أقولها لكم.. أبداً.. لن تركع مصر إلا لله، ولن تنجح قوة على كوكب الأرض- أى قوة- أن تقهر إرادتها أو تكسر شوكتها أو تمس من قريب أو بعيد دورها المحورى إقليمياً وعربياً ودولياً.. إنه قدَر مصر «بفتح الدال»، وقدرها «بتسكين الدال».. ذلك أن الله عز وجل قد حبا «أم الدنيا» بموقع لا ينازعها فى قيمته أحد، وخلق لها شعباً قوياً متماسكاً ومنحها جيشاً من خير أجناد الأرض وقيادة هى الشرف والحكمة والحسم.
من هنا، ليس غريباً أبداً أن تظل كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى أطلقها فى قمة بغداد تدوى فى سائر الأوساط الشعبية والرسمية، عندما أكد أنه حتى لو نجحت إسرائيل فى إبرام اتفاقيات «تطبيع» مع كل الدول العربية، فإن «السلام» يظل بعيد المنال ما لم تقم الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو «حزيران» 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتفعيل مقررات الأمم المتحدة والشرعية الدولية فى هذا الخصوص، وسوف يتوقف التاريخ طويلاً أمام ما أعلنه الرئيس السيسى.
ليس غريباً على مصر أيضا أن تتصدر الحدث الأبرز عالمياً، عندما تتزاحم طائرات زعماء العالم وقادته فى سماء مصر للمشاركة فى الاحتفال المصرى العالمى بافتتاح المتحف المصرى الكبير، فإنه الهدية الأعظم التى تقدمها «مصر- السيسى» والجمهورية المصرية الجديدة للبشرية جمعاء.. حضارة وثقافة وسياحة، بما يجسد الإرادة المصرية الصميمة التى إذا آمنت مضت ونفذت، رغم أنف كل العوائق والتحديات والمؤامرات.
وليس غريباً أبداً ما أعلنته ميشيل بيرمان رئيسة بحوث المخاطر التشغيلية لشركة «بى إم آى» بوكالة فيتش، التى ربطت بين موقع مصر الإستراتيجى والنمو الاقتصادى، وأكدت ميشيل أنه بالموقع الإستراتيجى والثقافى لمصر فى العالم وقدرة القطاع الخاص والقطاع المالى بها على التوسع تتحقق بيئة النمو «طويلة الأجل» فى مصر وتصبح «بيئة مقنعة»، هذا فى الوقت الذى لم تهدأ فيه حملات التشكيك والتشهير ومؤامرات أهل الشر كيداً لمصر وقيادتها وكتائب الإخوان الإلكترونية التى لا تراعى ديناً ولا وطناً.
ورغم ما يشهده العالم العربى فإن «مصر- السيسى» مازالت تحافظ على إيمانها المطلق وثوابتها المقدسة بالنسبة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، ومازالت «لاءات» مصر تحظى بالاحترام والمهابة والاعتبار، عندما أكدت أنه لا للتهجير قسراً أو رضاء، ولا لتصفية القضية الفلسطينية ولا للتوسع الاستيطانى على حساب الأرض الفلسطينية فى الضفة الغربية ولا للتوغل الاسرائيلى فى غزة ولا لسياسة تجويع الأشقاء فى قطاع غزة.
إن «مصر- السيسى» وقد مرت بالكثير من التحديات، فإنها لا تخشى فى الحق لومة لائم، ودائماً فى جميع مواقفها تتسم بالشرف والنزاهة وإنكار الذات، ولا تخشى أى عاقبة أو نتيجة لما تؤمن به، ولا يهمها من قريب أو بعيد التلويح أو التصريح بأى عقوبة أو مؤاخذة.. والحقيقة الجلية الواضحة للعالم كله أن إرادة مصر تنبع من قناعاتها، وأن أحداً لا يجرؤ ولا يمكنه ولن تسمح مصر بأن يوحى إليها بما يريده، تصريحاً أو تلميحاً أو حتى بالإماءة.. والحقيقة أيضا أن الشعب المصرى وهو يتخذ من المواقف أجرأها، فإنه يثق تماماً فى قدراته وإمكاناته، وأنه مستعد تماماً لأن يدفع ثمن هذه المواقف، فإن المواقف الشجاعة تستحق أن نكون لها جميعاً فداءاً، وهذا ما يؤمن به المصريون قيادة وشعباً.. وتشهد مواقف مصر بنبل مقصدها وفروسية قيادتها.
يتوعدون مصر بالثبور وعظائم الأمور، ولا تهتز مصر.. تحافظ بثبات وقوة على مكانتها وشموخها ولا يسيل لعابها على صفقات مشبوهة.
يتوعدون.. لكن مصر تظل ممسكة بدورها الذى لا يستطيع كائن من كان أن يسلبه منها، هى القائدة وضع الله فى يدها شارة القيادة، فلن ينزعها عنها أحد.
يتوعدون مصر، لكنها بحكم الموقع الجغرافى شديد التميز وبحكم التاريخ الممتد بعمر البشرية فوق كوكب الأرض، ظلت مصر الأمينة على شقيقاتها وعلى قضاياهم ومصالحهم تدعو فى اليمن والسودان وليبيا وفى العراق وسوريا ولبنان إلى دعم سيادة الدولة الوطنية فوق كل شبر فيها، ودعم غير محدود للجيوش الوطنية وطرد كل الميليشيات، وألا يكون السلاح فى يد أحد إلا الدولة الوطنية وحدها، وأن مصلحة الشعب هى الأولى بالرعاية والاتباع.
يتوعدون مصر، لكن مصر أبداً لن تنكسر.. إنها عصية على المؤامرات والفتن.. ثم هل نحن مقبلون على أيام صعبة وربما أصعب؟!.. أقولها نعم هذا احتمال وارد وربما يرجحه البعض، وهذا يفرض علينا عدداً من الاهتمامات يجب أن تتحول فى ضمائرنا ووجداننا ودواوين أعمالنا وحتى فى بيوتنا إلى دستور عمل.
أصبح علينا واجباً حتمياً، بأن نعيد بناء أولوياتنا بما يعمق الانتماء فى نفوس شبابنا.. نعلى من قيمة العمل الشاق المنتج.. نضاعف من إنتاجنا المحلى ونصنع محلياً المزيد مما نستورده.. نودع تماماً كلمة «معلش» ونتخذ من الجدية شعاراً وعملاً.. نزرع الأمل فى نفوس شبابنا وأطفالنا.. نحتاج عاملاً مستنيراً ومصنعاً منتجاً.. سلاحنا هو التوكل على الله والتمسك بالعلم ومسايرة علوم العصر فى الحاسبات والروبوتات والذكاء الاصطناعى.. علينا أن نصطف جميعاً خلف القيادة رجلاً واحداً.. قلباً واحداً.. وهدفاً واحداً.