوابط العمل.. وجار استيفاء بيانات الباقي.
ومع تعدد المجالات لهذه الشكاوى نجدها إيجابية تدعم ديناميكية المنظومة على موجة الرأى العام للأمام.. وجميعها سواء جماعية أو فردية.. تستهدف المصلحة العامة.. وتعكس بالتالى مستوى الأداء فى هذه الجهات.. وبالإضافة للطلبات الإنسانية فى مجال الرعاية الصحية مثلاً.. نلمس موضوعات تخص التعليم والإسكان والمرافق والتضامن الاجتماعى والتموين والأسواق.. وتكنولوجيا المعلومات.. ولا ينسى المواطن مسئوليته عن مواجهة التحديات على أراضى الدولة.. ويتقدم مشكوراً بالبيانات وتتسع مجالات المنظومة لشئون طارئة.. فتحت فى شهر يونيو الماضى فى شكاوى عما حدث فى إسكان ورعاية حجاج بيت الله الحرام.. باختصار الشكاوى الحكومية منظومة ديناميكية فعالة ومثمرة على موجة الرأى العام.