حتشبسوت من أشهر الملكات اللاتى تولين حكم مصر ، وتعد من الجميلات حتى انه أطلق عليها لقب (درة الأميرات) وهو واحد من ألقابها التى تعددت فمنها (غنمت آمون) والتى تعنى خليلة آمون و(المفضلة على السيدات) . وتعتبر حتشبسوت التى حكمت مصر 22 عاماً من أبرز الملكات وأقواها نفوذاً حيث كان حكمها نقطة بارزة ليس فى تاريخ الاسرة الثامنة عشر التى تنتمى اليها فحسب بل وفى تاريخ مصر القديمة كله . وقد ولدت حتشبسوت عام 1608 قبل الميلاد وهى الابنة الكبرى للملك (تحتمس الاول) والملكة (احمس) ، وهى الخامسة ضمن تسلسل ملوك الاسرة الثامنة عشر ، ويعتبر الملك احمس الاول صاحب الانتصار العظيم فى تحرير مصر من الهكسوس هو الجد الأكبر لحتشبسوت ومؤسس الاسرة الثامنة عشر . تلقت تعليماً عن علوم الأخلاق والسلوك الصحيح بالاضافة إلى القراءة والكتابة والحساب والفلسفة والطقوس الدينية وقواعد اللغة والإنشاء وقد تولت الحكم بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثانى كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث فى البداية ، ثم كملكة وابنه الإله آمون بعد ان نقشت قصة فى معبدها بالدير البحرى تقول فيها انها جاءت نتيجة لقاء حميم بين آمون وامها الملكة أحمس .
تزوجت حتشبسوت من اخيها غير الشقيق على عادة ملوك الفراعنة الذى لم يكن امامه كى يقبض على صولجان الحكم سوى ان يتزوج من حتشبسوت التى انجبت منه ابن مات فى طفولته ولم يبق اسمه على اى أثرٍ من الآثار وبنتان هما (نفرو رع) و (ميريت رع حتشبسوت) ، وقد انجب زوجها تحتمس الثانى ابنه (تحتمس الثالث) من احدى محظيات البلاط الملكي والتى كانت تدعى ( إيزة) ولتولى حتشبسوت الحكم قصة مثيرة فقد عاشت فى سن العشرين وقتاً عصيباً بعد وفاة والدها تحتمس الاول والذى كانت تشاركه الحكم كما كانت وريثته الشرعية فكان من المفروض ان تكون الفرعون الذى يلى تحتمس الاول على العرش ، إلا ان تقاليد البلاط ودسائس الكهنة حالت دون ذلك إلا إذا اشترك معها اخوها الذكر فى الحكم لانه لم يكن مستساغ لهم ان تكون جميع السلطات فى يدها وحدها. ولم يكن هناك فائدة من محاولات حتشبسوت الاحتجاج على ذلك حيث بدأوا يعدون العدة لذلك الزواج الملكي. وبرغم حصول تحتمس الثانى على شرعية الحكم إلا انه لمرضت وضعفه وقلة خبرته كانت حتشبسوت فى الحقيقة هيالتى تدير أمور الدولة وتحكم البلاد باسمه من وراء الستار وكانت صاحبة النهى والأمر . وبعد وقت قليل توفى تحوتمسالثانى عام 1501 قبل الميلاد ليتم إعلان حتشبسوت رسمياً ملكاً على الصعيد والدلتا والتحكم مصر وممتلكاتها فى الخارج كفرعون . و انطلقت أغانى المديح لها حيث كانوا يطلقون عليها (حورس الأنثي) كما اضافوا علامة التأنيث فى آخر الكلمة التى تدل على الجلالة . ولم يتوقف الأمر على ذلك فعل جدران الديرالبحرى والكرنك وغيرها من المعابد كتب اسم حتشبسوت داخل الخانات الملكية صريحة واضحة فى معانيها حيث أضيف بجوار اسمها (ملك الصعيد والدلتا) و(ابنة الشمس) و(صديقة آمون) و(حورس الذهبي) و(مانحة السنين) و(آلهة الإشراقات) و(هازمة جميع البلاد) و(التى تحيى القلوب) و(السيدة القوية) اتسمت فترة حكم حتشبسوت بالسلام والرفاهية كما تميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التى ارسلتها للتجارة مع بلاد الجوار، ويتحت صولجان الفرعون المرأة استطاعت مصر ان تتغنى وتزدهر حيث أعادت فتح المحاجر والمناجم التى اهملت لفترة طويلة واهتمت بالأسطول التجاريالمصرى فأنشأت السفن الكبيرة واستغلتها فى النقل الداخلى لنقل المسلات التى امرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيداً للإله آمون . ومن اكثر الألغاز إثارة فى حياة حتشبسوت كان المهندس (سنموت) الذى بنى لها معبدها الشهير فى الدير البحرى والذى منحته 80 لقباً وكان يتولى تربية وتعليم ابنتها الأميرة الصغيرة (نفرو رع) حيث ترددت الشائعات حول حبه لمليكته والذى عبر عنه بهذا البناء الذى اعتبر اجمل معبد جنائى بنى لملكة فى التاريخ القديم او الحديث والذى شيده فى حضن الجبل الغربى ليظل حتى الان شاهداً على عظمة ابنة الشمس.