واضح أن -العرب كل العرب – أو أغلبيتهم على أبسط تقدير يصرون على الاستمرار فى طريق السلام حتى نهايته.. وعندئذ يقضى الله أمرا كان مفعولا..
وواضح أيضا.. أنهم سيظلون متمسكين بمبادراتهم إلى أقصى مدى.
وواضح أيضا أن الزعماء العرب لهم من التجارب الواقعية ما يجعلهم ينبذون الحروب وما تخلفه من خراب وتدمير ونسف وقتل فتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ما جعل وضعهم فى قمة المسئولية التى تجعلهم يفكرون ألف مرة ومرة فى اتخاذ قرار صريح بالحرب .. ولنأخذ الرئيس عبدالفتاح السيسى مثلا فقد قال أمام القمة العربية التى انعقدت اجتماعاتها أول أمس إن من يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تحقيق مصالح الشعوب أو توفير الأمن فهو واهم وأضاف الرئيس أن مصير المنطقة ومقدرات شعوبها أهم وأكبر من أن يمسك بها دعاة الحروب والمعارك العسكرية.
طبعا كان فى إمكان الرئيس أن ينحاز إلى جانب الحرب واعتبارها وسيلة لتحقيق الأهداف والغايات.. لكنه على بينة كاملة من أن الحرب المتمثلة فى التجارب «المأساوية» لا تمت بطبيعة الحال لمصالح الشعوب بأدنى صلة.
>>>
نفس الحال ونفس الموقف أكد عليه الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولى عهد المملكة العربية السعودية بقوله أمام القمة العربية إن جميع النزاعات فى منطقة الشرق الأوسط لابد من حلها بالطرق السلمية.
وأنا هنا لا أريد أن أكرر نفس الكلام الذى قاله الزعماء العرب أمام القمة بل أكتفى بإظهار التوجه العربى المتكامل خلال المراحل الزمنية القادمة.
طبعا.. هناك من سيقولون ضمن ما يقولون إن موقف الزعماء العرب فى القمة لا يتلاءم مع حجم وهول حرب إسرائيل ضد أهالى غزة والتى ستستمر فى غيها وضلالها طالما لا تجد رادعا ووسائل تخويف وتهديد تجبرها على الكف عن سياستها المهووسة والظالمة.
نعم.. قد تتردد بعض الأصوات التى يقول أصحابها ذلك لكن ينبغى على الوجه المقابل أن يكون معروفا أن الذى يقبض فى يده على جمرات من النار يختلف اختلافا واضحا وجذريا عمن يجلس فى قاعات مكيفة الهواء محتسيا بين كل آونة وأخرى أفضل الشراب.. وأحلى رحيق العسل..!
>>>
أيضا ألا يمكن أن يؤدى هذا التوجه السلمى إلى تصفية القضية الفلسطينية تلقائيا وبذلك يكون الإسرائيليون قد حققوا أهدافهم وهم «قعود» يوجهون صواريخ القتل وقذائف الطائرات المسيرة وغير المسيرة دون حساب النتائج؟!
لا.. وألف لا.. لسبب بسيط أن الإسرائيليين أنفسهم أصبحوا يرفضون سياسة الدماء المنهمرة التى يتبعها سفاح القرن رئيس وزراء إسرائيل.. فى نفس الوقت الذى سيستمر فيه العرب بزيادة تسليح جيوشهم بأحدث الأسلحة الناجعة مما يضطر الجانب الآخر إلى وضعهم فى الاعتبار دائما خصوصا فى ظل حياة قوامها 75 عاما ذاق خلالها الإسرائيليون الأمرين على أيادى جيرانهم وأعدائهم فى آن واحد.
فى النهاية تبقى كلمة:
مازال أمام هذا المجتمع الدولى فرصة لكى يكون له دور مؤثر يتوفر لديه من مبادرات سياسية لذلك نحن جميعا فى حيرة لماذا هذا التخاذل من ذلك المجتمع أم أنها رغبة ذاتية فى مناصرة الإسرائيليين على حساب طوائف أخرى..؟
دعونا نرقب.. وننتظر..!
مواجهــــات
> من يملك الحقيقة تتوفر لديه كل أدوات النصر.
>>>
> الذرائع الهاوية.. والمجهودات السخيفة.. لا تغير أبدا بنيانا متكامل الأركان.
>>>
> من يستيقظ فى الصباح بوجه عابس ورئتين غير صالحتين لتصنيع الهواء النظيف فليعتبر نفسه من جنس غير جنس ابن آدم وحواء..
>>>
> الحب فى نظر الأقوياء.. ضعف وعند الضعفاء عذاب وقسوة. ترى من هو الذى على حق ومن هو الذى على باطل.
>>>
> أخيراً نأتى إلى حسن الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم على الجارم:
يَابَنْتِى إِنْ أردْتِ آيةَ حُسْنٍ
وجَمالاً يَزِينُ جِسْماً وعَقْلاَ
فانْبِذِى عادةَ التَّبرجِ نَبْذاً
فجمالُ النُّفوسِ أسْمَى وأعْلَى
يَصْنَع الصّانِعُون وَرْداً ولَكِنْ
وَرْدَةُ الرَّوض لا تُضَارَعُ شَكْلا
صِبْغَةُ اللّهِ صِبْغَةٌ تَبْهَر النَّفْـ
ـسَ تعالى الإلَهُ عَزّ وجَلاّ
ثمَّ كُونى كالشَّمس تَسْطَع لِلنَّا
سِ سَواءً مَْ عَزّ مِنْهُم وَذلاّ
فامْنَحِى المُثْرِيَاتِ لِيناً ولُطْفاً
وامْنَحِى البائساتِ بِرّاً وفَضْلا
زِينَةُ الوَجْه أَن تَرَى العَيْنُ فيه
شَرَفاً يَسْحَرُ العُيُونَ ونُبْلا
واجعَلِى شيِمةَ الْحَيَاءِ خِماراً
فَهْوَ بِالْغَادة الكَريمةِ أَوْلَى
ليس لِلْبِنْت فى السَّعادة حَظُّ
إن تَنَاءَى الحياءُ عَنْها ووَلَّى
>>>
و..و..شكراً