فى المقال الماضى تحدثنا عن قصة هدى شعراوى مع زوجة ابنها ونستكمل ما سطرته المذكرات وكتب التاريخ.. وضعت فاطمة مولودتها من «محمد على شعراوي» فى اليوم السابع من سبتمبر 1925 وجاءت ملامحها وكأنها صورة زنكوغراف منه تماماً مثل مطابقة صورة الإقرار للأصل الذى صورته أمها فى العاصمة النمساوية بناء على نصيحة النحاس.
كذلك كشف ابن الباشا عن الصورة السيئة للشخص المنغلق فقد صدم عندما التقى بفاطمة فى القاهرة وهى تقدم له الطفلة الجميلة «ليلى محمد على شعراوي». . وأرادت «هدى شعراوي» أن تقدم المال لهذه المرأة حتى تنصرف عن ابنها ولا تتزوجه زواجاً رسمياً ولكن هناك طفلة مسكينة هى المفروض أنها ابنة ابنها وحفيدتها ولم توافق هذه المرأة «فاطمة سري» على قبول المال وتمسكت بالزواج من ابن «هدى شعراوي» وادعت «هدى شعراوي» أن هذه البنت لا تمت لابنها بصلة ووصل الأمر إلى القضاء والتهديد بتلفيق قضية دعارة وانقسم المجتمع كما حدث أيام الصراع بين سعد زغلول وعدلى يكن.. فالبشوات الكبار والأمراء وفيهم أسماء دعاة الحرية والليبرالية وحرية المرأة والدستور وقيل الملك كان موقفه كذلك وقفوا بجانب «هدي» أما الأفندية والباشوات من أصول الفلاحين ووقفوا بجوار ابنة الشعب وها هو سعد زغلول يتخلى عن حياده تجاه الموضوع فى البداية لأنه موضوع لا يصح تداوله على مستوى زعيم أمه فما هو يحن لأصله الفلاحى وينذر ويتوعد الحكومة بأنه سيطالب بإقالتها لأنه تردد أن هناك ضغوطاً على القضاء الشرعى بعد فحص المستندات وسماع الشهود ومرافعة المحامى فكرى أفندى أباظة بإثبات نسب الطفلة «ليلى محمد على شعراوي» لابيها وإلزامه بالحقوق الشرعية كافة المترتبة على هذا النسب.
واسدل الستار على الفصل الأخير على مشهد دخول الحفيدة «ليلى شعراوي» بقوة القانون إلى قصر جدتها الهانم التى فاجأت الجميع كعادتها فى المفاجآت فإذا بها تتلقف الطفلة بلهفة الجدة لأول حفيدة لتحتضنها وتبل خديها بالدموع المتلهفة ثم تعترف بها أمام كل العالم.