> سيبقى السوبر الأفريقى مجالا واسعا ومصدرا للعديد من الدروس الكروية الهامة والضرورية لمن أراد التفقه فى كرة القدم، والاقتراب أكثر وأكثر من خباياها وثوابتها التى لا تقبل الشك أو التقليل.. ولعل أهمها عدم المبالغة فى استعراض القوة أو التباهى بها، ومنح المنافس أو الخصم القدر الكافى من الاحترام والتقدير، والتعامل مع عناصره على أنها تتمتع بدرجة عالية جدا من الندية والتكافؤ.. ووقتها فقط ستشعر أنك حققت هدفا مميزا وغاليا عند تحقيق الفوز أو النصر على منافسك.
> لن أبالغ إذا أكدت على أن الزمالك تحلى بأقصى درجات العقلانية والهدوء فى التعامل مع ملف مباراة السوبر الأفريقى بالرياض، وأجاد القائمون على الفريق فى الرد على كل المضايقات والأقاويل والعبارات التى نالت من قدراتهم وقللت منها بشكل أو بآخر قبل المواجهة الأفريقية الكبيرة، وسواء تعمد الجميع الصمت أم أجبرتهم الظروف على ذلك، فإن كتم الغيظ والثورة وتحين الفرصة المناسبة للرد العملي، كان الخيار الأفضل لأبناء القلعة البيضاء، وهو ما تم بالفعل فى ملعب المملكة أرينا، ونال الفوز واللقب من كان بعيدا «كل البعد» عن الترشيحات والتوقعات.
> فن التدخل السريع والحاسم لمنع المشاكل والأزمات، لا يجيده إلا الإدارى الناجح والقارئ المميز والمتمكن للأحداث ومجريات الأمور، وهى السمات التى تحلى بها عمالقة إدارة الكرة فى الأندية المصرية على مر التاريخ، ومنهم الراحل ثابت البطل نجم الأهلى مثلا وأحمد رمزى أحد نجوم القلعة البيضاء، أما ترك المشكلة الصغيرة لتتضخم وتتزايد، فهى من صفات الإدارى ضعيف الإرادة والقدرة على تحين الوقت المناسب للتدخل ومعالجة ما يجرى أمامه، وفى السوبر لا يمكن النظر إلى احتفال ربيعة وعمر كمال بشكل مجرد، بل النظر إلى من سمح بتكرار هذه الاحتفالات التى تقلل من منافسك، دون ردع أو تدخل، حتى صارت عادة، وتظاهر الجميع بالصدمة حيالها رغم مشاهدتها ومتابعتها أكثر من مباراة فى أكثر من مباراة متتالية.
> إذا خسرت مواجهة أو مقابلة وتملكك شعور الحزن والضيق، فلا تستكثر على الفائز أو أى من مشجعيه الفرحة والاحتفال بالطريقة التى يراها مناسبة له، فربما يكون قد وصل إلى درجة من الضيق والقلق قبل تحقيق فوزه، ولا مجال أمامه للتخلص من أثارهما إلا بالاحتفال والفرحة.