ما بين دولة الكذب والبلطجة والمراوغة وجماعة الإرهاب التى تتنفس كذباً، وتضليلاً يجمعهما القتل والإرهاب وسفك الدماء، عند إسرائيل هو متعة ولذة، لا تشبع منها بل تمعن فى قتل الأطفال والنساء وحرب الإبادة.
ربما نعيش عصراً غير مسبوق يسود فيه الظلم والقوة المفرطة، يرفع شعارات لا إنسانية، القوى فيه يأكل الضعيف، البلطجة والسرقة، والسطو على حقوق الآخرين، وإرهاب، فى ظل نظام دولى رسب تماماً فى الاختبار والاختيار ما بين الحق والعدل والإنسانية، والفوضى والظلم والقتل والدمار، بات مجرد حطام، لم يعد يجدى نفعاً.
دولة الاحتلال الإسرائيلي، أسست على باطل، وتضليل، وسطو على أراضى وحقوق الفلسطينيين، ورم سرطانى خبيث ظهر فى جسد المنطقة، مازال يؤلمها بل وأصبح سلوكه وجرائمه تنتشر فى جسد العالم، المتواطئ مع الكيان الصهيونى والذى يرتهن شعباً كاملاً، بالحصار والتجويع والقتل، واغتصاب الأرض، وتدمير الأخضر واليابس، جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
الكذب الإسرائيلى فاق أكاذيب العالم على مدار التاريخ، بل فاق كل التوقعات، وتجاوز عقول البشر فإسرائيل منذ أكتوبر الماضي، وفى إطار عدوانها اللاإنسانى على قطاع غزة فشلت فى تحقيق أى هدف، لم تقض على المقاومة، ولم تطلق سراح رهائنها وأسراها لدى المقاومة الفلسطينية، ولم تسيطر على القطاع ولم تفرض واقعاً خططت له، ولكن الفشل والخسائر تلاحقها، والفضائح تتواصل، استنزاف عسكرى فى الآليات والضباط وكبار الضباط والجنود، وخسائر اقتصادية فادحة، وعزلة دولية وإقليمية تجسد أن الدولة الصهيونية باتت حقيقتها واضحة لدى دول العالم وشعوبه، هجرة الإسرائيليين إلى دول أخري، انقسام حاد فى المجتمع الإسرائيلي، نتنياهو المتطرف يترنح، يعيش ما بين مطرقة الفشل الذريع، أو الرحيل ليلقى مصيره وحسابه على هذا الفشل والفساد، ومصيره بين أمرين الانتحار السياسي، أو إلى السجن غير مأسوف عليه من الإسرائيليين وهو السيناريو الأقرب لذلك يتصرف مثل نيرون يريد إحراق إسرائيل وتدميرها من أجل أهدافه المريضة والشيطانية ومعه رفقاء الشر والتطرف ومصاصو الدماء مثل سيموتريتس، وإيتمار بن غفير، وغيرهما.
لم تترك إسرائيل هذا النبت الشيطانى الخبيث، جريمة إلا وارتكبها ليس فى هذا العصر فقط ولكن على مدار أكثر من ثمانية عقود، كذب وتدليس وتضليل، فالكذب صناعتهم وتجارتهم وحماقتهم أعيت العالم، فرغم أنهم صناع الكارثة الإنسانية فى غزة ورغم الجرائم اللاإنسانية والوحشية من قتل للأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء وتشريد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وتجويعه وحصاره، وتدمير ٠٧٪ من القطاع وقصف ونسف المستشفيات والمخابز، والمدارس والجامعات ومحطات المياه والكهرباء وقتل الأطباء، وأطقم التمريض، وقتل المرضى تشهد عليها مقابر جماعية يندى لها جبين الإنسانية، ناهيك قتل الصحفيين وطمس الحقيقة، ومطاردة وسائل الإعلام التى تفضح مجازرهم ومذابحهم، ورغم كل ذلك يتنفسون كذباً وبهتاناً، ويلقون كل هذا الفشل والإجرام على الآخرين فالكارثة الإنسانية، والمأساة والمعاناة هى مسئولية دولة وجيش الاحتلال يسعون إلى إحكام الحصار المطبق على سكان غزة لذلك سيطروا على الجانب الفلسطينى من معبر رفح ومن البجاحة أنهم يتهمون مصر التى طالما كشفت أكاذيب إسرائيل وتعنتها وإجرامها بل ونواياها فى حصار وتجويع الفلسطينيين ومحاولة إبادتهم، وإجبارهم على النزوح فى مخطط للتهجير القسرى حذرت منه مصر ورفضته بشكل قاطع وحاسم فالصهاينة يخططون ألا يكون هناك طريق أو ملجأ أمام الفلسطينيين فى ظل هذه الكارثة والمأساة الإنسانية إلا النزوح من أجل تنفيذ مخطط التوطين فى سيناء، وهى إضغاث أحلام، فمصر أكبر وأقوى من أن يفرض عليها واقع لا ترضاه ويتعارض مع ثوابتها المقدسة، أو خطوطها الحمراء المحرمة.
نتنياهو يوزع فشله على الآخرين ويمارس حماقته، ويهذى بكلام أقرب للخرافات، والأوهام، إن مصر ترتهن سكان قطاع غزة، وأنها المسئولة عن معاناة القطاع، وهو ما يكشف حجم البجاحة والحماقة الإسرائيلية، وما وصل إليه هذا النتنياهو من جنون وفقدان للعقل، فقد أصابته ضربات مصر الموجعة فى عقله بعد أن رفضت التنسيق معه فى معبر رفح وحتى لا تمنحه شرعية، أو تجعله يقوم بتوزيع المساعدات على هواه المريض والملوث ويستبعد وكالات الأمم المتحدة، فوجوده فى الجانب الفلسطينى من معبر رفح هو أمر غير شرعى وغير قانوني، وأنه السبب الرئيسى والأساسى والوحيد لمعاناة سكان القطاع وما يرتكبه من جرائم إبادة ومذابح ومجازر وحصار وتجويع يحفظها العالم عن ظهر قلب.
أكاذيب الكيان الصهيونى الخبيث فى دولة الاحتلال والكذب والسطو المسلح، لم ولن تنتهي، ومحاولات استفزاز مصر، رغم التحذيرات التى تأتيه من داخل إسرائيل وعبر جنرالات جيش الاحتلال الحاليين والسابقين بخطورة المغامرة بذلك، وأن مصيرهم سيكون الدفن تحت التراب.
نتنياهو يغامر بكل شيء، لا يبحث إلا عن نفسه وتأمين رقبته، وإبعاده عن شبح الحساب والعقاب والسجن، مستعد لحرق إسرائيل والتضحية بالرهائن والأسري، ومصيره معلوم، هو مصير المجرمين و»الكذابين» والسفاحين، ومجرمى الحرب.
حتى النشطاء فى العالم، يصرخون فى وجه دولة الكذب والاحتلال «أنتم كاذبون».. بما يعنى أن الكذب «الصهيوني» وصل إلى العالم دولاً وشعوباً.