لا كرب بعد اليوم « صيحة نبويه لحظة دنو أجله – صلى الله عليه وسلم ، وقبل أن تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها، الشاهد من هذه العبارة هو أن الكبد والمعاناة والعذاب والمشاكل والكوارث والضيق والخوف والقلق فيما يمكن ان نختزله جميعا في كلمة « كرب » والتي تخبرنا كتب المعاجم عن معناها : الحُزْنُ والغمُّ يأْخذ بالنَّفْس والجمع : كُرُوب، كل هذا الكرب لن يختفي إلا بعد الرحيل الأبدي، سنظل نعاني ونكابد ما حيينا وسنظل نتخطى الكربات إلى ان نصل إلى خط النهاية.
>>>
من هنا وبهذا الفهم تحدث الرئيس امام جنوده وضباطه مستلهما السيرة العطرة لسيد المرسلين متأثراً ولم يغالب دموعه الغالية وهو يتحدث من قلبه عن حال الأمة ودور المصلحين المجردين في هذه اللحظات المعقدة بيد أن من يتابع كل كلمات ومداخلات الرئيس في كل المناسبات يجد ان هناك سياقا من الأفكار الرئاسية يغلب عليها الطابع الايماني الحقيقي بعيدا عن الكلمات الجوفاء الخالية من المضامين، لقد تحدثت من قبل وكتبت كثيرا عن الرئيس الذي يبكينا في لحظات الفرح حتى لا تأخذنا نشوة الإنجاز ونفقد عقولنا بفعل سكرات النفاق والإطراء، هو نفسه الرئيس الذي يطمئننا ويخفف علينا نوبات القلق ويضحك من قلبه باعثا فينا وفي أوصالنا التفاؤل والطمأنينة، هو نفسه الرئيس الذي يغضب بشدة ويكون في قمة حدته حال وجود فساد أو إهمال أو تربح، هو نفسه ايضاً الذي نراه يداعب أبناءنا الطيبين من ذوي الهمم كما لو كان أباً أو جداً لهم، هو نفسه الرئيس الذي يواجه اعتى المخططات الخارجية بصبر استراتيجي وتوازن غير مسبوق، هو نفسه الذي حضر قمة بريكس « أهل الجنوب « وبعدها بأيام كان بين زعماء مجموعة العشرين « أهل الشمال «، هو نفسه الذي شيد اعظم مشروعات مصر الحديثة في صمت ودون ضجيج، وهو ايضاً الذي يواجه العنت والظلم والضلال صابرا محتسبا.
>>>
أرى الرئيس السيسي القائد والإنسان الذي يمثل «حالة تاريخية نادرة « يقوم بما يقوم به رب الاسرة مع باقي أفرادها، تجد الرئيس مهموما بكل التفاصيل الجارية وعينه على المستقبل، يرى بعيدا عما يراه غيره مستشرفا المستقبل بحلوه ومره وتحدياته، عقل الرئيس كما « الخوارزميات « تفاصيل دقيقة وتحليلات عميقة وتنبؤات صائبة، الرئيس المُعذب بالمعرفة الموسوعية والفهم الصحيح والوعي المنضبط والإخلاص المجرد والشرف المتناهي والنزاهة المفرطة يحلم لبلاده بالتقدم الحقيقي غير المزيف وهذا التقدم لن يتحقق إلا بالتضحيات الجمعية للأمة وهذا لن يتأتى إلا بالوعي الجمعي الذي لن يتحقق بدوره إلا من خلال رجال يحملون الفكرة وينشرونها بين الناس حتى يحدث التشبيك والترابط الفكري والثقافي المطلوب.
>>>
وهذا يفسر لنا كل مداخلات الرئيس وتفاصيلها وما تحمله من نصائح حادة احيانا وهذا يحدث أثناء الافتتاحات لمشروعات ضخمة وتاريخية تستوجب « حالة فرح » الرئيس لم يسمح لنا بالاستغراق في هذه الحالة الرضائية عن الذات، لان الرضا والفرح ربما يدفعنا الى الاسترخاء، والرئيس دوما ما يقول ما زال الطريق أمامنا طويلا، إننا لم نفعل شيئا حتى الآن، أتذكر في يوم كنا نفتتح مشروعا ضخما في الدلتا الجديدة وقلت للرئيس « مبروك » فبادرنى « على ايه » مازال الطريق طويلا وأمامنا مشوار يحتاج منا جميعا التكاتف والتفاني والإخلاص، من هنا أفسر كل تعليقات ومداخلات الرئيس، أتفهم الحدة الشديدة والحسم والجدية في كل عباراته، الرجل مُعذب بحب الوطن وعشق الإنجاز ودوما بما يبكينا على حالنا ولا يضحكنا ويضحك الناس علينا .وهنا أقول بأعلى صوت يا ليت قومي يعلمون.