الإنسان الذى لا يملك روح المغامرة والابتكار لن يصل إلى درجة التميز.. والإنجازات الكبيرة تحتاج إلى طموحات كبيرة ومغامرات أكبر.
أمس الأول تابعت العديد من المباريات منها مباراة ليفربول وتشيلسى فى نهائى كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة..وتأكدت أننا سنظل نعانى طالما نحن نصمم على الفشل . شاهدت ما فعله يورجن كلوب المدير الفنى المتميز الذى تغلب على أصعب الظروف وفاز بالكأس على حساب فريق مليارديرات تشيلسي.
قبل المباراة النهائية وجد كلوب قائمة المصابين فى فريقه تضم أهم النجوم فى كل خطوط الفريق أليسون بيكر فى المرمى وأرنولد فى الدفاع وسوبوسلاى وألكانتارا فى الوسط ومحمد صلاح ونونييز وجوتا فى الهجوم وأنه مجبر على خوض النهائى بدونهم.. ومع ذلك لم يستسلم أو يسوق التبريرات مقدما.. بل غامر بإشراك مجموعة من الشباب فى عمر الـ18 عاما مثل برادلى وإليوت ودانز وماكونيل بالإضافة إلى مجموعة البدلاء مثل الحارس كيليهير والظهير اليونانى تسيميكاس والمهاجم الهولندى خاكبو.. وقهروا تشيلسى المدجج بنجوم دفعوا فيهم مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية وانتزعوا منه الكأس عن جدارة.
ومغامرة كلوب كانت محسوبة لأن معظم الذين دفع بهم أمام تشيلسى كان يمنحهم الفرصة فى مباريات سابقة بالدورى والكأس وكأس الرابطة كلما سمحت الظروف.
إن مافعله كلوب هو درس مهم لكل المسئولين والمدربين فى كرة القدم المصرية سواء وطنيين أو أجانب وخاصة فى ناديى القمة الأهلى والزمالك الذين أصبح كل همهم شراء اللاعبين الأجانب بملايين الدولارات وعدم التركيز على العناصر الشابة واكتشاف المواهب فى قطاعات الناشئين وفى الأقاليم تطبيقا للمثل القائل : شراء العبد ولا تربيته.. وبحجة أن ضغوط المنافسة على الألقاب والبطولات لاتسمح لهم بالتجارب أو المغامرة!!
بالله عليكم كم موهبة قدمها الأهلى والزمالك للكرة المصرية فى السنوات الأخيرة؟!!
الإجابة: ولا موهبة واحدة حقيقية وإنما لاعبون مصنوعون.. وحتى لو كانت هناك موهبة لا يمنحونها الفرصة إلا بعد أن يصل إلى سن 24 سنة بعد أن تكون قد صدأت أو ذهبت إلى ناد آخر ثم يشترونها بعد ذلك بالملايين.
الأهلى اشترى موديست «المبطل» وعمره 37 سنة والزمالك اشترى عبدالله السعيد فى عمر الـ38 سنة وكأن الكرة المصرية نضبت من المواهب.. وللأسف أسمع من يقول إنه لا توجد مواهب فى مصر.. وهو قول غير صحيح بالمرة.. فأرض مصر مليئة بالمواهب التى تدفن دون أن يكتشفها أحد ..لأن المادة والربح السريع والأكاديميات الوهمية والسمسرة هى التى تسود عالم الكرة المصرية حاليا.. وبالتالى فإن الكرة المصرية ستظل تعانى اللهم إلا إذا تفجرت ثورة لتصحيح المسار الكروي.. وأن هذه الثورة لا يمكن أن تحدث فى وجود مثل هؤلاء المسئولين فى الأندية واتحاد الكرة الذين لا يملكون الرؤية والتخطيط العلمي.. بل أن معظمهم يعتمد على أهل الثقة والمجاملات على حساب أهل الكفاءة والخبرة.