الدراما هى المعادل الموضوعى لحركة الحياة وفعالياتها اليومية والدراما هى ابنة وابن بيئتها فالدراما تمثل الذكر والانثى معا بل وتمتد للجماد وللنبات وللحيوان ايضا والدراما وطن تتعدد فيه البيئات المتباينة ريفية وحضرية وبدوية صحراوية وتنشب علاقة الدراما بالاوطان فى العالم من حيث التأثير والتأثر بما فى ذلك النوايا والبواطن وما تكنه الشعوب لبعضها سياسيا وعلميا واجتماعيا وانتاجيا وحضاريا مما يشعل النزعات العرفية وما ينتج عنها من حروب معلنة وخفية بما فيها الحروب المالية والاقتصادية وفى الغالب هى حروب شرسة وضارية وهى حروب أزلية ولا تتوقف ومن ثم فأهم وظيفة للدراما كونها سلاحا فعالا وواقيا للمواجهة والتحدى لحماية المجتمعات الدولية والمحلية لمواجهة القادم والوافد وخاصة الفنون التراثية أو التى تعتمد على التراث بما فى ذلك الفنون الدرامية المتنوعة والدراما اشكال وأنواع: مسرح وسينما وإذاعة ومسلسلات تليفزيونية وتتعدد أوجه الإنتاج بين الحكومى الرسمى أو الانتاج الخاص سواء شركات أو أفرادا وتختلف النوايا والنوازع والدوافع الإنتاجية والتى من الحتمى ان تخضع جميعها «للرقابة» وربما الإنتاج الرسمى لا خوف منه فطبيعته يخضع لقانون لا ضرر ولا ضرار والإشكالية فى بعض الإنتاج الخاص والأفراد ومعظم هؤلاء يعملون وينتجون وفق أجندات متعددة وعلى رأسها البيع والتسويق بهدف الربح وهى إنتاجات تحتاج ليقظة رقابية مع الوعى وتحقيق معدلات مناسبة لحرية الابداع وبخاصة فى الدراما التليفزيونية أما باقى الفنون فهى تتواجد على استحياء بين القوة والضعف المسلسل الاذاعى الذى يكاد غير موجود لدواعى إنتاجية والمسرح المتراجع لأسباب كثيرة جداً ومع ظهور نوعيات أخرى للمسرح الخاص الذى يقدم فى الفنادق والمولات والهروب من عروض المسرح الرسمى للدولة سعيا وراء الأجور الفلكية على حساب المسرح فى الداخل ويضاف الى هذا مسرح الفضائيات وما شابه هذا.. فى البحث فى دفتر احوال الدراما وجدنا أهمية وحتمية إعادة قراءة المشهد برمته واعادة تقييمه واعادة النظر فى المعالجات المطروحة والبعيدة تفصيلياً عن روح المجتمع وبيئاته المختلفة وان يتلامس الانتاج الدرامى بكل أشكاله وأنواعه مع حركة الحياة فى المجتمع والدفتر يدعو الى التجديد والتطوير بما يتلاءم مع حركة الحياة داخلياً وخارجياً والعلاقات المتشابكة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا والمحرك الاساسى والواقى والمواجه هو المسرح الحقيقى وبكل انواعه كالمسرح الغنائى والمسرح الشعبى والكلاسيكى والكوميدى وان يعود ليتبوأ مكانته الريادية الفعالة والاهتمام بالفيلم السينمائى وانواعه الفيلم الغنائى ببعدية الاجتماعى والكلاسى اما الدراما التليفزيونية فالمطلوب الاهتمام بمعالجاتها التى تغوص فى حركة الحياة اليومية المجتمعية مع الاهتمام بتقنياتها الاخراجية وعناصره من أداء الممثل وزوايا التصوير والإضاءة والموسيقات التصويرية والبعد عن العتامةالمشهدية وأن يكون المستهدف الاول المجتمع والانسان وليس مشهيات الإنتاج والربح على حساب القيمة والمعنى وعلى أن تكون الخطابات الدرامية فى الصالح العام وليس هدم قيمة بل صونها دفتر احوال الدراما يدعو منابر التعليم ان تفيق وتلتحم مع الوعى وبخاصة المؤسسات التعليمية للدراما والفنون بمعاهد اكاديمية الفنون والاقسام المسرحية والدرامية بالجامعات المختلفة وحتى يتم تنقية دفتر احوال الدراما من السموم والشوائب وخاصة ونحن نذهب الى الموسم الرمضانى والذى يضم زخما كبيراً جداً لكافة مؤسسات الانتاج الرسمى والخاص وننتظر ان يكون الموسم الدرامى فى رمضان ايجابيا مع أهمية عودة المواسم المسرحية والسينمائية مع حتمية عودة المسرح الخاص المعروف بغرفه القديمة او بفرق إنتاجية جديدة بعيداً عن الإنتاجات الخاصة صاحبة أسعار التذاكر فوق الألف جنيه وسيظل دفتر أحوال الدراما مفتوحا يترقب وينتظر والامل فى إنتاج ذات قيمة يخدم الانسان والمجتمع ويواجه الوافد بكل ضلالاته لعل وعسي…