مصر تقف وحيدة صلبة شريفة فى مواجهة طوفان من التحديات والتهديدات التى تنذر بكارثة فى المنطقة ويظل الهدف فى كل ما يجرى من صراعات وتوترات وعدوان وبلطجة وإبادة هو مصر.. لكنها تدرك ذلك جيداً وتتسلح بالحكمة والصبر والحسابات والتقديرات الدقيقة المرتكزة على الجاهزية والاستعداد لمواجهة كافة التحديات والتهديدات التى تحدق بالأمن القومى المصرى والتى باتت من كل صوب وحدب واتجاه.. فمصر تخوض حرب وجود بكل المقاييس تقف بشموخ وشرف فى مواجهة مؤامرة ومخطط شيطانى برعاية ودعم وتنفيذ أمريكي- صهيونى وبأدوات إقليمية وأخرى تتاجر بالإسلام وهى صنيعة قوى الشر.. لكن الحقيقة باتت واضحة مثل الشمس.. الجميع أدرك من صنع الإخوان والقاعدة وداعش والنصرة.. وكيف يحركون هذه الجماعات والميليشيات الإرهابية.
الاشتعال المتوقع و المفاجئ فى نفس الوقت للأحداث من جديد فى المنطقة بإعادة التوتر فى البحر الأحمر والهجوم على اليمن وردة الفعل المرسومة والمخططة على الضربات الأمريكية لم تكن صدفة واستئناف العدوان على غزة أيضاً.. مرسوم ومخطط بعدما فشلت محاولات الضغوط والابتزاز والألاعيب السياسية والإغراءات فى فرض مخطط التهجير وطرد الفلسطينيين من أراضيهم فى القطاع والضفة.. كل ذلك تحطم على صخرة الموقف المصرى الراسخ والشريف والأخلاقى يرفض هذا المخطط الذى يستهدف ابتلاع حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة.. وهى سابقة تاريخية بأن تطرد شعباً من أرضه من أجل مزاعم وألاعيب المصالح والأوهام الصهيو- أمريكية والتى حاولوا ترويجها بأغلفة إنسانية ولكنها كانت لعبة مكشوفة ومفضوحة لا تخيل على عقول الأطفال.. رفضت مصر وطرحت البديل الأخلاقى والشرعى والشريف.. خطة شاملة لإعمار غزة دون الحاجة إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.. تستغرق 5 سنوات وبتكلفة فى متناول العالم الحر ودول مازالت تملك الضمير.
ما يحدث الآن ليس أمراً غير متوقع فالنوايا المبيتة فضحت رعاة المخطط.. فرغم ان وقف إطلاق النار بدأ فى 19 يناير الماضى.. إلا أن حكومة الصهاينة المتطرفة التى يقودها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو لا تريد السلام ولا التوقف عن الإبادة والقتل والتطهير العرقى.. كيف لا وهناك إدارة أمريكية تشجع وتدافع وتدعم وتلوى الحقائق وتنكر الاتفاق وتلبى كل مطالب إسرائيل وتغدق عليها المال والسلاح.. المنطقة بل العالم يعود من جديد لاستئناف دبلوماسية البلطجة والإبادة لتحقيق الأهداف غير الشرعية.. وتنفيذ المخطط الذى يسعى فى مرحلته الأولى إلى التهام الأراضى والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وتفريغ غزة والضفة من سكانها على حساب مصر والأردن.. لكن القاهرة وعمان رفضتا بحسم هذا المخطط واعتبره الرئيس البطل عبدالفتاح السيسى ظلماً للشعب الفلسطينى لن تشارك فيه بل تقف ضده.. وان المشاركة فى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطينى إهدار لرحلة من الكفاح والنضال ليس من أبناء الشعب الفلسطينى فحسب بل أيضاً مصر وشعبها وتضحيات الشهداء الأبرار.
دبلوماسية البلطجة والإبادة والتخويف والترهيب والحصار والخنق الاقتصادى لن تفلح مع مصر ولن تغير فى مواقفها الثابتة شيئاً بل تزيدها صلابة وقوة.. بل لم تفلح دبلوماسية التخويف والإرهاب على مدار التاريخ مارسها هتلر ووزير إعلامه جوبلز وأسقط دولاً دون قتال من فرط التخويف والترهيب والمبالغة فى ممارسة الإبادة والترويج لها.. وفعلها التتار عندما أسقطوا الكثير من الدول والمناطق والجيوش دون قتال ولكن من فرط الخوف والفزع حتى يروى ان نهر الفرات تحول إلى اللونين الأحمر من غزارة دماء الضحايا والقتلى والأزرق من إلقاء كتب ومجلدات العراق فى النهر.. كاد العالم يهلك من فرط بربرية ووحشية وهمجية التتار.. لكن دائماً يشاء رب العالمين أن تكون مصر هى المنقذ والمخلص.. فالجيش المصرى لا يهاب الموت ولا يخاف.. ويجد فى التضحية والشهادة هى الحياة والخلود.
دبلوماسية البلطجة والإبادة رسائل منتهية الصلاحية.. ومحاولات الحصار والخنق الاقتصادى باتت عديمة الجدوى لن تكسر إرادة مصر وشعبها بفضل الله وما تحقق خلال أكثر من عشر سنوات.. وهناك أيضاً ظاهرة نلحظها فى سلوك تحالف الشيطان وهى اليأس والاحباط وأن محاولات الضغوط والابتزاز والحصار لن تجدى نفعاً مع المصريين.. ولكن طفت على السطح دبلوماسية وقحة مع الاعتذار لكلمة دبلوماسية وهى دبلوماسية التحرش والاستفزاز وخلق الذرائع.. لكن كما يقولون عدونا يعلم الكثير عنا ويدرك مغبة الاستفزاز فلن يكون على استعداد لتحمل ردة الفعل التى لن تبقى ولا تذر.
غريب أمر بعض الناس يسألون بشكل عفوى.. هل ستحارب مصر؟ وأقول الحرب ليست فقط بإطلاق الرصاص والنار أو الاشتباك بالسلاح فالحرب يا سيدى بدأت منذ سنوات تراها فى مؤامرة خلق الفوضى والانفلات أو فى الإرهاب أو فى الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه أو الابتزاز والحصار والخنق الاقتصادى وصناعة الأزمات وهو ما يجرى الآن.. لكن وكما قال الرئيس السيسى «لن تستطيع أى قوة التفكير فى الهجوم على مصر أو الحرب بالسلاح عليها.. لأن الرد سيكون قاسياً ومزلزلاً.. لكن ما يجرى هو محاولات لإنهاك واستنزاف الدولة المصرية».. ولكن القيادة السياسية واعية ومدركة.. لذلك وأعدت العدة.. والسؤال هل من الطبيعى ان تشتعل جميع حدود مصر فى كافة الاتجاهات الإستراتيجية ليبيا والسودان وغزة والحدود الشرقية والبحر الأحمر ومحاولات الابتزاز بمواردنا الوجودية وأعنى «سد إثيوبيا» الذى أدركنا جميعا فى يد من ولماذا وهو حلقة فاشلة فى محاولات التركيع لقبول ما ينافى ويتعارض مع ثوابتنا ونحن قادرون على حماية مقدراتنا.. وما يحدث فى الصومال ومحاولات اغتيال الرئيس الصومالى.. وفى الوقت الذى يتساءل الكثيرون لماذا كل ذلك؟.. لماذا تطوير وتحديث جيش مصر العظيم وتزويده بأحدث نظم التسليح وبناء جيش عظيم هو قوى إقليمية فائقة وجيش عالمى؟.. وأيضاً لماذا كان يقول الرئيس السيسى نحن فى سباق مع الزمن واحنا متأخرين؟.. ولماذا الالتزام بالتوقيتات المحددة وبأعلى جودة لأن الرئيس السيسى كان ومازال على علم بالمخطط وان مصر مستهدفة وانها الجائزة الكبرى وان المؤامرة لم تنته بعد وان المخطط سيحاولون تنفيذه.. لذلك مصر تقف على أرض صلبة وستظل واحة الأمن والأمان.