«جودر» ألف ليلة وليلة.. فنتازيا وخيال.. يبهر الجمهور
أتصارع مع نفسى عبر شخصيتين.. وسعيد بثالث تجربة مع نور
التليفزيون حرمنى من السينما.. انتظرونى قريبًا
يطل الفنان ياسر جلال على جمهوره هذا العام فى أجواء تاريخية مبهرة مليئة بالسحر والفانتازيا فى قالب درامى غير معتاد فى السباق الدرامى الرمضانى كى يأخذ المشاهد إلى عالم آخر مليء بالإبهار ليذكر الجميع بأجواء ألف ليلة وليلة التى قد تربت عليها اجيالنا ولم يشهدها الجيل الجديد تحدث ياسر لـ» الجمهورية» فى حوار من القلب ليكشف لنا عن سر اختياره لذلك النوع الجديد من الاعمال الدرامية المختلفة كلياً عن اعماله السابقة وليحدثنا عن ابرز الصعوبات التى واجهها خلال التصوير وإلى سطور الحوار:
– تطل علينا هذا العام فى عمل ينتمى لنوعية الفانتازيا والخيال ومختلف كلياً عن أعمال الدراما والأكشن التى قدمتها لجمهورك فى الفترة السابقة.. هل ممكن أن تصف لنا هذا الاختلاف؟
الحمد والشكر لله عز وجل أنا حريص دوماً منذ فترة طويلة على التغيير فى أى عمل أقوم بتقديمه، فلقد قدمت شخصية ضابط حارس سابق لرئيس الجمهورية فى مسلسل «ظل الرئيس» وفى مسلسل «رحيم» قمت بشخصية رجل خارج عن القانون ويتعاون مع رجال الشرطة لإسقاط عصابة مافيا كبيرة متخصصة فى غسيل الأموال، وفى مسلسل «لمس أكتاف» ناقشنا قضية المخدرات وانواعها الجديدة وتأثيرها على الشباب، أما فى مسلسل «الفتوة» ناقشنا شكل الحارة والصراع على السلطة فى منتصف القرن التاسع عشر وكيف كان الناس يتعاملون فى عام 1860 ويتصارعون من أجل الفتونة وبرز خلال تلك الفترة تاريخ وشكل مصر آنذاك وكيف كان يجب أن يتسم من يحكم الحارة حينها بالنُبل والخلق والاحترام والرجولة وفى مسلسل «ضل راجل» قدمت شخصية مدرس الألعاب المغلوب على أمره الذى تقع ابنته فى الخطأ فيقف إلى جوارها ويساندها وقد وجهنا من خلاله رسالة أن كل شخص معرض للخطأ وإذا أخطأت ابنتك فلا يجب عليك التخلى عنها وإنما من الواجب الوقوف إلى جوارها وحمايتها وتعليمها كى تقف من جديد وبعدها قمت بتقديم شخصة مختلفة تماما فى مسلسل «علاقة مشروعة» وهى شخصية رجل أعمال ومتزوج ومستقر ويعيش حياة هادئة وسعيدة مع زوجته وأولاده إلى أن تقتحم حياته فتاة يتزوجها وتصبح زوجة ثانية له فى السر ونناقش خلاله قضية الزواج الثانى وتأثيره على الأسرة وكيف من الممكن أن تتفسخ الأسرة وتنهار بسبب الزواج الثانى لأن هناك بعض الأصوات تتشدق بأن الدين يحلل أربعة وهو بالفعل يحلل اربعة ولكن فى ظروف خاصة جدا يحكمها الشرع لذا لا يصلح ان نستغل الشرع فى شيء ليس مضبوطاً لذا فنحن نقول من خلال العمل أن الزواج الثانى غير مستحب إذا كان سيؤثر على البيت والأسرة وهذا العام نقدم الفانتازيا من خلال مسلسل «جودر» فإننا لم نقدم ألف ليلة وليلة منذ أمد طويل وهو عمل مختلف ومعظم الأجيال الجديدة كلها لا تعرف شيئا عن شهريار أو شهر زاد وما هى حكايتهما ولا تعرف شيئاً عن حواديت ألف ليلة وليلة التى تربينا عليها.
– إذن ما الذى دفعك لتقديم العمل بعد غياب كامل لهذه النوعية من المسلسلات الخيالية فى الدراما المصرية؟
تحمست بالفعل بسبب أن هذا اللون غائب عن الدراما المصرية على الرغم من أن جيلى والأجيال السابقة قد تربت على حواديت ألف ليلة وليلة التى كان يقدمها التليفزيون المصرى فيما مضى وقد شارك كبار النجوم فى تقديمها وهو عالم ممتع من الحواديت والحكايات التى يتخللها أساطير واحداث جميلة ومشوقة وممتعة وقطاع كبير للغاية من الناس يحب مشاهدة هذا النوع ولقد غاب هذا اللون عن الدراما بسبب عدم وجود شخص قادر على كتابة مثل تلك النوعية وأنا علاقتى جيدة جدا بالمؤلف انور عبدالمغيث وهو كان متغيبا عن مصر منذ فترة فقمت بالبحث عنه وعلمت أن لديه ألف ليلة وليلة فأخذت منه النص وقدمته للشركة المتحدة فتحمسوا جدا للموضوع لأن الأستاذ أنور كتبه بشكل جميل جدا ورائع واكتملت الصورة عندما انضم الينا المخرج الكبير اسلام خيرى وهو مخرج كبير وفنان راق وعظيم ومحترم ومهذب واضاف الكثير للعمل وانا سعيد جدا بالعمل معه وإن شاء الله خيرى سيكون مفاجأة رمضان هذا العام وهذا العمل هو اعادة اكتشاف له فتلك العوامل قد حمستنى لتقديم هذا اللون من الأعمال التى تنتمى للخيال والفانتازيا.
– هل تم تغيير اسم المسلسل ليصبح «جودر» بدلاً من ألف ليلة وليلة؟
لا لم يتغير الاسم بل كان هذا اسم المسلسل منذ البداية، فالمؤلف أنور عبد المغيث عندما قدم لنا النص كان اسمه «حكاية جودر بن عمر المصرى من ألف ليلة وليلة» فرأت الشركة المنتجة أن تجعل اسم المسلسل «جودر» لأن اسم ألف ليلة وليلة يشمل حواديت كثيرة بينما المسلسل عبارة عن حدوتة واحدة طيلة الثلاثين حلقة وهى حكاية شخصية جودر التى تخوض رحلة جميلة فهو مثله مثل سندباد وعلى بابا وعلاء الدين وإن شاء الله الناس تستمتع بها.
– منذ التحضير للعمل وحتى تصويره تظهر بلوك مختلف وشعر وذقن ذى لون اسود داكن.. فهل أثر هذا اللوك على حياتك الطبيعية؟
بالطبع شكلى مختلف وتلك ليست المرة الاولى التى اقم فيها بتغيير شكلى بالكامل من أجل دور اقوم به .
– كيف استعددت لتجسيد شخصية جودر نفسيا وجسديا؟
كل عمل جديد استعد له بمذاكرة النص المكتوب بشكل جيد مما يمكننى من عمل ابعاد الشخصية سواء البعد المادى ألا وهو الشكل الخارجى والجسم من الخارج وملامح الوجه ايضا البعد الاجتماعى للشخصية هل هو امير او فقير او ملك او موظف هل هو متزوج ام لا ؟.. كذلك البعد النفسى ومشاعر الشخصية واحاسيسها وطموحاتها كل تلك الابعاد ادرسها جيدا حتى تظهر الشخصية على الوجه الأكمل.
– هل تطلبت الشخصية استعدادات خاصة غير الشخصيات الاجتماعية الأخرى التى قدمتها فى أعمالك الدرامية مسبقا؟
بالطبع الشخصية كانت فى حاجة إلى استعدادات من نوع خاص، فضلاً عن اننى ألعب فى المسلسل شخصيتين وهما شخصية الملك شهريار وهى غلاف الكتاب والإطار الذى تدور جواه حدوتة جودر بالإضافة إلى شخصية جودر التى يتخيل الملك شهريار نفسه فيها وتنعكس شخصية جودر على شخصية الملك مما تجعله يتطور ويتغير وطبعا كانت الملابس مختلفة والحركة والاكسسوارات المُستخدمة وأماكن التصوير التى كانت احيانا صعبة للغاية ايضا الديكورات وطريقة التصوير ولقد تخطينا صعوبات كثيرة بسبب حبنا لعملنا ورغبتنا فى تقديم هذا العمل الجميل للناس حتى يستمتعوا به ويستفيدوا منه.
– و ما هى الصعوبات التى واجهتك أثناء تصوير العمل؟
بالطبع تلك النوعية من الأعمال تكون صعبة للغاية فإننى يجب على ّ ارتداء ملابس غير المعتادة بالإضافة إلى اكسسوارات مختلفة، ايضا فى التصوير يحتاجون إلى وضع نوع من انواع الدخان الكثيف كمؤثر للمشهد خلال الصورة المرئية مما يكون مزعجا جدا لى اثناء التنفس، واحيانا نصور فى اماكن حارة للغاية ونرتدى ملابس ثقيلة واحيانا العكس نكون فى اماكن باردة ونرتدى ملابس خفيفة وعلينا ان نحتمل تلك الاوضاع، ايضا نقوم بالتصوير فى اماكن غريبة ومختلفة وفى بعض الأحيان نصور فى أماكن وعرة مثل الجبال والكهوف لم يذهب إليها أشخاص مُسبقا مما يكون يجعل الامر فى منتهى الخطورة إلا ان الله سبحانه وتعالى يقف إلى جوارنا ويكرمنا وننتهى من التصوير على خير فكل شيء يكون توفيقا من الله عز وجل..
– تتعاون مع الفنانة اللبنانية نور للمرة الثالثة بعد مسلسل «رحيم» و «ضل راجل» كيف تجد التعاون معها ؟
نور صديقتى جدا وشخصية محترمة وملتزمة الى ابعد حد، وانا أكون سعيداً بالعمل معها وقد اتفق رأى الشركة المنتجة والمخرج الاستاذ اسلام خيرى عليها فإنهم من قاموا باختيارها لأنها افضل من تقوم بشخصية «شواهى ام الدواهي» فهى شخصية هائلة وقوية جدا فى المسلسل ونور ستكون مفاجأة هذا العام بمشيئة الله.
– يشارك بالعمل ايضاً نخبة كبيرة من النجوم، فهل يعد العمل تجربة جديدة مختلفة بالنسبة لهم ايضا؟
تحمس النجوم الكبار المشاركين بالعمل ليس من أجلى فقط وانما من اجل المسلسل كله فإن كل منهم يقدم خلاله دورا جديدا عليه وسط أجواء جديدة وغريبة مما شجع معظم النجوم المشاركين فى العمل على مشاركتهم ووجودهم بشكل قوى ومؤثر تشريفا لى وللمسلسل بالطبع، وهناك ايضا ضيوف شرف كثيرون وهم نجوم كبار وانا اوجه لهم شكرا خاصا على وجودهم فى العمل وتشريفهم لنا والحمد لله قد بذلت خلال العمل كل الجهد الذى اقوى عليه امام الله سبحانه وتعالى واتمنى ان اجد صدى لهذا المجهود فى عيون ونفوس ومشاعر المشاهدين واتمنى من الله ان يوفقنا ويوفق كل زملائنا ويوفق جميع الناس اللهم آمين.
– هل هناك منافسة فيما بين مسلسل «جودر» و»الحشاشين» كمسلسلين تاريخيين ؟
اولاً انا لا احب كلمة منافسة وانما احب كلمة مشاركة.. فإننا جميعا نتشارك فى اسعاد المشاهد وتثقيفه والترويح والترفيه عنه ومسلسل ألف ليلة وليلة الذى اقدمه ليس تاريخياً وانما هو عمل تراثى ينتمى لنوعية الفانتازيا من الأعمال التى بها خيال وأشياء تطير وسحر وجن، اما المسلسل التاريخى فتتواجد به احداث واقعية حدثت بالفعل فى التاريخ فإن هناك فارقا كبيرا جدا فهذا قالب درامى والآخر قالب درامى مختلف تماما وانا بالطبع اتمنى لكل الأعمال الدرامية ومنها « الحشاشين» النجاح والتوفيق لان المستفيد الأول والأخير هو المشاهد العربى ويصل إليه المتعة والثقافة والترفيه والتعليم وأشياء جميلة جدا.
– ما هى الاعمال التى سوف تعكف على مشاهدتها خلال السباق الدرامى الرمضانى الحالى ؟
أنا منشغل فى التصوير خلال رمضان لدرجة أنه لن استطيع أن اشاهد مسلسل « جودر»!.. فإننا سنظل منشغلين بتصوير العمل طيلة الشهر حتى نتمكن من انهائه على خير حيث يتبقى لنا نحو اسبوعين للانتهاء من تصوير الثلاثين حلقة بشكل كامل وبمشيئة الله بعد انتهاء رمضان سأحب ان اشاهد جميع الاعمال الدرامية لزملائى وسوف احييهم واحادثهم هاتفياً لأبارك لهم لأن علاقتى بزملائى جيدة جدا والحمد لله واتمنى من الله التوفيق لهم وان يكرمهم الله بالنجاح.
– ماذا عن الجديد لديك خارج الموسم الرمضاني؟ و لماذا هذا الخصام بينك وبين السينما؟
ليس لديّ جديد فى الفترة الحالية فأنا منشغل بإنهاء تصوير مسلسل «جودر» أما بالنسبة للسينما فأنا لديّ فيلمان سينمائيان إن شاء الله كانا قيد التأجيل لأننى فى كل عام انشغل بالتحضير للعمل الدرامى الرمضانى الذى اقدمه فإنه كان يأخذ كل وقتى واتعب فيه كثيراً كى اجد فكرة جديدة وموضوعا جديدا مبنيا على أسس صحيحة ومكتوب على النحو الصحيح مما كان يأخذ منى وقتا ومجهودا كبيرا، فاللهم لك الحمد والشكر اننى قد استطعت انجاز مسلسل مثل «جودر» واتمنى من الله ان يتمم له على خير وينال الصدى المطلوب وان يحوز على اعجاب السادة المشاهدين لأننا جميعاً تعبنا خلاله للغاية وبذلنا قصارى جهودنا.