التماهى الغربى خاصة الامريكى والدعم اللا محدود للجرائم الإسرائيلية فى قطاع غزة ومؤخرا فى مناطق أخرى بالشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر الماضى وغض الطرف عن جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكب يوميا فى قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني، ومحاولة إشعال النار فى كل الاتجاهات وعلى كل الجبهات والتمادى فى ارتكاب جرائم الاغتيالات ضد القيادات الفلسطينية وقيادات المقاومة، يحمل القناع ة عن الجميع أن الكفاح المسلح بات هو الطريق الوحيد للتحرر من الاحتلال الجاثم على أرض فلسطين منذ أكثر من سبعين عامًا وهى القاعدة التى لابد أن يعيها الكيان الإسرائيلى وداعموه الغربيون جيدًا.
فمنذ جريمة اغتيال القيادى الفلسطينى إسماعيل هنية فى العاصمة الايرانية طهران ثم توال عمليات الاغتيال لم تكلف أيا من العواصم الغربية نفسها بإدانة الجريمة، ولكنها ركزت جل قوتها فى حشد البوارج وحاملات الطائرات ونقل القوات لبناء مظلة دفاعية سياسيًا وعسكريًا من أجل الدفاع عن إسرائيل ضد الضربة العسكرية المحتملة التى أعلنت ايران ومعها حزب الله توجيهها للكيان الإسرائيلى انتقاما منها بعد انتهاك سيادتها واغتيال هنية على أرضها، وقبله بيوم اغتيال أحد قادة الصف الأول لحزب الله الذى خرج أمينه العام مؤكدا حق الرد المؤلم بعد أن كسرت إسرائيل قواعد الاشتباك واغتالت أحد قياديه الكبار فى العاصمة اللبنانية بيروت.
إسرائيل بجرائمها والغرب بصمته ووقوفه إلى الجانب الإسرائيلى يزيدان الموقف تعقيدا فالنار التى أشعلها النتنياهو لن تحرق الآخرين فقط ولكنها بالتأكيد ستطال قلب الكيان الاسرائيلى الذى بات مكشوفا أمام المسيرات والصواريخ التى ستتساقط عليه من كل الجبهات فى حال اشتعال حرب كبرى فى المنطقة ولن يستطع هو أو الأمريكيون ان يوقفوها بحاملات الطائرات التى تمركزت فى البحر المتوسط والأحمر والخليج العربي، لأن رافضى استمرار الجرائم الإسرائيلية يتزايدون يوما بعد يوم ويتمنون ان يفعلوا أى شيء لكى يلحقوا الهزيمة والألم بالكيان الإسرائيلى ردًا على جرائمه التى يرتكبها من عشرات السنين.
الكيان الإسرائيلى بعد عشرة شهور من العدوان على غزة يواجه تحديات سياسية واستراتيجية وأمنية وقانونية وأخلاقية واقتصادية فهو غارق فى مستنقع غزة ويتكبد يوميا العشرات من القتلى والمصابين فضلا عن تضرر نصف آلياته العسكرية تقريبا، وفى الشمال هرب كل سكان المستوطنات بفعل هجمات حزب الله التى مازالت تتم وفق قواعد الاشتباك ولم تتطور تكتيكاتها لكى تصل إلى قلب الكيان الاسرائيلى فى حيفا وتل أبيب ورغم ذلك يسعى نتنياهو إلى إشعال حرب إقليمية شاملة واستدراج إيران للمواجهة المباشرة بعد الاطمئنان إلى أن الولايات المتحدة ستكون شريكا استراتيجيا فى تلك الحرب.
حماس فى واحدة من الضربات المؤلمة للكيان الإسرائيلى اختارت يحيى السنوار رجل حماس الحديدى قائد عملية «طوفان الأقصي» والذى يعرف كيف سيتعامل خلال المرحلة القادمة مع الكيان الاسرائيلي، رئيسا لها خلفا لإسماعيل هنيه مؤكدة بذلك على استمرار النهج المقاوم وعدم الرضوخ لشروط نتنياهو لإتمام صفقة التبادل ووقف العدوان، خوفًا من استمرار الحرب، وذلك بعد أن أعادت تنظيم صفوفها من جديد.
الكرة الآن فى ملعب الغرب خاصة الولايات المتحدة الامريكية، التى لا تريد اتساع الحرب، فاذا لم تكن تريد اشتعال حرب كبرى عليها رفع الدعم والغطاء عن الجرائم الإسرائيلية وكبح جماح النتنياهو وفريق حكومته المتطرف ووقف أنهار الدماء التى تسيل ليلا ونهارا فى قطاع غزة، ومنعه من الاستمرار فى سياسة الاغتيالات، لأن البديل حرب كبرى قد تستمر طويلا، ومقاومة تزداد شراسة يوما بعد يوم، وأعتقد أن الجنود الامريكيين المتواجدين فى الشرق الأوسط لن يكونوا بعيدين عنها.