توج باريس سان جيرمان الفرنسى أخيرا بلقب دورى أبطال أوروبا لكرة القدم لأول مرة فى تاريخه، بعد نهائى تاريخى أمام إنتر ميلان الإيطالي، حيث لقن فريق المدرب الإسبانى لويس إنريكى منافسه درسا قاسيا وتغلب عليه بنتيجة موجعة 5/صفر فى المباراة النهائية للمسابقة القارية التى أقيمت على ملعب «أليانز أرينا» فى مدينة ميونخ الألمانية.
وبجانب المغربى أشرف حكيمى والجورجى خفيتشا كفاراتسخيليا والفرنسى ذو الأصول الكونغولية سينى مايولو، الذين تمكنوا من هز شباك إنتر خلال المباراة، لعب ديزيرى دوي، نجم فريق العاصمة الفرنسية الشاب، دورا لافتا فى التتويج باللقب القارى المرموق.
وسجل ديزيرى دوي، الذى بات أصغر لاعب فرنسى يشارك فى نهائى البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية فى القارة العجوز، الهدفين الثانى والثالث لسان جيرمان فى الدقيقتين 20 و63 من عمر المواجهة، بعدما صنع الهدف الأول لحكيمى فى الدقيقة 12، لينصب نفسه بطلا للقاء دون منازع، ويحصد جائزة رجل المباراة.
وكان دوى على موعد مع التاريخ خلال المباراة، بعدما صار أول لاعب فى تاريخ البطولة بنظامها الحديث، الذى انطلقت نسخته الأولى عام 1993، يسهم في 3 أهداف أو أكثر فى نهائى دورى أبطال أوروبا، مكررا إنجاز الإيطالى ساندرو ماتزولا، لاعب إنتر ضد ريال مدريد فى نهائى نسخة عام 1964، عندما كانت المسابقة تحمل اسم كأس الأندية الأوروبية أبطال الدوري.
قصة دوى لا تتعلق فقط بتألقه على أرض الملعب، بل هى أيضا قصة شاب نشأ في فرنسا، وبذل جهدا كبيرا ليصبح من أفضل اللاعبين فى العالم، وفى السطور التالية نتناول مسيرة اللاعب الواعد الاستثنائية، وأبرز اللحظات التى جعلته نجما فى سماء الكرة العالمية.
ديزيرى نونكا ماهو دوي، والمعروف ببساطة باسم «ديزيرى دوي، هو نجم كرة قدم فرنسى من أصول إيفوارية، ولد فى الثالث من يونيو عام 2005 فى فرنسا، لأب من كوت ديفوارى وأم فرنسية.
منذ طفولته، كان دوى يملك دوى موهبة فطرية فى كرة القدم، وبرزت هذه الموهبة منذ سنواته الأولي، حيث نشأ فى بيئة رياضية، وكان يعشق اللعبة ويشاهد المباريات ويشارك فى الأنشطة الرياضية.
وانطلقت مسيرة دوى الاحترافية فى أكاديمية نادى ستاد رين الفرنسي، حيث أظهر أداء مميزا أثارت إعجاب المدربين الذين كانوا يراقبونه عن كثب، ولفتت أنظار الأندية الكبرى فى أوروبا، ومن ثم تم تصعيده إلى الفريق الأول.
ديزيرى دوى يتميز بمرونة تكتيكية عالية، حيث يمكنه اللعب فى عدة مراكز داخل الملعب، بما فى ذلك جناح هجومى وصانع ألعاب، لكن ما يميزه حقا هو قدرته علي تغيير مسار المباريات بلمساته الفنية الدقيقة وسرعته الفائقة، التى تتيح له التفوق على المدافعين وتحقيق أهداف حاسمة.
وفى خطوة جريئة من باريس سان جيرمان، قرر النادى الملقب بـ(الأمراء) التعاقد مع ديزيرى دوى مطلع الموسم المنقضى مقابل 50 مليون يورو، ليصبح جزءا من مشروع النادى لبناء فريق شاب ومستقبل واعد، خاصة بعد رحيل كيليان مبابي لريال مدريد الإسبانى فى فترة الانتقالات الصيفية الماضية.
وتم وصف دوي، الذى يمتد عقده مع سان جيرمان إلي 30 يونيو 2029، منذ انتقاله للفريق بأنه اللاعب الذى سيشكل أحد أعمدة الفريق فى السنوات القادمة، وهو ما تحقق بالفعل من خلال تألقه فى مباريات الدورى الفرنسى ودورى الأبطال.
وفى ليلة 31 مايو 2025، أصبحت هذه الأمسية خالدة فى تاريخ كرة القدم، حيث كانت الأنظار كلها متجهة إلى النجم الشاب ديزيرى دوي، الذى أثبت أنه لاعب من طراز عالمي.
ولعب دوى مع منتخب فرنسا فى مختلف الفئات السنية، وحصد معه فضية دورة الألعاب الأولمبية فى باريس العام الماضي، قبل أن ينضم إلى المنتخب الأول حيث لعب معه مباراة واحدة فى التوقف الدولى الأخير لشهر مارس الماضي.
شارك دوى في 54 مباراة بمختلف المسابقات مع باريس سان جيرمان فى الموسم المنصرم، وهو الأول له مع الفريق العاصمي، بواقع 3020 دقيقة، حيث سجل 15 هدفا وقدم 16 تمريرة حاسمة فى جميع البطولات، وتوج مع الفريق برباعية الدورى والكأس والسوبر الفرنسى ودورى أبطال أوروبا.
وبعد أن أصبح أحد نجوم سان جيرمان، خصوصا بعد تألقه المذهل فى نهائى دوري الأبطال، أصبح ديزيرى دوى محط أنظار أكبر الأندية الأوروبية، حيث تردد أن ريال مدريد ومانشستر يونايتد الإنجليزى يراقبون تطور اللاعب الشاب.
ورغم ذلك، فإن طموحات دوى لا تقتصر فقط على الأندية الأوروبية، بل يمتد حلمه للمشاركة فى كأس العالم 2026، حيث يعتبره الكثيرون أحد الأعمدة التى سيعتمد عليها المنتخب الفرنسى لتحقيق إنجازات جديدة..ومع تزايد الطلب عليه، سيكون من المتوقع أن يحقق دوى المزيد من الإنجازات على المستويين الفردى والجماعى فى السنوات القادمة، حيث يعتبر حاليا أحد أبرز الأسماء المرشحة للتألق فى المسابقات الدولية المقبلة.
وعقب المباراة، قال دوى عبر قناة (كانال بلوس) الفرنسية: «لا أجد كلمات للتعبير. إنه حلم تحقق. إنه أمر مذهل، أنا فى غاية السعادة».
أضاف دوى «لويس إنريكى أمضى عامين هنا، وصنع تاريخا للنادي، إنه مدرب رائع تكتيكيا وذهنيا، لا يصدق، وكإنسان أيضا. إنه لمن دواعى سرورى العمل معه. لا أعرف كيف سنحتفل، لكن سيكون احتفالا رائعا».
ويستعد دوى فى الفترة المقبلة لقيادة سان جيرمان فى بطولة كأس العالم للأندية، التى تنطلق منتصف الشهر الجارى بالولايات المتحدة، حيث يتواجد الفريق الفرنسي فى المجموعة الثانية بمرحلة المجموعات برفقة أتلتيكو مدريد الإسبانى وبوتافوجو البرازيلى وسياتل ساوندرز الأمريكي.
ويتطلع دوى ورفاقه لمواصلة حصد الألقاب خلال المونديال، الذى يقام للمرة الأولى بنظامه الجديد بمشاركة 32 فريقا، وذلك رغم صعوبة المهمة التى تنتظره فى ظل مشاركة العديد من عمالقة الساحرة المستديرة فى أوروبا والعالم.
