عملت مصر على تثبيت دعائم السياسة الخارجية وظهرت نتائج دبلوماسية الرئاسة بتوطيد العلاقات الخارجية مع الشرق والغرب لتحقيق المصالح المصرية، وتحرص مصر على تنفيذ رؤيتها فى الصراع الفلسطينى الاسرائيلى حتى الآن فى ظل الانحياز الامريكى لاسرائيل وثبت للمجتمع المصرى أن كرامته فى قوة الجيش المصري.
وتعمل مصر على تنشيط دوائر العلاقات الخارجية مع العالم فى القلب مع العالمين العربى والافريقى ومع تركيا وشمال المتوسط، وفى الاطراف مع دول جنوب وشرق آسيا ودول أمريكا الجنوبية وخاصة دول تجمع الميركسور.
وخلال العقد الأخير، استقرت قناعة لدى صانع القرار المصرى على تنويع العلاقات مع مختلف القوى الإقليمية والعالمية بحيث لا تتعرض مصر لأى ضغط قد يؤثر على قرارها السياسى من خلال الاستفادة من الأطراف الإقليمية والدولية والتى تمكن مصر من تحقيق الاستفادة منها عن طريق تعميق الشراكات والاستفادة من دروس التجارب الناجحة فى المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وكان من الطبيعى أن يكون المحرك الاقتصادى واحدًا من المحركات الأساسية لدفة السياسة الخارجية المصرية، خصوصًا مع الدول التى تتشابه مع التجربة المصرية ومنها تركيا والهند والصين واندونيسيا وبعض دول أمريكا اللاتينية التى تشكل رغم البعد الجغرافى عن مصر عاملًا مهمًا يمكن أن يسهم فى تنشيط الاقتصاد على الجانبين.
وسوف نشير لمثالين لدولتين الأولى فى منطقة الشرق الأوسط والثانية فى الاطراف وهما تركيا والبرازيل على التوالي، وكذا العلاقات المصرية مع بعض القوى الكبري:
أولا : فيما يخص الأطراف والعلاقات مع البرازيل وبمناسبة مرور 100 عام على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وهى واحدة من أكثر العلاقات تميزًا بين مصر ودول القارة اللاتينية، وأيضا العلاقات المصرية مع دول أمريكا اللاتينية آخذة فى النمو خاصة بعد دخول اتفاقية الميركسور حيز النفاذ.
وتشكل علاقات مصر مع البرازيل فرصة واعدة لجذب الاستثمارات ليس للقاهرة فقط ولكن للقارة الأفريقية باعتبار مصر عضوًا فى التكتلات والتجمعات الاقتصادية فى القارة الأفريقية وعلى رأسها الكوميسا واتفاقية التجارة الحرة الافريقية وتعول مصر على كونها سوقًا كبيرا يضم نحو 110 ملايين نسمة مما يضمن مستويات طلب مرتفعة على السلع وتنشيط حركة الصادرات من وإلى دول أمريكا اللاتينية.
وتتشارك مصر مع البرازيل وجهات النظر بشأن قضايا هامة فى المحيطين الإقليمى والدولى وعلى رأسها الحرب الروسية الاوكرانية والقضية الفلسطينية والحرب المستمرة فى قطاع غزة، فالرئيس البرازيلى مؤيد واضح لحقوق الشعب الفلسطينى فى إعلان دولته كما انتقد عدوان إسرائيل على غزة، وقدم الدعم المناسب فى قضية الإبادة الجماعية التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية،
وتعد مصر والبرازيل ممثلتين للدول النامية فى قارتى أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأيضا عضوين فى تجمع البريكس وتطمحان لإدخال إصلاحات هيكلية فى طريقة عمل صندوق النقد الدولى والبنك الدولي، وكذلك فى مجلس الأمن، مما قد يؤدى إلى زيادة تمثيل بلدان الجنوب فى المنظمات الدولية .
ثانيا: تطورت العلاقات المصرية التركية بحيث يمكن التأكيد على أن مرحلة «التأسيس الاستراتيجي» للعلاقات المصرية التركية ينبغى أن يرافقها استمرار الجهد والبحث المؤسسى لتعميق التعاون الثنائى والمتعدد، مع تنشيط دور منظمات المجتمع المدنى فى تعميق علاقات الشعبين وبناء منظومة القيم المشتركة باستخدام القوة الناعمة فى البلدين .
ويعتبر الملف الاقتصادى من أبرز الملفات ويستدعى تعزيز الاستثمار والمشروعات المشتركة الاقتصادية والتكنولوجية لتحقيق المصالح المشتركة.
ثالثا : العلاقات المصرية مع القوى الكبري:
نشير الى العلاقات المصرية مع كل من الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية والاتحاد الاوروبى والصين وفى ظل عالم متغير فقد ظهرت إرهاصات نظام عالمى جديد ثنائى القطبية له جناحان الأول أمريكا وأوربا ومن يدور فى فلكهم، والثانى الصين وروسيا ومحبيهم، ونؤكد أن مصر تاريخيا هى واحدة من الدول التى لها دور كبير فى مسار النظام العالمى ومصيره.