إن التعنت الإسرائيلى والاستمرار فى جر المنطقة لمزيد من الحروب والدمار، وإنهاء فرص السلام.. أصبح واضحاً للجميع.. فإذا كانت إسرائيل من حقها أن تعيش، فيجب أن يعيش الآخرون فى سلام وأمان أيضاً.. وليست إسرائيل وحدها.
فعندما يتحدث نتنياهو أمام الأمم المتحدة فى خطابه الأخير عن حقه فى أن يعيش فى سلام وينسى الآخرين ويدمر غزة ولبنان.. فأين حق الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ؟!.. أليس لهم حق فى العيش كالإسرائيليين فى أمان؟!
فإذا كانت إسرائيل تقتل من تشاء فى المنطقة، سواء كانوا زعماء أو أفراداً بالسهولة التى نراها.. أليس هذا كافياً؟!.. أم يجب قتل حتى الأطفال وتدمير البنية التحتية فى فلسطين ولبنان؟!.. وهل كل من يعيش فى فلسطين ولبنان هم حماس وحزب الله؟!
نحن ضد قتل الأبرياء من أى طرف.. ومصر تحت رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى تبذل جهداً جباراً من أجل وقف هذه الحرب المدمرة.. ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.. وإقامة دولة فلسطين بجانب دولة إسرائيل.. والعالم يتفق مع مصر فى هذا المنهج.. الكل يعرف أنه لا أمن لإسرائيل إلا بأمن فلسطين.. وإلا سيستمر الوضع هكذا لسنوات وسنوات.. والخاسر فى النهاية هم الأبرياء الذين لا ذنب لهم.
لا شك أن قوة إسرائيل ليست على قدرتها فى تصفية قادة حزب الله وحماس، بقدر ما هو خيانة ممن حول هؤلاء القادة.. وحتى بعد تصفية هؤلاء لن تنتهى القضية طالما الحق إن لم يعود لأصحابه فى فلسطين.. والدليل عندما قتلوا هنية قتلوا بعده يحيى السنوار الأكثر تشدداً من هنية.. إذن ليست المشكلة فى الأشخاص، إنما فى القضية نفسها.
إذا كان العالم صمت الآن أمام التعنت الإسرائيلى وقتل الأبرياء بسبب وقف أمريكا وأوروبا معها، فلا أعتقد أن هذا الأمر سينجح فى قتل المقاومة أو حب الفلسطينيين للحياة.. ولا أمل لإسرائيل فى العيش فى سلام، إلا من خلال حل الدولتين والتاريخ يؤكد ذلك.. ورغم تفوق إسرائيل تكنولوجيا وعسكرياً ومادياً، إلا أن ذلك لن يحميها من إصرار الفلسطينيين على المقاومة.. لذا يجب أن تفهم إسرائيل ان الحياة دون إعطاء الآخرين الحق لن تستمر.. وأعتقد أن الإسرائيليين لهم مخطط آخر، هو طرد الفلسطينيين من غزة والضفة.. وليس كما يدعى نتنياهو انه يريد السلام فى الشرق الأوسط.. فهذه دموع التماسيح.