حالة من الانبهار سيطرت على خلال زيارتى لمعرض ديارنا الذى أطلقته وزارة التضامن الاجتماعى منذ أيام فى إطار خطة الدولة لدعم وتمكين أصحاب الحرف اليدوية والتراثية من خلال مساعدتهم على تسويق منتجاتهم وهو ما يساهم بشكل فعال فى دعم المنتج المصرى وإعادته للريادة من ناحية ومن ناحية أخرى مساعدة أصحاب الحرف على مواصلة إبداعهم.
ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التى أزور فيها ديارنا فقد سبق وزرته فى الدورات السابقة والتى أقيمت فى مناطق مختلفة بعضها داخل القاهرة وبعضها خارجها إلا أنه من الوهلة الأولى شعرت أن نسخة هذا العام مميزة ومختلفة بما تضمه من منتجات من ناحية وبمن يشاركون فيه من ناحية أخرى.
فى معرض هذا العام كانت سيناء حاضرة ومميزة بمشغولات الطرز السيناوية وغيرها من المنتجات التى لن تجد لها مثيلاً إلا على أرض الفيروز كذلك كان المشاركون وأغلبهم من السيدات اللاتى جئن برسالة صمود من الأرض الغالية.
مررت بجوارها وجذبنى حديثها عبر الهاتف لأتوقف أمام لهجتها المميزة بكلمات تشعرك بكم الثقة فى النفس لأتأكد أنها واحدة من مجاهدات سيناء اللاتى اتخذن من الأقمشة والخيوط سلاحاً فى معركة البقاء والدفاع عن التراث السيناوى وإطلاع العالم عليه من خلال تلك المعروضات التى تخطف قلبك وعقلك فى ذات الوقت.
يقولون علينا أبناء الجمل والنعجة هكذا قالت لى فؤادة سماحة أو فؤادة السيناوية كما أطلقت على نفسها نسبة لوالديها الذين ينتمون لبدو سيناء لكن على عكس ما يتصور الجميع عن واقع المرأة السيناوية التى تمنعها التقاليد والعادات من العمل تركت فؤادة سيناء وسافرت لتدرس الحقوق فى جامعة المنصورة لتعود مرة أخرى لساحة المعركة مدافعة عن حقوق المرأة السيناوية من خلال تأسيس جمعية أهلية ببئر العبد كانت الأمل للكثير من الفتيات والسيدات.
الحديث مع فؤادة يأخذك لمنطقة أخرى بعيدة عن الصورة الذهنية للكثير منا عن المرأة السيناوية وتشعرك بعظمة تلك المرأة التى رغم كل التحديات والعوائق التى واجهتها استطاعت أن تصنع لنفسها كياناً قوياً يجبرنا جميعاً على تحيتها.. فتحية لفؤادة التى قدمت لنا صورة عظيمة عن المرأة السيناوية وتحية لنساء سيناء اللائى جئن ليقدمن لنا رسالة صمود وتحية للوزيرة الجميلة الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى المقاتلة من طراز فريد وكتيبة العمل معها على تنظيم هذا المعرض الرائع بشخصياته وتفاصيله.