كشف موقع «أكسيوس» الأمريكى أمس عن تخطيط إسرائيل لرد واسع النطاق فى غضون أيام على الهجوم الصاروخى الذى شنته إيران أول أمس، متوقعًا أن يستهدف الهجوم الإسرائيلى المحتمل منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع إستراتيجية أخري.
أوضح «أكسيوس» أنه لم تكن إسرائيل وإيران أقرب من الآن إلى فتح جبهة جديدة وأكثر خطورة فى الحرب التى تجتاح الشرق الأوسط حيث هددت إيران بأنه إذا ردت إسرائيل على ما يقرب من 200 صاروخ أطلقتها أمس، فإنها ستهاجم مرة أخرى.
قال المسئولون الإسرائيليون لـ أكسيوس إن جميع الخيارات ستكون على الطاولة بما فى ذلك توجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية.
قال مسئول إسرائيلي: «لدينا علامة استفهام كبيرة حول كيفية رد الإيرانيين على هجومنا المنتظر، لكننا نأخذ فى الاعتبار احتمال خوض كل شيء، وهو ما سيكون لعبة مختلفة تمامًا».
أشار أكسيوس إلى أن العديد من المسئولين الإسرائيليين يشيرون إلى منشآت النفط الإيرانية باعتبارها هدفا محتملا، ولكن البعض يقولون إن الاغتيالات المستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوى الإيرانية من الاحتمالات المطروحة أيضًا.
قد يشمل الرد الإسرائيلى غارات جوية من طائرات مقاتلة فضلًا عن عمليات سرية مماثلة لتلك التى قتلت زعيم حماس إسماعيل هنية فى طهران قبل شهرين، وفقًا للموقع الأمريكي.
كما رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فى تقريرها أمس أن الرد الإسرائيلى المنتظر على الهجوم الصاروخى الإيرانى سيحدد مسار الحرب التى تتوسع بشكل خطير.. أوضحت الصحيفة -فى تقرير إخباري- أن الولايات المتحدة تأمل فى رد مدروس خاصة أن لديها الآن قدرة محدودة على التأثير على أقرب حلفائها فى الشرق الأوسط ومع ذلك لا يتوقع الكثيرون أن يكون رد إسرائيل محدودا هذه المرة، ما يمثل اختبارا جديدا للإدارة الأمريكية التى تسعى لتجنب تصعيد جديد.
نقلت الصحيفة عن جوناثان بانيكوف، ضابط استخبارات أمريكى سابق مع المجلس الأطلسى فى واشنطن قوله: «تفتقر الولايات المتحدة بالفعل إلى النفوذ الدبلوماسى الكافى لفرض وقف إطلاق النار فى غزة ولبنان».
أضاف بانيكوف: «الآن وقد أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل، التى تبدو عازمة على تنفيذ رد قوي، فإن التحدى لتجنب حرب إقليمية بلغ أصعب نقطة له منذ 7 أكتوبر الماضي».
ذكرت الصحيفة أنه حتى الآن، تحاول إدارة بايدن تهدئة اندفاع إسرائيل فى الرد بقوة خاصة أن الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية والأمريكية أحبطت الهجوم الصاروخى الإيرانى مجددا، ورغم أن مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان أقر بأن وابل الصواريخ الإيرانى يمثل «تصعيدًا كبيرًا»، إلا أنه أكد أن الهجوم «يبدو أنه هُزم وكان غير فعال».
نقلت الصحيفة عن بعض المحللين قولهم إن هجومًا إسرائيليًا على المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية النفطية من شأنه أن يزيد المخاطر بشكل كبير. مثل هذه الضربة الجوية قد تستفز طهران لإطلاق وابل أكبر من الصواريخ، أو تنظيم هجمات ضد المصالح الإسرائيلية فى الخارج، أو تصعيد برنامجها النووي، ما يسرع مسارها نحو القنبلة.
نقلت عن نورمان رول، الذى شغل منصب كبير ضباط الاستخبارات الأمريكية لشئون إيران قوله: «ستسعى إسرائيل إلى تعزيز فكرة أن تفوقها التكنولوجى ومهاراتها العسكرية يسمحان لها بضرب أى هدف فى إيران،» لكن من المرجح أن تتجنب إسرائيل ضرب أهداف قد تؤدى إلى حرب شاملة مع إيران.
رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن مشهد هبوط الصواريخ على تل أبيب كان الاشارة الأكثر وضوحاً لاشتعال الصراع الاقليمى الذى سادت المخاوف بشأنه العام الماضي.
قالت الصحيفة فى مقال تحليلى ان هذا هو الهجوم الجوى الإيرانى الثانى على إسرائيل فى غضون أقل من ستة أشهر ولكن فى المرة الأولى كان هناك إشعار قبلها حيث وصلت الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة الأبطأ كثيراً أولاً وكان الهدف الرئيسى قاعدة عسكرية فى صحراء النقب غير مأهولة بالسكان إنما هذه المرة وصلت الصواريخ الباليستية أولاً واستهدفت مناطق حضرية كثيفة بينما نقلت الصحف المحلية الإسرائيلية عن المسئولين الإسرائيليين وصف الهجوم بأنه إعلان حرب إيرانى وأشار المقال إلى انه بعد هجوم إيران فى أبريل الماضى كان الانتقام تمثيلياً إلى حد كبير.. وكان الهدف الوحيد الذى تم ضربه داخل إيران هو موقع للدفاع الجوى فى قاعدة عسكرية بالقرب من اصفهان.. أضاف انه بعد تعرض المواطنين الإسرائيليين للتهديد يتوقع أن يستجيب بنيامين نتنياهو ان تكون قائمة الأهداف كبيرة وربما تشمل المنشآت النووية الإيرانية.
أوضح المقال انه على الرغم من مخاطر هذا الهجوم على الشرق الأوسط إلا أنه يهدد أيضاً بإحداث تأثير كبير على السياسة الأمريكية – قبل خمسة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الحاسمة والتى سعى دونالد ترامب فيها لتصوير الإدارة بقيادة جو بايدن وكامالا هاريس على أنها عاجزة عن التأمل مع الساحة العالمية.
أشار المقال إلى أنه منذ اندلاع حرب غزة ادعى مسئولو بايدن بأنهم اصحاب الفضل فى الحيلولة دون امتداد العنف ليصبح صراعاً إقليمياً مضيفاً ان هذا الادعاء لم يعد له وزن الآن.