تجربة جديدة عاشتها الدولة المصرية خلال الاسبوعين الأخيرين مع حكومة تسيير الأعمال.. تؤكد – بحق – أن مصر فى عهد الرئيس السيسى صارت دولة مؤسسات.
هذا الحلم الذى راود المصريين وقادتهم على مدى العصر الحديث وبالتحديد منذ بدأت النهضة المصرية فى عهد محمد على ومرورا بثورة 1952 وحتى الجمهورية الجديدة التى تتشكل الآن على أرض الواقع التى تشهد الآن تجربة البناء والتنمية.. نرى هذا الحلم بات واقعا ملموسا مع كل خطوة بدأتها الدولة التى عادت من غياهب المؤامرة والفوضى والانفلات الأمنى بعد أحداث يناير 2011.. وفجأة مصر بفضل شجاعة وبسالة رجال قواتها المسلحة الصلبة.. تنعم مصر بأجواء الأمن والاستقرار بعد القضاء على الإرهاب الأسود الذى حاول أن ينفذ بأنيابه المسمومة فى جدار الوطن.. ولكن دحرته تضحيات الشهداء البواسل الذين قدموا حياتهم فداء للوطن.. والذين لا يجب أن ننسى دورهم ونذكرهم فى كل وقت خاصة فى مثل أيام أعيادنا هذه.. نضع أبناءهم صوب أعيننا تذكر فصل دماء آبائهم الذكية وأظن ان أجهزة الدولة تفعل.. ولكن من المهم أن يكون هؤلاء الرجال قدوة لنا فى العمل والعطاء وتحمل المسئولية من أجل رفعة هذا الوطن.
>>>
ونذكر ان أول من صاغ تعبير أو مصطلح «دولة المؤسسات» هو الرئيس الراحل أنور السادات بعد انتصار أكتوبر العظيم وبداية رحلة السلام وما اتخذه من قرارات سياسية بإعادة الأحزاب السياسية مرة أخرى عام 1977 ووضع الدستور الذى أسماه بالدستور الدائم كما تمنى وتأكيده على دولة سيادة القانون.
ولم يمهل القدر بطل الحرب والسلام لكى يحقق حلمه وقد جرت فى نهر الحياة العامة والسياسية مياها كثيرة لها ما لها وعليها ما عليها.. وواجهت مصر والمنطقة العربية تغيرات وأحداثاً كثيرة.. والمؤامرة – مثلما هى الآن – لم تتوقف لحظة واحدة.. ولكن الرهان كان دائما على وعى الشعب المصرى وحرصه الدائم على وطنه واستعداده دائما لتقديم أغلى التضحيات وتحمل الأعباء من أجل أن يبقى هذا الوطن عزيزا آمنا بتطلع شعبه دوما للحياة الكريمة.
وأظن هذا الأمل فى الدولة الراسخة القوية دولة المؤسسات.. بعث من جديد بعد ثورة الثلاثين من يونية 2013 واستدعاء الشعب للقائد الذى أنقذ البلاد من مؤامرة الأشرار من الداخل والخارج لتحمل المسئولية لتبدأ مرحلة البناء التى ما زالت حتى اليوم تواجه الصعاب والتحديات.. ولكن الشعب والقائد معا متعاهدون على استكمال مسيرة الحفاظ على الوطن ومسيرة البناء والإنجاز من أجل توفير الحياة الكريمة التى يتطلع لها الشعب دائما.
>>>
أيام معدودة تفصلنا عن الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة وحلف اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية لتبدأ مرحلة التسليم والتسلم التى نشهد انها تجرى فى ظل الجمهورية الجديدة بشكل حضارى رائع يرقى لمستوى الدول المتقدمة.. وقد تأكد للمصريين على مدى الاسبوعين الماضيين ان كل الأمور فى حياتهم اليومية تسير على ما يرام.. كل الوزراء والمحافظين يعملون فى دواوينهم الحكومية على قدم وساق وكأنه ليس هناك تغيير أو تبديل.. الكل يقدم عطاءه للوطن ويؤدى واجبه على أكمل وجه وفقاً لقدراته وإمكاناته.. ولكن الجميع يبتغى وجه الله ثم وجه الوطن بغض النظر عن أى اعتبارات شخصية.
هكذا صارت مصر – بحق – دولة مؤسسات ينعم شعبها بالأمن والاستقرار فى كل جنبات حياته.. ويتطلع إلى المزيد من التجويد فى العمل والأداء لدى القيادات العليا للمزيد من مواجهة الصعاب والمشكلات.. ولكنه يبقى تعاون الشعب والحكومة معا بمزيد من العمل وبذل الجهد من أجل حياة أفضل.