فى عصر تتسارع فيه وتيرة المعلومات وتتزايد فيه التحديات، يبدو من الضرورى أكثر من أى وقت مضى أن يلعب قادة الفكر والرأى دورًا فعّالًا فى حماية الدولة المصرية وتعزيز الوعى لدى المواطن، فالشائعات وحملات التشويه التى تستهدف الوطن ليست مجرد أدوات تدميرية، بل هى أيضًا أسلحة يستخدمها أعداء الوطن لتحقيق أهدافهم الخبيثة.
ففى ظل التحديات الراهنة التى تواجهها الدولة المصرية، من الضرورى أن يكون لقادة الفكر والرأى دور فعّال وحقيقى فى حماية الوطن من الشائعات وحملات التشويه التى يروج لها أعداء الداخل والخارج ، حيث إن الإعلاميين والمثقفين والمفكرين ليسوا فقط شهودًا على الأحداث، بل هم أيضًا صناع للوعى ومسئولون عن تنوير الرأى العام وحمايته من التضليل.
وباتت التحديات تظهر أمام الدولة المصرية بشكل متزايد، حيث تسعى دائماً جماعة الاخوان الارهابية والجهات المعادية إلى زعزعة استقرار المجتمع وزرع الفتن بين أبنائه ، وفى هذا السياق يبرز دور قادة الفكر والرأى كحجر زاوية فى مواجهة هذا المد الخطير .
ان المواطن الواعى هو أول خط دفاع عن الدولة ، فى الوقت الذى بات فيه الوعى هو السلاح الأهم الذى يمكن من خلاله مقاومة الشائعات والتصدى لمحاولات التشويه الممنهجة ، ولهذا وجب على قادة الفكر والرأى أن يبذلوا قصارى جهدهم فى تنمية هذا الوعى عبر حملات إعلامية وثقافية، وطرح معلومات دقيقة ومدعمة بالمصادر الموثوقة ، وعليهم ايضاً أن يتبنوا رسائل إيجابية تدعم قيم الولاء والانتماء وتوضح دور المواطن فى بناء مستقبل البلاد.
وأرى انه يجب أن يكون هناك جهد منسق من قادة الرأى لتبنى استراتيجية شاملة لمواجهة الشائعات ، ويجب أن يتحمّل الجميع مسئوليتهم من خلال تقديم معلومات دقيقة وموضوعية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التى قد تنشأ نتيجة الشائعات، فالفرد الواعى هو الجندى الأول فى معركة التصدى للتشويه.
علاوة على ذلك، يجب أن يتعاون قادة الفكر مع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى لتعزيز برامج التوعية، حيث يمكن لمثل هذه البرامج أن تتضمن ورش عمل، ندوات عامة، وحملات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعى تستهدف شريحة واسعة من المجتمع، حيث ان الهدف هو تعزيز الثقافة المجتمعية الثابتة ضد الشائعات.
وفى الوقت نفسه، يجب على قادة الفكر والرأى أن يشجعوا الحوار والنقاش المفتوح، فكلما كان النقاش حيويًا ومتعدد الآراء، كلما ازدادت قدرة المجتمع على فهم الحقائق وتمييزها عن الأكاذيب ،وهذا بدوره يعزز من لحمة المجتمع ويقوى من قدرته على مواجهة الأزمات.
وبالتأكيد لا يمكننا أن نغفل أن دور الإعلام فى هذه الجهود ولا يقتصر فقط على نقل الأخبار، بل يمتد إلى تعزيز القيم الوطنية والإنسانية ، فيجب أن يلعب الإعلام دور المنارة التى تهدى المواطن نحو الوعى والتثقيف، بعيدًا عن الإثارة والبحث عن صدمة الرأى العام.
وفى الختام أؤكد أن قادة الفكر والرأى هم درع حمى الدولة المصرية من مخاطر الشائعات وحملات التشويه ، وتقع على عاتقهم مسئولية بناء جيل واعٍ وقادر على التفريق بين الحقائق والأكاذيب، وهذا يتطلب تكاتف الجهود والعمل الدءوب من الجميع . ففى عالم ملئ بالتحديات تبقى قوة الوعى والفكر هى السبيل الأنجع للحفاظ على الوطن واستقراره.